الإحساس بالقلق والتشاؤم أو التفاؤل أوالشك، كلها أحاسيس عادية ولكنها غير ذلك إذا زادت عن الحد الطبيعي، واصبحنا نراها كظاهرة مع أنها في حقيقتها ليست ذات معنى، ولكنها تساعد في تمكين الوسواس القهري الذي يحتاج إلى نوع من العلاج النفسي، مثلا يدخل في خانة أعراض الوسواس القهري الحصول على الأشياء القديمة عديمة الفائدة أو اكتسابها بأية طريقة أو على الأقل عدم التمكن من التخلص منها والاحتفاظ بها من غير هدف وبالمناسبة هذا الأمر شبه موجود لدى الكثيرين وبنسب متفاوتة، وتختلف الاصابة بمرض وسواس التخزين القهري من فرد لآخر حسب الكميات التي يجمعها ولنقل ايضا عدم نفعيتها أو الارتباط العاطفي بها وهي عديمة الجدوى، كمن شاهدنا وسمعنا في قنوات التواصل والصحف من أراد الاحتفاظ بمن مات كالزوجة والزوج أو الآباء أو من يحبونه بهوس ويصرون أن يبقى معهم، والنتيجة معروفة وهذا بالضبط ما يحدث لدى البعض في التعامل مع الأغراض والأدوات المستهلكة والتي لايمكن فعليا اعادتها للعمل مرة أخرى، حتى لو أنفقنا اضعاف قيمة الشبيه أو المطور منها في السوق والاشياء التي يتم تخزينها تختلف حسب قيمتها عند الموسوس فالبعض يقوم بتخزين أى شيء يمتلكه حتى ورق الصحف والمجلات والملابس القديمة ورسائل البريد والأجهزة القديمة وعادة ما يكون لدى صاحب المخزونات تبريرات تخصه يضخمها ويقتنع وحده وربما يقنع الآخرين بها وأقلها قوله: ربما يحتاجها في المستقبل أو أن لها قيمة معنوية وهؤلاء يختلف ايضا تفكيرهم عن الذين يعتقدون أن الصناعات القديمة قوية ومتجددة أو قابلة للتجديد ولا تنتهي صلاحيتها ولنا كثير من الأمثلة عن سيارات كابرس موديل 1977-78-79 مرغوبة في بعض المناطق وسعرها مبالغ فيه حتى الآن وفي بعض الدول حتى الآن يمجدون ويبحثون عن الهايلكس موديل 1977 والبعض يحتفظ ببعض الأجزاء من هذا الموديل. ومع تكدس الأشياء بلا نظام ولا ترتيب تتقلص حركة الأفراد داخل المجلس وبلا شك ان أردنا ذكر الأضرار والمسائل السالبة فلن نحصيها وعلي سبيل المثال وليس الحصر ايجاد البيئة المناسبة لتواجد الحشرات ولن يسلم من القاتل منها كالعقارب والأفاعي وهناك الصراصير والفئران والوزغ والكثير الذي ربما يسبب الغثيان للقارئ، وقبله للضيوف غير المحظوظين لزيارتهم مثل هذه البيوت أو المحلات. واذا استطلعنا رأي رأي من افراد الدفاع المدني لأكد ان أكبر المعوقات أمام اطفاء الحرائق التي تحدث في الأماكن المغلقة كالغرف والمستودعات هو مثل هذه المقتنيات التالفة التي تعيق حركة رجل الأطفاء والأكبر من ذلك ربما تحتوي على مواد مساعدة على الاشتعال كالمواد الخشبية والبلاستيكية والورقية والقطنية وكل انواع الملابس بخاماتها المختلفة ويفقد منزله أو مستودعه أكثر من قيمة مخزوناته التي لا فائدة منها وعلينا أن لا ننتظر الكارثة لتحدث وبعدها نلطم وهناك عادة يونانية قديمة يعمل بها أهل اسكندرية في مصر حتى الآن اذ يتخلصون من الأشياء القديمة بنهاية العام الميلادي وفي آخر دقيقة منه ويبدأون العام الجديد ببيوت وشقق ومحلات نظيفة وبالتالى راحة نفسية وتهيؤ للعام التالي، ويجد الفقراء ضالتهم في البحث عما يحتاجون من ملابس أو قطع أثاث أو أشياء هم يعرفون اماكن بيعها وهذه العادة جميلة ولها كثير من الفوائد اذا القينا نظرة على ذلك بعيدا عن التقييم عن ارتباطها باحتفالات رأس السنة الميلادية أو أية معتقدات أو عادات لا تخصنا ونحن نريد ان نفرغ من كل شيء عديم الفائدة لنجد مساحة يمكن أن نستفيد منها حتى ولو براحا صغيرا وبس. * مهتمة بالشأن الاجتماعي