لم يكن رجل المطافئ الشاب علي بن عبدالله بن حارب الحبسي يدرك أنه سيصبح يوما ما من أفضل حراس المرمى في تاريخ كرة القدم العربية والآسيوية وأنه سيحمل عاتقُه آمالَ واحدة من أبرز دول الخليج في العديد من البطولات الكروية. ولكن السنوات الماضية شهدت بناء أسطورة كروية عمانية خارج حدود السلطنة الخليجية وخاصة في الأندية الإنجليزية ليكون حارس المرمى العماني المخضرم علي الحبسي /33 عاما/ واحدا من عدد قليل للغاية من اللاعبين العرب الذين شقوا طريقهم إلى الدوري الإنجليزي، احد أبرز بطولات الدوري في العالم. وقبل نحو ست سنوات، قاد الحبسي المنتخب العماني إلى الفوز بلقب بطولة كأس الخليج التاسعة عشرة (خليجي 19) التي أقيمت في عمان عام 2009 كما حصل في هذه النسخة على لقب أفضل حارس مرمى لتكون الدورة الرابعة على التوالي التي يفوز بها بهذا اللقب في بطولات كأس الخليج وهو ما لم يحققه أي حارس آخر على مدار تاريخ البطولة. يرى الحبسي في كأس آسيا 2015 بأستراليا فرصة ذهبية أمامه لترك بصمة مع الفريق الملقب ب «المحاربون الحمر» في الكأس الآسيوية. وعندما أكمل الحبسي دراسته، عمل كفرد بوحدة الإطفاء في مطار السيب بمسقط إلى جانب مشاركته كحارس مرمى في فريق المضيبي الذي ينافس في دوري الدرجة الثانية بسلطنة عمان قبل انتقاله إلى نادي النصر العماني الذي أحرز معه لقب السلطان قابوس. وفي ظل التألق الرائع له مع النصر، جذب اللاعب فرصة للاحتراف بأوروبا من خلال نادي لين النرويجي حيث لعب له من 2003 إلى 2005 ليصل معه إلى نهائي كأس النرويج في 2004 ويحتل المركز الثالث في الدوري النرويجي عام 2005 مع فوزه بلقب أفضل حارس مرمى بالنرويج في 2004 و2005. وكان هذا كافيا بدرجة كبيرة ليجذب الحبسي اهتمام أندية أكثر بريقا وأكبر شهرة ويخطو خطوته التالية في عالم الاحتراف الأوروبي بالانتقال إلى بولتون الإنجليزي في مطلع عام 2006. ورغم أهمية هذه الخطوة، لم يحصل الحبسي على الفرصة المناسبة لإظهار مهارته حيث اقتصرت مشاركاته على 18 مباراة فقط مع الفريق في غضون نحو أربع سنوات. ولذا، ودع الحبسي الفريق بحثا عن فرص أفضل للعب وخوض المباريات وانتقل إلى ويجان الإنجليزي في يوليو 2010 على سبيل الإعارة ليعوض غياب الحارس الأساسي كريس كيركلاند للإصابة. وبالفعل، نال الحبسي رضا الجهاز الفني والجماهير بعد تألقه بشكل هائل مع الفريق في هذا الموسم وفاز بلقب أفضل لاعب في الفريق لهذا الموسم ليدفع مسؤولي النادي إلى شرائه نهائيا من بولتون. واستمر تألق اللاعب مع الفريق في الموسمين التاليين ولكنه استبعد من التشكيلة الأساسية للفريق في نهاية الموسم الثالث له مع الفريق وهو موسم 2012/2013 لصالح الحارس الجديد الأسباني جويل روبلز. ومع استمرار جلوس الحبسي على مقاعد البدلاء في الموسم التالي 2013/2014، هبط الفريق إلى دوري الدرجة الأولى. وفي 31 أكتوبر الماضي، انتقل الحبسي لفريق برايتون الذي ينافس في دوري الدرجة الثانية أيضا وذلك بعقد يمتد لشهر واحد ولكنه خاض مباراة واحدة فقط مع الفريق وعاد إلى صفوف ويجان.