■ الموت حق ونؤمن بقضاء الله، نحمد الله فالموت مصير الجميع، تكبر الفاجعة، تتعاظم بموت المؤثرين والخيرين، تتعاظم في غياب القادة المؤسسين للنّاس حياة أفضل، الزعماء والقادة شموع تضيء، يزرعون الآمال والطموحات، هكذا كان الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله. ■ موت الملك عبدالله فاجعة، ملك أحب شعبه، بعطف وتودد وحنان، وصاياه لصالح المواطن، طوبى للفقيد، تحمّل همّ المسئولية بشجاعة واقتدار، ملك بهذه الأخلاق الفاضلة، بهذه التطلعات الهادفة، لا بد أن يبادله النّاس نفس المشاعر، ونفس الطيب والوفاء والحب، الرّحمة والمغفرة للفقيد الكبير. ■ أسهب العالم في الحديث عن مناقب الفقيد، سجل التاريخ الكثير من الإنجازات، ستخلده مواقفه وقراراته وانفتاحه، مواقف حكيمة وشجاعة، كنهج ومنهج (آل سعود)، قرارات إنسانية مؤثرة في تاريخ البشرية، خالدة، فتح في تاريخ البشرية، نجاح الأجيال الشابّة إنجاز تاريخي، عشرات الآلاف من الطلاب يدرسون في أنحاء العالم، يؤكد مشروعه للابتعاث، إيمانه بأهمية التعليم، سيظل قرار برنامج الابتعاث الأهم عبر تاريخ شبه الجزيرة العربية. ■ وهذه الجامعات الجديدة منابر خالدة من أجل تعليم الأجيال، إنشاؤها إنجاز تاريخي ستعيشه الأجيال، يدفع بالوطن نحو العلا والرقي، قرار من أجل العقل وصالح العقل وبناء الإنسان، ملك آمن بالعلم كمنقذ للبشرية من الجهل وظلماته، قرار يجعلنا ندعو للفقيد بالرحمة إلى يوم يبعثون. ■ كل مسار حياته، رحمه الله، من أجل بناء الإنسان، هذا الحرس الوطني، قاده بحكمة، أشرف على بنائه بوعي، أسس لبناء الإنسان، جعل ابن البادية عالما وطبيبا وقائدا عسكريا، حولهم من شتات البوادي والصحاري إلى حياة الحضارة، نقلهم إلى الرقي، أرسى قواعد مدنيّتهم، يتعاملون مع الإنجازات الحضارية بمنتهى الدقة والإتقان، زعيم حظي بحب شعبه، بقدر العطاء كان الفضل لأهله، وفاء وانتماء وولاء. ■ موت الملك عبدالله بداية لحقبة جديدة من تاريخ (آل سعود) الميامين، ملوك أسسوا وقادوا وأنجزوا، ثم وصلت إلى الملك سلمان بن عبدالعزيز، أيده الله، بقوة الحكمة والإنجاز وحب النّاس، ملوك يتنافسون بالإنجازات والقرارات الصائبة، المؤثرة إيجابا في حياتنا، وحياة العرب والمسلمين، وحياة العالم بأسره. ■ وصلت إليك يا خادم الحرمين، لتكمل المسيرة، لتواصل الإنجاز، لتعزز البناء، لتزيد الحماس، لصالح قوة الوطن وعزّته، تاريخ (آل سعود) يقول: لا خوف، لا قلق، لكن نعمة ورخاء، أمن وسلام وإخاء، جاء دور الملك سلمان، مهندس أكبر عاصمة عربية، وأسرع مدينة عالمية في النمو والبناء والتوسع، مهنّدس بناء الفرد، عمّق جذور الأخوّة، فجّر ينابيع الولاء والانتماء. ■ وصلت إليك يا خادم الحرمين، يا صاحب الخبرات والذاكرة المتقدة، ذاكرة الزمان والمكان، نرفع رايات الإنجاز معك، على كل محفل، على كل ركن من أركان الوطن، كنت وزيرا للدفاع، تدافع عن الوطن حتى بأبنائك، قادوا الطائرات دفاعا عن الوطن، في أحلك الظروف قسوة على العالم. ■ هنيئا لهذا الشعب بأسرة (آل سعود)، وحدت، أسست، طورت، أنجزت، عمّرت، جعلت أبناء الشعب علماء وأطباء ومشايخ، مهندسين ومدرسين ورجال أعمال، جنودا وضباطا وقادة، وخبراء. ■ التاريخ لا يعيد نفسه مع موت ملك من (آل سعود)، التاريخ يُكتب من جديد مع موت كل ملك، هذا تاريخ ملوك المملكة العربية السعودية يثبت ذلك، يعزز ذلك، ملوك تتنافس في الخير، من أجل الخير، ملوك تحارب الشر بكل أشكاله، ملوك جعلوا الصحاري وطنا حضاريا، يساهم في بناء العالم وسعادته، رفاهية وسلاما، ملوك يشهد لهم التاريخ، يشهد لهم المواطن، يشهد لهم الانجاز، يشهد لهم الزمان والمكان. ■ (آل سعود) أسرة تخدم شعبا، تخدم أمّة، تخدم عالما، تخدمه تاريخا وإنسانية وحضارة، (آل سعود) أسرة كريمة، ذات مجد وجذور قوية، متينة وأصيلة، لها في كل ميدان راية، وعلامة تميزها، تجعلها في مقدمة عظماء العالم، أسرة (آل سعود) فخر وشرف وكرامة، مصيرنا مرتبط بمصير (آل سعود)، قوتنا مرتبطة بقوة (آل سعود)، مستقبلنا مرتبط بمستقبل (آل سعود)، وكرامتنا مرتبطة بكرامة (آل سعود). ■ كل فرد من (آل سعود) يمثل المجد والعطاء، القوة والبقاء، يمثل الشموخ والكبرياء والإنسانية، (آل سعود) معاول حامية للدين وللحرمين، أراضيها مساجد ومآذن، فخرا لملوكنا حملهم اسم خادم الحرمين، مؤشر على طيب المعدن وأصالته، رحم الله الفقيد. والدعاء يتواصل ويستمر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، نحن جنودكم نبايعكم، نفديكم بدمائنا. * أكاديمي - جامعة الملك فيصل