إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن، وإن شعبك لفراقك يا عبدالله بن عبدالعزيز لمحزونون، رحل الملك الصالح الذي ملك القلوب، رحل حكيم العرب، رحل ونحن نسأل المولى ملك الملوك -سبحانه- الذي اختاره ملكا علينا وخادما لحرميه الشريفين زهاء عشر سنوات سمان، أن يبدله دارا خيرا من داره، وأهلا خيرا من أهله، وأن يجعل مثواه في عليين مع الأنبياء والشهداء والصالحين. هنا لن تسعفني عبارات الحب والحزن والفراق والوداع والعزاء ولا غيرها، أن تعبر عن ما يخالج قلوبنا من مشاعر، لكنني سأكتفي بذكر بعض كلمات لتعليقين من بين آلاف التعليقات التي سمعتها أو قرأتها، كان لها على قلبي وقع خاص، وتركت لدي أثرا عميقا لا ينسى في هذه المناسبة الحزينة.. الأول: لصديقي من العراق الأستاذ محمود أمين، حيث علق في الفيسبوك قائلا: ((... هنيئا لملك يترحم عليه شعبه... كثير من البشر لم يعش ويشعر بما تشعرون به من حبكم لوطنكم وحكامكم وألف عافية عليكم))، فعلا فإن حب زعيم بلاد لدرجة الدعاء له والترحم عليه نعمة، حرم منها الكثير، وتفضل بها علينا الخالق -عز وجل- فالحمد لله دائماً أبداً على نعمه الظاهرة والباطنة.. أما الآخر: فهو تعليق لصديقي المهندس عبدالله باني من ليبيا، حيث كتب في صفحته في الفيسبوك: ((الله يرحمك ويغفر لك يا أبا متعب، إنا لله وإنا إليه راجعون، جزاك الله كل خير عن المسلمين يا أبا متعب)) فردّ عليه زميل أجنبي قائلا ما ترجمته: «هل مات ملككم؟؟؟» فقال صاحبي ما ترجمته: «بل مات ملك القلوب، رحمه الله».. فقال الأجنبي: «لكنك لست سعودياً!!!» فردّ صاحبي بما ترجمته: «وذلك ما يجب أن يخبرك الكثير...»... فسبحان من وضع حب عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- في قلوب العرب والمسلمين من أطراف إندونسيا لأوساط العراق، مرورا بمصر وليبيا، وحتى المغرب وبلاد شنقيط.. لا نقول إلا «إنا لله وإنا إليه راجعون»، اللهم أجرنا في مصيبتنا، والحمدلله على جزيل نعمه على بلادنا، ومن أعظمها: الانتقال السلمي السلس للسلطة، فلقد بتنا جميعا وملكنا عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله-، وأصبحنا وقد ولي أمرنا أخوه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وفقه الله وسدد خطاه، وأحسن الله عزاءه وعزاء الأمة جميعا وعظم أجرهم.. اللهم إنا نشهدك أنا قد رضينا عن عبدك عبدالله بن عبدالعزيز، فارض اللهم عنه، وأدخله فسيح جناتك يا أرحم الراحمين، كما نشهدك أننا قد بايعنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده، وولي ولي عهده، على كتاب الله وسنة رسوله في المنشط والمكره، حفظ الله بلادنا وأدام عليها أمنها واستقرارها ورغد عيشها، وزادها من كريم فضله، وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.