لم يغب الملك عبدالله بن عبدالعزيز -المغفور له بإذن الله- عن الاهتمام بشؤون المسجد النبوي والحرم المكي، والاهتمام بشؤون المسلمين ومصالحهم، بعد أن أسس أكبر توسعة للحرم المكي وللمسجد النبوي الشريف في المدينة المنوّرة في التاريخ، حين وضع حجر الأساس للمشروع الذي استغرق إنجازه عامين لم يتبق عليه سوى شهور معدودة لإنهائها، ويتوقع أن يستوعب المسجد 1.8 مليون مصلٍ مع نهاية أعمال المشروع. حيث ردد -رحمه الله- أثناء وضع حجر الأساس لمشروع توسعة المسجد النبوي الدعاء بالبركة لهذا العمل قبل أن يغادر المكان في ختام اليوم الأول لزيارته للمدينة النبوية، خاصة أن فضائل مثل هذا العمل سيسمح لملايين المسلمين في العالم بتحقيق أمنياتهم بالصلاة في مسجد الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام. وقد كان المغفور له -بإذن الله- قادماً من المغرب واتجه الى المدينةالمنورة ليدشن المشروعات التي تخدم الاسلام والمسلمين يستقبله أخوه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في مطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي. وينتظر في مشروع التوسعة الحالي أن تشهد الساحات المحيطة تحسينات إضافية تسمح برفع الطاقة الاستيعابية للمسجد بنحو 800 ألف مصل في المرحلة الأولى، ومثلها في المرحلة الثانية، في حين تتوافر خدمات إضافية للمصلين في جوار المنطقة المركزية. من جهته، أوضح الاستاذ بجامعة الملك عبدالعزيز الدكتور عبدالرحمن الحبيب ان مشروع الملك عبد الله لتوسعة المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف درة الأعمال الجليلة التي اضطلع بها المغفور له في خدمة الإسلام والمسلمين، مبيناً أن المغفور له وضع هذا المشروع -الذي تفخر به الشعوب الإسلامية- في مقدمة الاهتمامات الكبرى للمملكة، وأسبغ عليه كريم عنايته ورعايته وإشرافه الشخصي؛ انطلاقا من إيمانه العميق أن ذلك أمانة شرفت بها هذه الدولة، فتحملت مسؤولياتها حتى وفق الله تعالى قيادتها للإنفاق على هذا العمل الجليل أداء للواجب واضطلاعا بالمسؤولية، دونما انتظار شكر أو ثناء من أحد، وإنما رجاء المثوبة والأجر من الله تعالى واحتساب ما لديه بخير الأعمال وصالحها، وتسهيل أداء المسلمين لمناسكهم، وتوفير الأمن والطمأنينة لهم، ويجسد هذه العناية والرعاية واقع الحرمين الشريفين الذي لمسه ويلمسه المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها. وأشار الحبيب إلى أن إنجازات المغفور له لم تقف عند هذا الحد، وإنما رسم معلماً تاريخياً إسلامياً شامخاً في مكةالمكرمة "ساعة مكة"، والتي ستظل تشاهدها الأجيال المسلمة من مسافات بعيدة، تنبئ عن مواعيد الأذان وأوقات الصلاة في الحرم المكي الشريف، وتم تركيب أكبر هلال مذهب في العالم، وذلك في قمة ساعة مكةالمكرمة ويحيط به 16 حزمة ضوئية تتكون من 21 ألف مصباح ضوئي، بعد أن نصبت المئذنة الذهبية على أعلى قمة لساعة مكةالمكرمة، التي يبث منها أذان المسجد الحرام مباشرة عبر مكبرات صوت خاصة، حيث يسمع الأذان في محيط المسجد الحرام من مسافة 7 كيلومترات، وبواسطة 21 ألف مصباح ضوئي تضاء أعلى قمة في ساعة مكة أثناء الأذان، إذ ان تلك الأضواء اللامعة باللونين الأبيض والأخضر يمكن رؤيتها من مسافة تصل إلى 30 كيلومترًا من البرج، مما يجعلها تشير إلى وقت دخول الصلاة بطريقة تمكن ذوي الاحتياجات الخاصة من ضعاف السمع، أو البعيدين عن الحرم من معرفة وقت الصلاة، ويبلغ قطر ساعة مكة 46 متراً ويمكن رؤيتها وسماع صوتها من مسافات بعيدة، كما يعلو الساعة من الجهات الأربع "لفظ الجلالة". وبين الحبيب أن ساعة مكةالمكرمة على بيت الله الحرام عكست الجوانب الحضارية والتقنية في الأساليب العصرية التي وصلت إليها المملكة، تزامنا مع أكبر توسعتين عملاقتين، شهدهما الحرمان الشريفان، وتؤدي ساعة مكة والتي تعد الأكبر والأعلى عالميا دوراً كبيراً في تحديد قبلة المساجد في مكة التحديد الأمثل للقبلة، حيث يبلغ الارتفاع الإجمالي لبرج ساعة مكة 601 متر، في حين يصل ارتفاع الساعة من قاعدتها إلى أعلى نقطة في قمة الهلال 251 مترًا، ويتكون من "4" واجهات، تشكل الواجهتان الأمامية والخلفية 43 في 43 مترًا، بينما تشكل الواجهتان الجانبيتان نحو 39 في 39 مترًا، ويصل طول حرف الألف في كلمة لفظ الجلالة -الله- إلى أكثر من 23 مترًا، ويمكن رؤية كلمة الشهادتين -لا إله إلا الله محمد رسول الله- فوق الواجهتين الجانبيتين للساعة من بعد، وهي مصممة على الطراز الإسلامي طبقا لأدق معايير السلامة، ويبلغ الوزن الإجمالي لساعة مكة "36.000" طن. وتضيء ساعة مكةالمكرمة في بعض المناسبات الإسلامية كدخول الأشهر الهجرية والأعياد من خلال 16 حزمة ضوئية عمودية خاصة تصل إلى ما يزيد عن "10" كيلومترات نحو السماء، وتبلغ قوة كل حزمة ضوئية "10" كيلو واط. ويمكن مشاهدة الساعة ومعرفة التوقيت من مسافة 17 كيلومترا من البرج في الليل عندما تكون إضاءة الساعة بيضاء وخضراء، فيما يمكن مشاهدة الساعة من مسافة "11" إلى "12" كيلو مترا خلال النهار عندما يكون لون الساعة أبيض، ويبلغ طول العقرب الطويل للساعة 22 مترًا والقصير 17مترًا، وصممت الساعة حتى تكون الساعة مرئية حتى في الليل من مسافات بعيدة وفي مختلف الأحوال الجوية، أيضا إضاءة ليلية وفسفورية وهي الأفضل في العالم حتى الآن، وتحتوي على غرفة للتحكم تقوم بنشر التوقيت العالمي للصلوات بدقة للقنوات والأقمار الفضائية، وهي مرتبطة مع التوقيت العالمي. الملك عبدالله رحمه الله أثناء اطلاعه على مخطط توسعة الحرم النبوي