تم إعلان القائمة الطويلة للبوكر في وقت مناسب بالنسبة للسعوديين ولدور النشر على حد سواء؛ فنحن على أبواب معرض الرياض الدولي للكتاب المقرر افتتاحه يوم 5 مارس القادم والذي يعتبر حالياً اكبر معرض للكتاب في الدول العربية، وسيكون لتلك الروايات الست عشرة التي احتلت القائمة الطويلة الحظوة لدى القراء، مما سيدر مداخيل لا بأس بها لدور النشر المساهمة في طباعة تلك الروايات، ومما سيعيد علينا السؤال من جديد عن المبالغة الهائلة في أسعار الكتب وضرورة وضع حد لتلك المبالغات من قبل المنظمين. ماراثون الترشيحات يحدث على مرحلتين، الأولى تبدأ مع إعلان القائمة الطويلة، والثانية بعد إعلان القائمة القصيرة قبل ذلك، فالروايات التي اشتركت لن يتم الإعلان عنها، ولن يجدي الآن السؤال عن لماذا لم تدخل تلك الرواية أو غيرها مما قرأه الآخرون في القائمة الطويلة. والملاحظ في هذه السنة غياب الأسماء السعودية التي استمر حضورها في البوكر للسنوات الماضية عن القائمة الأخيرة، التي صرح رئيس اللجنة المجهول طبعاً حتى هذه اللحظة بأنها الأكبر في تاريخ الجائزة الطويلة للبوكر، إذ بلغ المشاركون ب 180 رواية. ماذا يعني غياب السعوديين عن البوكر؟ هل يعني أن سنة 2015 لم تشهد روايات سعودية جيدة تنافس حتى على القائمة الطويلة؟ ربما! لكن ليس هذا ما ينتظره الوسط الثقافي، بل الإعلان عن اللجنة المحكمة التي تتألف من خمسة محكّمين، سيُعلن عن أسمائهم في الدار البيضاء، المغرب، يوم الجمعة الموافق 13 فبراير، والذي تحدّد للإعلان عن القائمة القصيرة، بالتزامن مع معرض الدار البيضاء الدولي للكتاب. الجائزة لا تعلن أسماء جميع المتقدمين المائة والثمانين، لكنها مع إعلان القائمة الطويلة، هنا يبدأ السؤال والأماني في الفوز بالجائزة، وعند إعلان خروج عشرة كتاب من مرشحي القائمة الطويلة يبدأ الهجس وردات الفعل بين الكتاب ومريديهم من ناحية وبين لجنة التحكيم وتبريراتها لاختياراتها من ناحية، ولنا في الجدل الذي دار بين الروائية بدرية البشر والدكتور سعد البازعي، رئيس لجنة تحكيم الجائزة لسنة 2014م بعد خروج روايتها (غراميات شارع الأعشى) من القائمة الطويلة اكبر دليل على ذلك. هناك حدث آخر ينتظره الروائيون العرب ألا وهو جائزة كاتارا للرواية العربية التي يشرف عليها الحي الثقافي في دولة قطر، وتعتبر من كل النواحي ضعف جائزة البوكر في كل شيء من عدد المشاركين الذين بلغوا 700 بين رواية مطبوعة، وأخرى مخطوطة إلى عدد الفائزين الذين سيكونون خمسة بدل واحد كما هو الحال في جائزة البوكر. إلى مبلغ الجائزة الذي يصل إلى 60 ألف دولار لكل فائز. جائزة كتارا هي الأضخم من الروايات في العالم العربي، ويأمل المشرفون عليها أن يكون تدشينها في 31 مارس القادم أن يتحول إلى احتفالية ضخمة، فهل ستسحب البساط من تحت جائزة البوكر التي شاب الكثير من نتائجها على مدى السنوات الماضية الكثير من الجدل حول مصداقيتها. وهل سنرى أسماء روائيين سعوديين في كاتارا؟. * كاتب