كشف متخصصون أن الشركات في المملكة ليست بعيدة عن المخاطر والاختراقات التي تواجه كافة الشركات بالعالم، وأنها عرضة لهجمات الفيروسات أو هجمات وقف الخدمة، وذلك بسبب تفاوت معايير أمن المعلومات فيما بينها. وأشاروا الى أن توجه الشركات بالمملكة لاعتماد البيئة السحابية في العمل يمثل أفضل الحلول العملية والأمنية لمواجهة هذه المخاطر والحد منها، نظرا لقوة الحماية في البنية السحابية، إضافة للخدمات العملية والتطويرية التي توفرها السحابة في أداء الأعمال. ومن جانبه قال مدير دائرة نظم المعلومات في شركة الاتحاد التجاري للتأمين بدر عتال حول أبرز المخاطر التي تواجه الشركات بالمملكة من حيث أمن المعلومات «حماية وأمن المعلومات يشكل هاجسا كبيرا ومتصاعدا لكل الشركات في عصر الاقتصاد الرقمي وتقنية المعلومات سواء في دول الوطن العربي أو في البلدان الاخرى، حيث تتلخص هذه المخاطر في الهجمات والاختراقات الالكترونية بقصد التخريب او بقصد سرقة المعلومات، أو الفيروسات الالكترونية بجميع انواعها، أو انقطاع خدمات الانترنت التي هي شريان الحياة للشركات بسبب مقصود او غير مقصود، إلا أن قطاع الشركات في المملكة مستعد لمواجهة هذه المخاطر لكن بنسب متفاوتة، حيث تختلف جاهزية شركة عن أخرى وكذلك بعض الشركات تركز على مواجهة بعض المخاطر وتتجاهل الاخرى وبعضها مستعد استعداد ممتاز لكل المخاطر». وأكد أن هناك تحول في الشركات بالمملكة لاعتماد استخدام البيئة السحابية التي من شأنها أن تساهم في حل هذه المشاكل أو مضاعفتها وخلق مشاكل جديدة، فالبيئة السحابية هي مستقبل التقنية، ولكن تحتاج الى وقت ليتم الاقتناع بالدخول الى هذه التقنية الجديدة، واذا تم استخدامها سوف تقلل من بعض المخاطر، ولكن سوف يتم تصاعد مخاطر الاختراق والهجمات الالكترونية الجديدة والخاصة بها. وأضاف خبير الشبكات وأمن المعلومات محمد مرزوق أن هناك مخاطر عديدة تواجه الشركات وتستهدف أمن أنظمتها المعلوماتية والتي تتركز في الفيروسات التي قد تتسبب بتعطل او تدمير البنية التحتية للشركة وخاصة البنية التحتية المعلوماتية والتي يتم إرسالها لغرض التدمير وإتلاف المعلومات، بالإضافة إلى الهجمات الالكترونية على شكل الاختراقات والتي يتم إرسالها لغرض التجسس على الشركة وبياناتها او سرقة المعلومات من داخل الشبكة الداخلية للشركة وهي تعد من احدث الهجمات العصرية بحيث يتم سحب المعلومات ونشرها، بالإضافة إلى الهجمات الالكترونية على شكل هجمات زمنية مؤقتة بحيث يتم مهاجمة المواقع الالكترونية للشركات أو المؤسسات لغرض تعطيل المواقع وهذا يسبب خسائر اقتصادية كبيرة تؤثر على عملها وسمعتها. وتابع «قطاع الشركات في المملكة مستعد لمواجهة هذه المخاطر لكن ليس بشكل كامل، فبعض الشركات داخل المملكة توجهت لتحصين جدار الحماية الخاص بأمن المعلومات وهو ما يزيد من رفع مستوى الامان والتقليل من اضرار الهجمات الالكترونية المعادية وهي بذلك تستخدم احدث البرامج والاجهزة المتخصصة بحماية امن المعلومات مع العلم ان الكلفة الاقتصادية لهذه البرامج ليس بسيطة ولكن افضل من المخاطر المترتبة على عمليات الاختراق التي يمكن أن تكلف الشركة أضعاف هذه الكلفة». وأكد مرزوق أن هناك تحولا من قبل الشركات في المملكة لاستخدام البيئة السحابية، فتقنية السحابة الالكترونية هي تقنية عصرية حديثة وهناك توجه قوي وكبير للشركات داخل المملكة بكافة مستوياتها الصغيرة والمتوسطة وحتى الشركات الكبيرة لاستخدام هذه التكنولوجيا لما فيها من مميزات اقتصادية، فهي تساهم أيضا فى تقليل من مخاطر الفيروسات والهجمات الالكترونية، وذلك بعمل مركزية لأمن المعلومات بحيث يصعب حصول اختراقات وحتى لو حصل اختراق يتم التعامل معها بسهولة تامة من قبل الشركة أو مزود الخدمة السحابية داخل المملكة. وفي نفس السياق، كشفت شركة أمن المعلومات كاسبرسكي لاب أن الهجمات المستهدفة وحملات البرمجيات الخبيثة كانت أبرز ما يواجه الشركات من حيث الحجم ودرجة التأثير عليها. وأكدت أنه خلال العام الماضي استهدفت الهجمات أكثر من 4400 مؤسسة في قطاع الشركات في ما لا يقل عن 55 دولة حول العالم، وشهد أيضا عددا من جرائم الاحتيال التي أسفرت عن خسائر بملايين الدولارات. وأشارت الى أن مؤسسات في ما لا يقل عن 20 قطاعا تعرضت إلى هجمات خبيثة متقدمة، من ضمن تلك القطاعات، القطاع العام وقطاع الطاقة والبحوث والصناعة والصحة والبناء والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والقطاع الخاص والمالي والإعلام وغيرها.