حماسة بالغة لازمت الشعب السعودي، مساء الخميس الماضي، وهم ينتظرون الأوامر الملكية، التي أصدرها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وكان حفظه الله كريماً منهجياً في مضمونها، استهدف تنمية الوطن، وبث دماء جديدة في مؤسساته الحيوية، في رؤية تتفق مع منهجيته وأسلوبه في إدارة شئون الدولة. فإلى جانب قرار صرف راتب الشهرين لعموم موظفي الدولة، ومكافآت الطلاب والطالبات داخل المملكة وخارجها، والاهتمام بذوي الحاجة والمعاقين، ومستحقي معاشات الضمان الاجتماعي، ودعم الأندية الأدبية والرياضية والجمعيات الخيرية والمهنية، وتأهيل المخططات السكنية، والنظر في وضع سجناء الحق العام من السعوديين، وغيرهم، والتي جاءت كلها في صالح المواطنين وإسعادهم في إنفاق قدّر بحوالي 110 مليارات ريال. وفي تجاوز للظروف المالية الراهنة، بسبب انخفاض أسعار النفط عالمياً، إلا أن اهتمامات الملك سلمان في عهده الجديد، استرعت تجاوز الظروف إلى ما يسعد المواطن ويحقق رفاهيته، ونعلم يقيناً أن جملة هذه القرارات قد أخذت من الدراسة والتمحيص ما يفي؛ لتوفير أقصى ما يمكن من العطاء، ونثق أن في بال الملك أكثر مما قدم، فقد قال -حفظه الله- في تغريدته في تويتر عقب صدور سلسلة الأوامر: "أيها الشعب الكريم: تستحقون أكثر ومهما فعلت لن أوفيكم حقكم"، ففي هذه الكلمات المعبرة مدلولات واسعة على أن الجعبة الملكية تحمل المزيد من العطاء القادم لهذا الشعب، حيث كان للقرارات الملكية مساء الخميس جانب آخر اهتم ببناء مؤسسات الدولة، وإعادة صياغتها وفق الرؤية الجديدة لعهد الملك سلمان، الذي يبدو فيه التوجه نحو القرار الهادف مباشرة، كما يظهر من إلغاء المجالس واللجان العليا المتنوعة، وتوحيد طبيعة عملها في مجلسين فقط، ضمن مسارات عامة تشمل كافة اهتمامات الدولة داخلياً وخارجياً، واستقطاب القيادات الشابة والعملية؛ لتكون في صفوف العمل الأولى في البلد الذي يعيش نهضة تنموية غير مسبوقة، تحتاج أيضاً لجهود وطنية مخلصة، تتحمل ظروف المرحلة وتقابلها بالعطاء، حيث حضرت أسماء من خلف التوقع ومن مهمات ناجحة في القطاع الخاص؛ لتشارك في مهمة العمل ومسئوليته، وهو ما يعطينا عموماً الفخر والثقة بأن مملكتنا ولادة حافلة بالخبرات والقدرات الواسعة. كما نتقدم كمواطنين، بالشكر والتقدير، لكل من صدرت الأوامر بإعفائهم، ويكفيهم فخراً العمل ولو ليوم واحد لخدمة هذا الوطن، وكما هي حماستنا مساء الخميس في سماع أوامر الخير تلك، تستمر الحماسة في أن نرى إنجازات هذه القيادات الجديدة، لتقابل الثقة بالعمل والجهد المخلص. وكما طلب قائدنا المفدى في تغريدته الدعاء له، فنسأل الله -العلي القدير- له التوفيق والسداد خدمة للوطن والأمة. * كاتب وإعلامي سعودي