بدا في مستهل الأمر أن الهدف الذي أحرزه فيرناندو توريس مهاجم أتلتيكو مدريد في الدقيقة الأولى من مباراة فريقه أمام برشلونة على ملعب فيسنتي كالديرون، كما لو كان نذير شؤم في وجه الفريق الكتالوني، إلا أن الأمور سارت بشكل مغاير مع مرور الوقت. ونجح برشلونة في العاصمة الأسبانية مدريد بفضل ثلاثي خطه الهجومي الذين قادوه إلى المرور إلى الدور قبل النهائي من بطولة كأس ملك أسبانيا عقب الفوز على العنيد أتلتيكو مدريد، في تغيير جلده والاعتماد على الهجمات المرتدة والكرات العرضية بدلا من سياسة امتلاك الكرة (التيكي تاكا) التي اعتاد أن يلجأ إليها في معظم مبارياته. ولم تعط المباراة التي جرت على ملعب فيسينتي كالديرون وانتهت بفوز الفريق الزائر 3/2 انطباعا بأن الفريق الكتالوني عبر بسلام من الأزمة الأخيرة التي مرت به وكادت تعصف بمستقبل مديره الفني لويس انريكي وحسب، بل دللت أيضا على أن برشلونة قرر وأد طريقة اللعب التي انتهجها طوال العقد الماضي. ولم يعد مهما بالنسبة للويس انريكي أن يسجل سواريز الأهداف كما كان يفعل في انجلترا، فلم يعد برشلونة في حاجة لأكثر من ميسي ونيمار للقيام بهذه المهمة، تاركين المجال للمهاجم الأورجوياني للقيام بالهجمات المرتدة وخلق مساحات لزملائه. وباتت منطقة وسط الملعب التي كان يتركز فيها معظم لعب برشلونة خلال الفترة الذهبية للمدير الفني السابق للفريق جوزيب جوارديولا تفقد أهميتها شيئا فشيئا ولم تعد منطقة بناء الهجمات كما كان في الماضي بل أصبح يتركز فيها محاولات الفريق الكتالوني لإفساد المحاولات الهجومية للفريق الخصم.