الأفكار والمشاريع لا تبقى ولا تقوى ما لم يكن لها مرجع علمي ومنهج بحثي قائم على الدراسة والمعلومة والتطبيق والاختبار والتقييم؛ وهذا ما تم يوم الأحد الماضي الموافق 13/ 3/ 1436 ه، فقد يسّر الله توقيع كرسي الإيجابية برعاية من جامعة القصيم التي كانت سباقة لدعم هذا المشروع والذي يهدف لتنمية الإيجابية وأبحاثها في المجتمع عبر البيئة التعليمية، والأسرية والوظيفية، انطلاقاً من الأبحاث والدراسات وصناعة البرامج وإقامة الدورات والمؤتمرات وورش العمل وطباعة الكتب والمجلات ونشرها. كل هذا يُسعى من ورائه لتعزيز الإيجابية في جميع مظاهرها، سواء كانت فكرة أو شخصا أو مشروعاً أو مؤسسة، لتنتشر هذه الثقافة.. وتكثر ممارستها وتتعدد منافساتها، فيتحول الناس بجميع فئاتهم: فرداً أو أسرة أو موظفاً إلى إيجابيين، في نظراتهم وتفاعلهم وتعاونهم، بل وتتحول البيئة التي يعيش فيها هذا الإنسان الإيجابي إلى بيئة صحية وجميلة ومنظمة؛ إدارة، أو مركزاً، أو حياً أو شارعاً، ولا شك أن مثل هذا الأهداف والمجالات والأساليب لن تحقق إلا عبر دعم بحثي وعلمي يؤصل لهذا البرنامج الكبير، والذي تبنته جامعة القصيم مشكورة. وينضم هذا المشروع العلمي في منطقة القصيم إلى أخيه المشروع التنموي الاجتماعي: "فكرة لوطني"، والذي وُقّع العام الماضي بين مركز حلول للاستشارات والتدريب وبرنامج الأمير فيصل بن بندر لتنمية المجتمع؛ إذ ينطلقان لتحقيق الهدف الكبير: (تعزيز الإيجابية في المملكة العربية السعودية - القصيم أنموذجاً)، وهذان المشروعان لا يقتصران على منطقة القصيم فحسب، بل في الرؤية المستقبلية، الوصول لجميع مناطق المملكة بإذن الله. كيف لا؟! ولدينا الإمكانات العظيمة والعقول الكثيرة والفرص المتعددة؛ فلم يبق إذن سوى شق الطريق وتحديد الهدف، والجد والعمل، والإبداع والتألق ومن قبل ومن بعد التقييم والتطوير. وشكَر الله لداعم كرسي الإيجابية في جامعة القصيم الشيخ صالح بن عبدالعزيز السعوي، والذي سجله باسم والده براً به، الشيخ: عبدالعزيز بن صالح بن سليمان السعوي -رحمه الله-، وشكر الله لمعالي مدير الجامعة الدكتور خالد الحمودي على دعمه لذلك، وشكر الله لوكلاء الجامعة وعمادة البحث العلمي وعميدي كلية التربية والاقتصاد والإدارة، وكل من ساهم في ذلك وكان إيجابيا. وبهذا المشروع تكون "الإيجابية" جلست على كرسي العلم الذي يزيدها جلالاً، فيكسبها عمقاً أكبر، وانتشاراً أكثر بإذن الله. أستاذ التوجيه والإرشاد النفسي بجامعة القصيم