يشارك في التصفيات النهائية للأولمبياد الوطني للإبداع العلمي «إبداع» ضمن المهرجان السعودي للعلوم والإبداع، 605 مشروعات فردية وجماعية في 17 مجالا علميا في مساري البحث العلمي والابتكار، قدمها 762 طالبا وطالبة، يتنافسون للفوز بجوائز المهرجان التي تتجاوز قيمتها 700 ألف ريال. وتقوم على تقييم وتحكيم مشروعات أولمبياد «إبداع»، لجنة من الأكاديميين والخبراء السعوديين، يرأسها الدكتور علي الشاطي، حيث تضم لجنة التحكيم الرئيسية للأولمبياد الوطني للإبداع العلمي «إبداع 2015" أربعة وعشرين عضوا؛ مقسمين مناصفة في مسار البحث العلمي ومسار الابتكار. وجميعهم من الأكاديميين المتميزين في تخصصات علمية مختلفة ولديهم خبرة واسعة في مجال التحكيم. واعتمد المهرجان السعودي للعلوم والإبداع في تحكيم وتقييم المشروعات المشاركة في أولمبياد «إبداع»، نفس منهجية التحكيم المتبعة في مسابقة إنتل آيسف للعلوم والهندسة في الولاياتالمتحدةالأمريكية، حيث تم نقل تجربة التحكيم الأمريكية في أكبر مسابقة عالمية بحذافيرها إلى المملكة، وتتضمن آلية التحكيم مرحلتين، الأولى: تتمثل في التقييم العددي، والثانية: تعتمد على التقييم الموضوعي للمشاريع المتأهلة إلى هذه المرحلة. في المرحلة الأولى من التحكيم وهي مرحلة التقييم العددي، يجري كل محكّم تقييماً ل 16 مشروعاً، من خلال المقابلات الشخصية الفردية مع المشارك أو المشاركة، وهي مرحلة يتم خلالها تقييم مشروع كل طالب أو طالبة 5 مرات لينال كل مشروع نفس الفرصة من مرات التحكيم. ويطلب من كل محكم أثناء مداولات التحكيم اختيار أفضل 6 مشاريع من المشاريع ال16 التي حكّمها، ليتم إدخال البيانات ضمن برنامج على الحاسب الآلي بحيث ينال المشروع الأول 6 درجات والثاني 5 درجات والثالث 4 درجات والرابع 3 درجات والخامس درجتان والسادس درجة واحدة، وبعملية حسابية يظهر ترتيب المشاريع حسب تقييم المحكمين لها، وعندها تتأهل المشاريع التي احتلت صدارة الترتيب إلى المرحلة الثانية (التقييم الموضوعي) مضافاً إليها 50% من المشاريع التي تلتها في قائمة الترتيب ليتم تداولها في المرحلة الثانية وهي مرحلة التقييم الموضوعي، والتي يقوم فيها كل محكّم بشرح فكرة المشروع الذي يراه جديراً بالفوز، بجانب إبراز إيجابياته وسلبياته، حتى يتعرّف جميع المحكّمين على كافة المشاريع المرشّحة للجوائز حتى ولو لم يحكّموها. يلي ذلك التصويت على المشاريع بشكل كتابي، ومن ثم يجري إدخال المعلومات إلى الحاسب الآلي لتصدر النتائج النهائية وفق النقاط النهائية التي يتحصّل عليها كل مشروع من جميع المحكّمين. ..وعالمان يطلان على الجمهور ب«ثورة تقنيات المستقبل» أطل البروفيسور ميتشو كاكو على جمهور المهرجان أمس بأولى محاضراته بعنوان «كيف تحدث العلوم ثورة في الأعمال التجارية، الطب، الاقتصاد، وطريقتنا نحو الحياة»، في اليوم الثاني والأخير للملتقى، متحدثا عن بدايته مع العلم، وأمنيته بالالتحاق بثورة العلوم، ليحاول اختراع جهاز من أشياء بسيطة متواجدة في مرآب السيارة في منزله، لينتهي الأمر بحدوث انفجار في البيت، وحاولت أمه إبعاده عن العلوم لخطورتها عليه، لكنه واجه طلبها بالإصرار على ما كان يصبو اليه، وكان شغفه بالعلوم يقوده دائماً لاكتشاف المزيد. وقال في محاضرته إن الحضارة الإسلامية كان لها الريادة في العلوم في مجالات منها، الهندسة، الفلك، الجبر، والطب، ثم انتقل للحديث عن الثورات الصناعية الأربع التي حدثت عبر التاريخ. وأضاف إن الثورة الصناعية الرابعة شهدت تطوراً تكنولوجيا عظيماً في أكثر من مجال، منها مجال الكمبيوتر والأجهزة المحمولة، مؤكدا أن المستقبل الاستغناء عن أجهزة الحاسب الآلي التي سيكون مصيرها المتاحف حسب قوله، وستكون أجهزة المستقبل عبارة عن جدار إلكتروني ولوحة فائقة الذكاء وشرائح صغيرة تحتوي جميع المعلومات والتكنولوجيا التي نحتاجها. وأوضح كاكو أن هذا التقدم سيؤدي الى اختراعات واكتشافات خارقة في مجال النقل، لتصبح الطائرات بحلول عام 2025 بأشكال مغايرة وبسرعة الصوت، وستكون السيارات بلا سائقين. وتطرق البروفيسور الأمريكي ذو الأصول اليابانية إلى أهمية هذا التقدم على مجال الطب، قائلا إنه ستكون هناك كبسولات رقمية تقوم بالفحص وتقديم معلومات كاملة عن المرض، وعرج على علاجات للحالات المستعصية مثل السرطان والزهايمر والإعاقة، لافتا إلى أنها ستكون أسهل بفضل التقنيات المستقبلية، مشيرا إلى ما حدث في كأس العالم الأخيرة بالبرازيل، والتي ركل ضربة بدايتها أحد المعاقين كليا، بفضل جهاز اصطناعي مزروع في المخ. وعرض البروفيسور كاكاو فيلم خيال علمي عن مستشفى المستقبل في عام 2057 وعرض فيه جميع التقنيات المستقبلية في الطب، والتي ستغير شكل الحياة والنظرة إلى الأمراض الخطيرة. وختم كاكو محاضرته بالحديث عن الريبوت «الإنسان الآلي» والتقنيات المستقبلية، مؤكدا أنها سيكون لها أثر في جميع مجالات عمل الإنسان، حيث سيتم استبدال البشر بهذه التقنيات والروبوت، لتكون الوظائف المستقبلية لصالح الابتكار والعلوم. بينما استعرض المهندس عبدالرحمن طرابزوني في محاضرته عن آفاق التقنية وقواعد الابتكار على نطاق واسع، مبينا أن حجم الإنتاج البشري من بداية البشرية وحتى 2003م أنتج ما حجمه خمسة «exabytes» بينما في عام 2014م أنتج هذا الحجم خلال يوم واحد، وفي السنوات القليلة الماضية يتوقع أن ينتج (60) خلال اليوم الواحد.