يطلق مسمى أدب المعجبين fanfiction على تلك الكتابات الإبداعية التي يقوم بها القراء أو المعجبون عبر منصات الكترونية، تعتمد تلك الكتابات على أعمال أدبية معروفة أو أفلام سينمائية أو تلفزيونية أو ألعاب الكترونية يقوم القراء بالخوض في تلك العوالم الخيالية ليسهموا بكتابات تستقى من شخصيات العمل وأحداث الحبكة فيضيفوا لها ويبنوا عليها أو على أجزاء منها قصصا جديدة، وقد يغيرون البدايات أو النهايات في العمل الأصلي، وقد يبتكرون شخصيات جديدة أو ينشئوا صلات وعلاقات بين الشخصيات غير موجودة في العمل الأصلي. وقد يستمر المعجبون بكتابة أجزاء جديدة حول الروايات متعددة الأجزاء حتى بعد توقف تلك الروايات. ظهر هذا الأدب بلغات عديدة أبرزها الإنجليزية وكذلك اليابانية والروسية والهندية وغيرها ووصل عدد النشرات إلى الملايين. وساهم الإنترنت في توفير منصة مشتركة لليافعين لقراءة النصوص الأدبية وللكتابة حولها ومناقشتها وتوزيعها. ونتيجة لذلك ساهم عدد كبير من القراء - خاصة من اليافعين - في ممارسة الكتابة والنشر الالكتروني. ويعمل القائمون على تلك المنصات بأرشفة هذا الأدب مما يكون عددا هائلا من الكتابات بعضها يرقى لمستوى الكتابة الأدبية وبعضها ضعيف يفتقر أصحابها للموهبة والخبرة، وهذا ما جعل أدب المعجبين محل كثير من الانتقاد والاقصاء. ورغم أن مثل هذا الاستخدام للأدب ما زال غير معروف في كثير من مناطق العالم، إلا أنه موجود بشكل ملحوظ بين اليافعين الناطقين بالإنجليزية والمهتمين بالثقافة الغربية؛ فمثلا هناك 600,000 قصة حول روايات هاري بوتر على شبكة FanFiction.net وحدها، أما شبكة EFPfanfiction.net فتحوي 200,000 مستخدم مسجل وأكثر من 85,000 كاتب وحوالي 300,000 قصة. ومن الأعمال الغربية الشهيرة التي أثرت أدب المعجبين حرب النجوم، الغسق وملك الخواتم. مثل هذا الأدب لا يزال يفتقر إلى الدراسات النقدية والبحث الجاد، وجل ما قدم يدور حول الجوانب التربوية، فقد توصلت دراسات أدب المعجبين إلى أن هذا الأدب وسيلة قوية متاحة لليافعين للكتابة ولاستكشاف مواهبهم، كما أنه شكل هام من الأشكال الجديدة للحكي ذي الوسائط المتعددة. ومن نواحي القوة لهذا الأدب أيضا أنه يعمل على سبر العوالم الداخلية لليافعين ولمشاعرهم وأفكارهم، ومشاركة هذه الأفكار مع أقرانهم ممن يتشابهون معهم في التفكير والاهتمامات. كما تعمل دراسة أدب المعجبين على تقييم إمكانية استخدام هذا الأدب كوسيلة تعليمية تسهم في تفعيل دور القراءة والكتابة وزيادة فاعليتهما. لكن هذا الشكل من الكتابة له مساوئه، فاليافعون الذين يتصدون لأدب المعجبين غالبا ما ينسحبون من عالم الواقع لينغلقوا في هذا العالم الافتراضي ويعيشوا في عزلة عن محيطهم ويهملوا دروسهم. ومن سمات هذا الأدب حجم الكتابات، فقد أظهرت الدراسات الإحصائية أن ما يكتبه اليافع في العام الواحد يفوق بمراحل ما يكتبه الأديب المتمرس، فإن لم تكن الكتابة بالمستوى المطلوب، فلن تعود بالنفع على كاتبها. ومن عيوب هذا الأدب أيضا أن يخوض صغار السن في مواضيع لا تتناسب وسنهم لكنها شائعة وتحظى بالإعجاب مثل العلاقات العاطفية.