أوصى سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ المسلمين بتقوى الله حق التقوى، واختيار الجليس الصالح ومصاحبة الأخيار . وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها بجامع الإمام تركي بن عبدالله بالرياض اليوم : أقام الإسلام العلاقة بين أفراد المجتمع على الاخوة الصادقة والمحبة الخالصة والقلوب الصافية النقية ؛ لأن الانسان في هذه الدنيا لابد له من مخالطة الناس . وكم يختار له من جليس يشاركه همومه ومشاكله ويعينه على حلها ولكن من الناس من هو نقي طاهر القلب والسريرة ، ومنهم من كان ضارا مؤذيا ، صحبته ضرر وبلاء, ولهذا سما الاسلام بامر الجليس فقال صلى الله عليه وسلم// المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل//. وأفاد الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ أن الجليس الصالح له فوائد عظيمة ، فمن فضائله أن المحبة في الله سبب لنيل كمال الإيمان يقول صلى الله عليه وسلم // من أحب في الله وأبغض في الله و والى في الله وعادى لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الايمان//، ويقول صلى الله عليه وسلم// أوثق عرى الايمان ان تحب في الله وتبغض في الله// ..الحديث واستعرض سماحته جملة من فضائل المحبة والصحبة في الله ومنها أنها سبب لمحبة الله للعبد و نيل ظل عرش الرحمن يوم لا ظل الا ظله ‘ مشيرا كذلك إلى شيئ من آدابها وأسبابها كلين الجانب ولطافة اللسان وبشاشة الوجه و حسن الظن وعدم الاساءة والتهادي بين المسلمين وستر العيوب والسعي للاصلاح والهداية للطريق المستقيم وإخباره بالمحبة والنصيحة الهادفة والشفاعة النافعة . وحذر سماحة المفتي المسلمين من جليس السوء الذي يصد عن الطاعة ويدعو إلى المعصية وسوء الخُلق مع الخَلق و التعدي على أموال الناس بالباطل وقال :" إحذر مصاحبة من يدعوك إلى التزوير والغش والخداع وأكل أموال الناس بالباطل ، إحذر من من يدعو إلى الرشوة ويهون عليك أمرها ويقول هذه الرشوة هدية ومودة وصداقة ، إحذر من من يدعوك إلى استخدام الأموال العامة والتعدي عليها بغير حق إحذر يا أخي من من يدعوك إلى المظاهرات والاعتصامات الجاهلية إحذر أخي المسلم من دعاة يدعونك إلى الخروج على ولي أمرك والتمرد على الطاعة يدعوك إلى كل فساد إحذر أخي المسلم من أن يجرئك على المحرمات والمعاصي إحذر صحبة من تكون صحبته شر وبلاء ينقل الاخبار السيئة والاشاعات الكاذبة خداع لك وإغواء لك فكن على حذر من هؤلاء,إياك والانقياد لهم إياك الاستماع منهم ، و لتكن على حذر من هؤلاء فانهم دعاة ضلال وفساد . والمتقي لله من يتخلص من هؤلاء يقول الله جل وعلا (( وقد نزل عليكم في الكتاب ان اذا سمعتم ايات الله يكفر بها ويستهزء بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضو في حديث غيره انكم اذا مثلهم)) ، ويقول جل وعلا (( وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فاعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره وإما ينسينكم الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين)). وشدد سماحته من صحبة أصحاب السوء الذين لاخير فيهم ولا منفعة منهم إلا البلاء وقال :" إما أن يحرفونك حرفا كاملا ويصدونك عن سبيل الله وأما أن يدنسوا عرضك بروائحهم الكريهة وأعمالهم القبيحة يقول الله جل وعلا (( ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلانا خليلا لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للانسان خذولا)).