وينطفئ في دجى ليل الجمعة مصباح نور أضاء بالخير في قوله وفعله وإنسانيته.. إنسان ملك القلوب قبل أن يملك رئاسة دولة.. جمع بين الحب والعفوية والرحمة، واستطاع بإنسانية وحنكة طيبته أن يكتب على تاريخ الوطن قصة ملك أسر القلوب ثم رحل بكلمة أوصى بها - ابدأوا بالصدق - وللصدق عهد وميثاق مع رجل حكم بشرعة الله وسنة نبيه. وها هو قد رحل وملأ المحاجر دمعا سخيا على أثر حبه.. ولا شيء يحزن القلب ويدمي الروح كرحيل الرحماء، كرحيل رجل عاطفي صادق في مشاعره تجاه شعبه ووطنه ودينه. ومن خصاله المحمودة «رحمه الله» وتذكر له.. ذكاؤه العاطفي وحسه الاجتماعي والذي استطاع من خلاله كسب القلوب وتآلفهم وتأخيهم حتى على المستويين العالمي والعربي، فضلا عن مجتمعه. عرف عنه «رحمه الله» عفويته وشفافيته في حديثه.. يكرم اليتيم ويواسي الضعيف ويرحم المكلوم. يقول الباحث اأمريكي - مولافي: "إنه استشعر خلال زياراته المتكررة للسعودية وبصورة لافتة للاهتمام.. أن الملك عبدالله -رحمه الله - وكما أبلغني الناس يكن مشاعر عطف ورأفة خاصة تجاه الفقراء وبشكل ميزه عن بقية قادة العالم الذين أعرفهم.. وهذا نادر جدا حتى في المجتمعات الغربية التي تتغنى بأنظمة ديمقراطية". ويذكر عنه في توصيته «رحمه الله» لرئيس إدارة غرفة تجارة وصناعة قطر ووفده قوله لهم: ما أطلبه منكم ليس الكسب كسب التجارة.. بل الكسب كسب العطف على الفقير في أي بلد وفي أي مكان. وكانت دموعه شاهدة على ما يحمله قلبه من عطف ورحمة. نال الملك عبدالله شهادة الدكتوراة الفخرية في مجال السلام العالمي والإنساني.. ووسام القادة للعمل الخيري من جامعة أندونيسيا، إلى جانب أوسمة فخرية عديدة نالها بشرف إحسانه وحسن سياسته وتعامله. كان يدا معطاء.. وبالرحمة وضاء، ولا عجب من صدق دموع حارسه الشخصي وزج عبارات وعبرات الحزن في فقده.. وهو الذي لازمه طويلا وشهد على مآثره. ويرحل الراحمون لتبقى لهم عطاياهم وكلماتهم وإحسانهم. والذكر للإنسان عمر ثان.. يضوع شذاه كلما تحرك في قلوب أحبته صادق الدعاء والوفاء والولاء لمكارم رجل معطاء. ويبقى الأثر في أخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان الذي يحمل راية الإسلام والسلام للدين والوطن. فاطمة الخماس