رحم الله الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته، أعظم الله أجرنا وأجر العالم الاسلامي والعربي في هذا الرجل الصالح، هو رائد التنمية الحديثة، ورجل القرارات الحاسمة، جعل من المملكة العربية السعودية رمزا للدولة العصرية التي تتمسك بثوابتها وموروثها الديني والثقافي والمحافظة على خصوصيتها، في حين تعامل مع المتغيرات برؤية عصرية تجعل المملكة محط احترام كل الدول والشعوب، ويكفيه فخرا عنايته بالمشاعر المقدسة العناية الفائقة والدعم غير المحدود في سبيل دوام تطويرها وبذل الغالي والنفيس لتحقيق ذلك، وهذا ما يشهد به المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها. وحرص الملك عبدالله بن عبدالعزيز على استكمال مختلف المشروعات التي تسهل وتيسر على حجاج بيت الله الحرام أداء مناسكهم، والقضاء على مشكلات الازدحام حول الجمرات، وفي الساحات المحيطة بها، بالإضافة إلى ما تضمنته المشروعات من استكمال امتداد الأنفاق، والتقاطعات، والجسور المعينة. كما أسهم في حل كثير من القضايا والاحداث الحاصلة والمساهمة بدعم العمل الدولي في حل الخلافات، ودعم مشاريع المجتمع الدولي لما فيه صالح العالم، وهذه السياسة الحكيمة من لدن المليك المفدى جعلت الكثير من الهيئات العالمية تختاره من الشخصيات الأكثر تأثيرا. أقر منظومة من القرارات التي اتسمت بالشمولية وامتدادها وقدرتها على بعث روح التنمية والبناء في شتى ميادين الدولة. وحرص -رحمه الله- على تقديم المساعدات والمعونات الدولية للمحتاجين، والمسارعة لحفظ التوازن الاقتصادي العالمي، والراصد لكلماته خلال القمم الاقتصادية المختلفة يستلهم إيمانه العميق بالإصلاح الاقتصادي العالمي، بما يحقق الاكتفاء الذاتي. انتعش العمل الخيري في عهده، وتضاعفت اعداد الجمعيات الخيرية، وأسس لنظرية جديدة تدعو إلى حوار الحضارات والأديان والمذاهب الداعية لإزالة سوء الفهم ونبذ مظاهر الخلاف والكراهية، والتركيز على مجالات التعاون الرحبة دون المساس بأصول المعتقد، مما ينبئ بمستقبل أكثر إشراقاً وتفاؤلاً. بقاء الملك عبدالله منذ عام 2009 حتى عام 2014 ضمن الشخصيات العالمية ذات التأثير الأبرز في العالم من بين قيادات وزعماء العالم، جسد الدور المهم والمؤثر الذي قاده -رحمه الله- على الخريطة الدولية، حيث لا يمر أي حدث إقليمي أو دولي أو مؤتمر أو موقف إلا وتضع المملكة بقيادته -رحمه الله- بصمة لها في ذلك، سواء بالمساهمة في حل مشاكل العالم أو إحداث التأثير في القرارات الدولية بما يصب في صالح الأمة وشعوب العالم المختلفة. صُنفت المملكة ضمن نادي العشرين؛ نظير ما تمثله من ثقل اقتصادي على الخارطة العالمية؛ لكونها ثاني مصدر للنفط في العالم وتمتلك أكبر احتياطي من النفط، وحرص -رحمه الله- على تقديم المساعدات والمعونات الدولية للمحتاجين. يحق لهذه البلاد المباركة أن تفتخر بقادتها الأبرار منذ عهد مؤسسها -المغفور له بإذن الله- الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، ومن بعده أبناؤه الملوك سعود، وفيصل، وخالد، وفهد، وعبدالله -رحمهم الله تعالى- حيث يشهد لهم التاريخ السياسي جميعاً بالحنكة القيادية والعبقرية الإدارية التي جعلت منهم مالكي قرار سياسي مؤثر في مستوى الخارطة العالمية، وإشاعة السلام والأمن الدولي. ما يخفف مصابنا العميق ولاية الملك سلمان بن عبدالعزيز ملكا للبلاد سائلا المولى أن يوفقه لكل خير ولمنافع العباد، وأن يوفق ولي عهده الامين وحكومتنا الرشيدة، وأن يديم علينا أمننا. إمام وخطيب جامع آل ثاني نائب رئيس المجلس البلدي بالأحساء