تقع مدينة تبوك بطبيعتها الجغرافية في طريق ستة أودية رئيسة تمر من داخلها بطول (92 كيلو متراً)، إضافة إلى (905) نقاط لتجمعات مياه الأمطار، الأمر الذي دفع أمانة منطقة تبوك إلى استنفار جهودها الهندسية والعملية لدرء أخطار السيول وتصريف مياه الأمطار. وخلصت الأمانة إلى عمل دراسة "هيدرولوجية" عام 1433ه، أثبتت من خلالها إلى حاجة المدينة ل 10 سنوات من العمل المتواصل، ولأكثر من 3000 مليون ريال من الرصد المالي. وفي ذلك السياق أوضح مدير الإدارة العامة للمشاريع بأمانة المنطقة المهندس عبدالرحمن الماضي أن الأمانة تبذل قصارى جهدها في حماية المدينة من خطر السيول والتجمعات المائية التي تخلفها الأمطار في الشوارع والأحياء. مبينا أن الأمانة تعمل منذ ثلاث سنوات مضت، على تنفيذ العديد من المشروعات وفق جدول زمني واعتماد مالي سيفضي بإذن الله إلى الانتهاء من البنى التحتية التي ستجعل مدينة تبوك في منأى دائم عن خطر السيول وما تخلفه الأمطار، ومثالاً يحتذى به في معالجة أضرارها المادية والبشرية. وتحدث الماضي عن سير أعمال المشروعات، موضحاً أن مدينة تبوك عانت عدم وجود بنية تحتية لتصريف المياه ودرء أخطار السيول إلى فترة قريبة، حيث إن كافة الأعمال المنفذة فيها سابقاً، كانت عبارة عن إجراءات احترازية عالجت نقاط محدودة لا تكاد تذكر. وقال المهندس الماضي: اعتمدت وزارة المالية بالاتفاق مع وزارة الشؤون البلدية والقروية صرف مبلغ يفوق ال( 534) مليون ريال للدرء والتصريف في مدينة تبوك، بما نسبته 35 % من إجمالي المبالغ المطلوبة لكافة المشاريع، كجزء من خطتين خمسيتين، ووفق هذه الإمكانات المالية، قامت أمانة المنطقة بتقسيم الاعتماد المرحلي إلى جزأين كان لمشاريع الدرء منها نصيب ال (195) مليون ريال، و( 338) مليون ريال لمشاريع الصرف والمتمثلة في تهيئة البنى التحتية، وإنشاء شبكات صرف لمياه الأمطار، بطول (44 كم)، ومعالجة (14) نقطة تجمع رئيسة، و(429)نقطة متوسطة وصغيرة لتجمع المياه، وقد تم الانتهاء من بعض المشاريع، والبعض الآخر لايزال تحت التنفيذ وفق ماهو مخطط له والمتوقع الانتهاء منه خلال السنتين القادمتين. وفيما يخص مشاريع درء أخطار السيول أوضح مدير الإدارة العامة للمشاريع بأمانة المنطقة: أن الأمانة أعطت الأولية للبدء في هذه المشاريع، نظراً لما تشكله من خطورة، وأهمية تصريف المياه من داخل المدينة إليها كنقطة التقاء، فمدينة تبوك تمر بها (6) أودية على رأسها وادي البقار ووادي ضبعان وأبو نشيفة والإثيلي ووادي خور رايس والصفا والشفا، وقد تم البدء بأعمال المشاريع المتمثلة في فتح الأودية، وعمل أكتاف ترابية وتكيسات خرسانية لها، منذ الاعتماد الأول لميزانية العام 1433 ه، حيث تم الانتهاء من فتح مجاري الأودية بطول (47 كم) وتنفيذ أكتاف ترابية للأودية بطول (54 كم) ويجري العمل الآن على الانتهاء من تنفيذ تكيسات خرسانية بطول (40 كم). واستطرد الماضي قائلاً: إن ماتم إنجازه حتى الآن هو جزء من مشاريع يتوقع الانتهاء منها في غضون العامين القادمين، حيث ستبلغ نسبة الإنجاز في مشاريع التكيسات الخرسانية 30 % وفي مشاريع الأكتاف الترابية 75 % أما فيما يخص مشاريع فتح الأودية فستتخطى بمشيئة الله نسب الإنجاز فيها ال 88 %، وهي مشاريع حيوية ستزيد من اتساع عرض الأودية وسعة احتمالها. وأشار مدير الإدارة العامة للمشاريع بأمانة منطقة تبوك إلى أن ذلك كله ما كان ليتم لولا توفيق الله ثم الدعم السخي من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو ولي ولي العهد- حفظهم الله- ومتابعة دائمة من الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز أمير منطقة تبوك والأمير منصور بن متعب بن عبدالعزيز وزير الشؤون البلدية والقروية. وأكد الماضي أن أمانة المنطقة والبلديات التابعة لها ستواصل العمل لترجمة هذه المشاريع إلى واقع يلمسه أبناء المنطقة، ويؤثر على حياتهم اليومية بشكل مباشر، مع الالتزام بحسن التنفيذ.