أظهرت الكثير من الدراسات أن اكتساء السماء باللون الرمادي لفترات طويلة خلال فصل الشتاء، يعصف بالحالة المزاجية للكثيرين، وقد يصل الأمر لدى البعض إلى الإصابة بحالة اكتئاب موسمي، المعروف علمياً ب "الاضطراب العاطفي الموسمي". تقول أستاذ علم النفس السريري بجامعة كولومبيا الدكتور أني كالايجين، إن الكآبة الشتوية تكون في أسوأ مراحلها في الصباح عند الاستيقاظ والخروج من السرير، لذلك ينبغي فتح الستائر قدر الإمكان للحصول على أكبر قدر من الضوء الطبيعي مباشرة بعد القيام من النوم. ويكشف الباحثون أن العلاج بالضوء هو طريقة فعّالة لعلاج بعض الأمراض عن طريق التعرض لضوء الشمس أو لأطول موجة معيّنة من الضوء، باستخدام الليزر أو الصمّامات الثنائية الباعثة للضوء أو مصابيح الفلوريسنت أو المصابيح مزدوجة اللون أو ضوء شديد السطوع وكامل الطيف. ويرى الأطباء أن ثمة عاملاً آخر يمكن أن يؤثر على الإصابة بهذا المرض وهو العامل الوراثي، فبشكل مماثل تماماً للاكتئاب، فإن احتمالية إصابة الشخص بالاضطرابات العاطفية الموسمية يمكن أن تزيد إذا ما كان لديه تاريخ عائلي من اضطرابات المزاج، كما يلعب الجنس دوراً في تلك النظرة الكئيبة للشتاء، حيث تشير الدراسات إلى أن الاضطرابات العاطفية الموسمية تكون أكثر شيوعاً بأربع مرات لدى النساء. وترجع الدكتورة روهان الفرق بين الجنسين إلى أن المرأة أكثر شاعرية من الرجل، وتطيل التفكير بالمشاعر المحزنة، وهذا ما يؤدي إلى تأثيره على النساء بشكل أكبر ، وتشير الأبحاث إلى أن الضوء الساطع يمكن أن يساعد حوالي 50 % من مرضى الاكتئاب الموسمي على الشفاء. ويشعر ما يقارب 10 إلى 20 % من الأشخاص يشعرون بالتعب أو بالحزن عندما تقل ساعات النهار في أشهر الشتاء وتميل درجات الحرارة إلى الانخفاض، حيث يصبح من السهل خلال هذه الأوقات أن يستسلم الشخص للكسل، ويميل إلى إطالة فترة قيلولة بعد الظهر بدلاً من القيام بعمل ما، كما تزداد نسبة طلب الطعام الجاهز بدلاً من تحضيره في المنزل.