حضت منظمة العفو الدولية التي تدافع عن حقوق الإنسان، أمس، الدول الأوروبية التي لعبت دوراً في عمليات وكالة المخابرات المركزية الأميركية "سي آي إيه" الضالعة في التعذيب مراجعة حساباتها وإحالة المتواطئين في هذه الأعمال إلى القضاء, فيما أشارت صحيفة الغارديان البريطانية إلى أن وكالة المخابرات البريطانية "جي سي اتش كيو" اعترضت رسائل الكترونية لصحافيين. وقالت جوليا هول، المسؤولة في المنظمة، في بيان نشرته بعد نشر تقرير في ديسمبر من مجلس الشيوخ الأميركي يدين ممارسات الوكالة "من دون مساعدة أوروبية، لما تمكنت الولاياتالمتحدة أن تحتجز وتعذب سراً أشخاصاً لمدة سنوات". واعتبرت هول أن هذا التقرير "يظهر بوضوح أن الحكومات الأجنبية لعبت دوراً أساسياً في إنجاح عمليات سي آي إيه". وتطرقت منظمة العفو الدولية إلى إمكانية ضلوع بولندا ورومانيا وليتوانيا والمملكة المتحدة وجمهورية مقدونيا وألمانيا. وأضافت، أن"زمن الإنكار قد ولى". وأوضحت أن أعضاء الاتحاد الأوروبي الضالعين في برامج وكالة المخابرات المركزية الأميركية "يجب أن يجروا تحقيقاً حول أدوارهم في هذه العمليات" وحضت البرلمان الأوروبي على الإيعاز للعواصم الأوروبية حول هذه المسألة. وبالنسبة للمملكة المتحدة، أعربت المنظمة عن أسفها لكون التحقيق الجاري حول احتمال ضلوع أجهزة المخابرات البريطانية، والذي تجريه لجنة برلمانية حول المخابرات الأمن، ليس "مستقلاً". وأشارت المنظمة إلى أنه في "بعض الحالات" تحركت الحكومات الأجنبية مع وكالة المخابرات المركزية الأميركية "مقابل ملايين الدولارات". إلى ذلك، ذكرت صحيفة الغارديان البريطانية أن وكالة المخابرات البريطانية "جي سي اتش كيو" اعترضت رسائل الكترونية لصحافيين يعملون في وسائل إعلام عالمية. وقالت الصحيفة: إن الوكالة تجسست على الرسائل الالكترونية لصحافيين في "بي بي سي" والغارديان ولو موند ومحطة "ان بي سي" وفي نيويورك تايمز وواشنطن بوست والصين، بالإضافة إلى وكالة رويترز. وشكلت الرسائل المعترضة قسماً من 70 ألف رسالة اعترضتها الوكالة عام 2008 بأقل من عشر دقائق، حسب التحليل الذي أجرته الغارديان على وثائق كشفها المستشار السابق في وكالة الأمن القومي الأميركية ادوارد سنودن. وجاء في مقال الغارديان أنه تم اعتراض الرسائل الإلكترونية من قبل الموظفين المكلفين الإشراف على الموقع الإلكتروني لوكالة المخابرات البريطانية. وأوضحت الصحيفة حسب التعليمات الأمنية الداخلية أن أجهزة المخابرات البريطانية تعتبر الصحافيين بمثابة "تهديد قوي للأمن" خصوصاً الصحافيين الذين يجرون تحقيقات وهم يبدون بمثابة خطر مثل الإرهابيين والأشخاص الذين يخترقون الشبكات الإلكترونية.