تعيش الأجهزة الأمنية في الولاياتالمتحدة هاجس ما يطلقون عليه اسم «الذئاب المنفردة»، وهي حالات فردية لأشخاص غالباً ما يتعاطفون مع التنظيمات المتطرفة ويقومون بعمليات انتقامية. وينبع خطر الذئاب المنفردة من كونهم يتحركون في الظل وخارج دائرة الرصد الأمنية، متسلحين بعامل يشكل أسوأ السيناريوهات المحتملة لأجهزة الاستخبارات، ألا وهو عنصر المباغتة. فمع دخول الولاياتالمتحدة في حرب ضد المتطرفين في العراق وسوريا، تخشى واشنطن أن تفتح هذه التنظيمات مسرحاً جديداً لعملياتها في الساحة الداخلية الأمريكية عبر تلك الذئاب المنفردة. وتستعمل أجهزة الأمن الأمريكية مصطلح الذئاب المنفردة، للدلالة على الأشخاص المتعاطفين مع التنظيمات المتطرفة والذين قد يقدمون على تنفيذ عمليات تصفها بالعنيفة، من دون أن يكون لهم ارتباط مباشر بجماعات تعتبرها واشنطن إرهابية. وقد أطلقت العديد من التحذيرات الأمنية من احتمال أن تنفذ تلك الذئاب هجمات انتقامية داخل الولاياتالمتحدة، وغيرها من الدول التي تشارك في الحملة ضد المتطرفين. وارتفعت وتيرة تلك التحذيرات بعد أن نجح مكتب التحقيقات الفدرالي في توقيف الشاب الأمريكي كريستوفر كورنيل بتهمة التخطيط لتفجير مبنى الكابيتول الذي يضم الكونغرس الأمريكي في واشنطن وقتل موظفين حكوميين, ووعد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الذي استقبله الرئيس الامريكي باراك اوباما الخميس في البيت الابيض بتحقيق تقدم حول الامن الالكتروني وهو «تهديد جديد» للمؤسسات والدول. وفي شريط بث على تويتر قبل ساعات من وصوله الى البيت الابيض حيث تناول عشاء عمل مساء الخميس مع الرئيس اوباما، وعد كاميرون «باعلان مهم» في مجال الامن الالكتروني. وبالنسبة للاعتداءات التي شنها «ارهابيون واحيانا مؤسسات واحيانا حتى دول مثل حالة كوريا الشمالية» اعتبر كاميرون انه من الضروري ان تتعاون الولاياتالمتحدة والمملكة المتحدة حول «هذا التهديد الجديد». من جهته, أعلن رئيس مجلس النواب الامريكي جون باينر ان مخطط الاعتداء على الكابيتول الذي كان سينفذه شاب امريكي اعتقلته السلطات الاربعاء، اكتشف بفعل برامج المراقبة المثيرة للجدل حاليا في الولاياتالمتحدة. وقال باينر ان هذا المخطط «لم نكن ابدا لنكتشفه لولا برنامج «اف آي اس إي» ولولا قدراتنا على جمع المعلومات المتعلقة بالاشخاص الذي يمثلون خطرا داهما». وشدد باينر على ان «دولتنا لا تتجسس على الامريكيين الا اذا قام الامريكيون باشياء تنذر قواتنا الامنية بوجود تهديد وشيك».