النساء الهم الأزلي لرجال بلادي على اختلاف مشاربهم، كأنه- بفرض قضايا على النساء مثل الرياضة وقيادة السيارة والمشاركة السياسية وإباحة الاختلاط وكشف الوجه بل وإظهار جزء من الشعر- ستُحل جميع قضايا بلادي الغالية بل وقضايا العالم أجمع. يامن تتاجرون بالحديث عني أليس منكم رجل رشيد؟! تعالوا نتحدث قليلا وبهدوء وحرص على الحق وقبل ذلك بحرص على التقوى والورع والسمو إلى جنات عرضها السماوات والأرض. رجال بلادي: يجب علينا جميعا أن نعيد بناء تقوى الله والخوف منه والحب له حبا أقوى وأكبر من أنفسنا وأولادنا وأهلينا والناس أجمعين والدنيا بكل مافيها، لو كان ذلك مغروسا في النفوس بقوة وبإخلاص وباتباع لما رأينا حاجة النساء للعمل وقيادة السيارة. أين ذلك الجار الذي يغار على جاراته غيرته على محارمه فلا ينتظرها تطرق بابه أو أبواب غيره تسأل المساعدة بل هو من يبادر مع غيره في دعمها ودعم غيرها طواعية بل يوقن أن ذلك واجب عليه، لقد امتلأت بلادنا بجموع من الوافدين الرجال الذين لانعلم عنهم شيئا ويعيشون بيننا بسعة ودون خوف يجوسون خلال الديار بلا رقيب وهناك من بني جلدتنا من تغلغلت الشهوات في لبه فظهرت في صورة هوس جنسي يأكل الأخضر واليابس بلا رحمة ولا خوف من الله أو عباده نتيجة حرب إعلامية منظمة تحفر في العقول والقلوب أُسَس الضياع والاستهانة بمحارم الله ما جعل أحياءنا توابيت متناثرة هنا وهناك تخاف الحرة على نفسها وأولادها ذكورا وإناثا من هجمات زوار الفجر وكل وقت. نعيش نجاور بيوتا لا نعرف حقيقة ساكنيها وبالتالي لا نعلم ماذا يدور داخلها أهو حلال أم حرام، وما قصة الفتاة الافغانية التي عاشت أربع سنوات في شقة في عمارة في حي مأهول وفي مسلسل دام من جرائم متعددة ولا أحد يعلم عنها شيئا إلا مثال صارخ على تردي حياتنا الاجتماعية. لماذا؟ لأن الجميع مغيب عن أسس التقوى والخوف من الله. لذا قبل أن تنادوا بأي قضية تخصني يارجال بلادي نادوا بالعودة الصحيحة للمجتمع المسلم المترابط الذي يعرف بعضه بعضا عن طريق عمد الأحياء الغافلين عن حقيقة عملهم وجمعيات مراكز الأحياء التي شعبت أعمالها في متاهات جرفتها عن أول مهامها وهي إحقاق التعارف ولو قسريا على جميع أفراد الحي الواحد. كم أتألم ويتألم مثلي كثيرون عندما أعيش وسط منازل لا أعرف ساكنيها من هم؟ لماذا لا يختلطون بنا؟ ماذا تحمل سياراتهم التي تدخل وتخرج في حينا في هدوء غريب. إن الحرة العفيفة العاقلة الفطنة لو وجدت رجالا من أهلها أو من جيرانها يحملون معها همها ويشاركونها مسؤوليتها طلبا للأجر من الله وهي ذاتها لا تنظر إليهم إلا من باب الجيرة والرحم فقط. عندها صدقوني لن تطلب امرأة سيارة ولا غيرها بل ستعيش ملكة معززة مكرمة بل حتى الوظيفة ستطلبها عند توفر شروط ملائمة لوضعها وليس جريا وسباقا نحوها كما نشاهده الآن. أقول لكل رجل من رجال بلادي: تحدث مع نفسك بصدق: كيف تتعامل مع نساء بيتك وأهلك وجيرانك؟ هل فعلا تقوم بحقوق الأهل والجيران كاملة وافية طلبا للأجر؟ أنا لا أعمم ولكن فقط أذكر الجميع، وأقول لكل امرأة احتاجت لجارها ولقريبها هل أحببت لغيرك ما تحبين لنفسك فلم تفكري ولو مجرد تفكير في الاقتران بجارك لأنه ساعدك فتدمري بذلك صلات الجيرة وتدقين مسمارا صدئا في قلب الثقة بينك وبين جاراتك. نحن نكتب ونطالب ونذرف الدمع على قضايا حلها بأيدينا، قبل أن تخرج المرأة للعمل ليخاف اللهَ وليُّها من زوج وأب وأخ وابن وغيرهم ولنقرأ قوله تعالى: «واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا». لماذا تجعلون من المرأة كبش فداء أو قميص عثمان، كلما أطفأ الله نار فتنة أشعلتموها من جديد. من قال لكم اننا معشر النساء العاقلات الراضيات بفطرتهن التي خلقنا الله عليها نريد أ ن ننتكس لنكون جنسا جديدا لا هو بذكر ولا أنثى؟ قوموا لنا بجميع حقوقنا الشرعية من نفقة ورعاية حماية فنعيش في مجتمع آمن نفسيا واجتماعيا ومكتفٍ اقتصاديا وناهض حضاريا فهل تستطيعون يامعشر الرجال القيام بذلك أم أنكم مشغولون بأنفسكم أو بزوجاتكم وأولادكم على حساب أمهاتكم وأخواتكم وبقية أرحامكم؟ ولتعلموا أن تفريطكم في حقوق نسائكم هو سبب من أسباب موجة الفتن النسائية العاتية التي تعصف بالقلوب والمجتمع وأنتم ستتحملون الجزء الأكبر من المسؤولية فيها وتبعاتها في الدنيا والآخرة. لنتق الله جميعا لنفوز بثمار لا حصر لها، واقرؤوا فقط سورة الطلاق في الصفحة الأولى لتقفوا على جزء من ثمار التقوى.