مع الخروج المبكر والمهين من الدور الأول لبطولة كأس الخليج الثانية والعشرين (خليجي 22) التي استضافتها العاصمة السعودية الرياض، في نوفمبر الماضي، لم يعد أمام المنتخب الكويتي لكرة القدم سوى تقديم عروض قوية وتحقيق نتائج طيبة في بطولة كأس آسيا التي تستضيفها أستراليا من 9 إلى 31 يناير المقبل. ويحتاج المنتخب الكويتي (الأزرق) إلى الظهور بشكل مغاير تماماً لما كان عليه في خليجي 22 إذا أراد عبور الدور الأول على الأقل في كأس آسيا لحفظ ماء وجه الكرة الكويتية على الساحة القارية والخروج من عنق الزجاجة. ويحظى الأزرق بتاريخ حافل في بطولات كأس آسيا، حيث كان مع جاره العراقي أول المنتخبات العربية مشاركة في البطولة وكان هذا بداية من النسخة الخامسة عام 1972. وفي مشاركته الأولى بالبطولة، خرج الأزرق من الدور الأول بعدما احتل المركز الأخير في مجموعته، ولكن الكرة الكويتية شهدت جيلها الذهبي في أواخر السبعينيات وأوائل الثمانينيات ليصل الأزرق إلى نهائي كأس آسيا عام 1976 ويسقط بصعوبة أمام المنتخب الإيراني صفر/1 في المباراة النهائية، حيث أحرز المنتخب الإيراني لقبه الثالث على التوالي في البطولة. وفي 1980، أكدت الكرة الكويتية بريقها وترجمت طفرتها إلى لقب أول للأزرق في الكأس القارية عندما ثأر الفريق لنفسه وتغلب على المنتخب الإيراني 2/1 في المربع الذهبي ثم على كوريا الجنوبية 3/صفر في النهائي رغم خسارته أمام منتخب كوريا بنفس النتيجة في الدور الأول للبطولة. وكان هذا اللقب دافعاً قوياً للأزرق لاستمرار التألق ليصل بعدها بعامين فقط إلى نهائيات كأس العالم 1982 بأسبانيا. ومع اعتزال نجوم الجيل الذهبي للكرة الكويتية، تراجع مستوى مشاركات الأزرق في كأس آسيا ليخرج الفريق من الدور الأول في نسخة 1988 ثم غاب عن النسخة التالية عام 1992 ولكنه عاد للتألق في النسختين التاليتين فبلغ المربع الذهبي في 1996 ودور الثمانية في 2000 . وعلى مدار النسخ الثلاث الماضية، لم يترك الأزرق أي بصمة، حيث خرج من الدور الأول في بطولتي 2004 و2011 وغاب عن بطولة 2007 ليصبح الفريق مطالباً بحفظ ماء الوجه في البطولة الجديدة التي تقام في ضيافة أستراليا. ويضاعف من حاجة الفريق إلى تقديم بطولة جيدة في أستراليا خروج الأزرق المبكر والمهين من خليجي 22 إثر هزيمته الثقيلة صفر/5 أمام عمان رغم البداية الجيدة للفريق في البطولة بالفوز على نظيره العراقي 1/صفر والتعادل 2/2 مع المنتخب الإماراتي حامل اللقب. وكان هذا الخروج المبكر من البطولة الخليجية سبباً في تغيير الإدارة الفنية للفريق حيث أقيل المدرب البرازيلي جورفان فييرا الذي سبق له قيادة المنتخب العراقي للفوز بكأس آسيا 2007 وكان مصدراً للتفاؤل في المنتخب الكويتي قبل البطولة المرتقبة، ولكن الهزيمة بخماسية نظيفة كانت كفيلة بالإطاحة به. ورغم ضيق الوقت قبل البطولة الآسيوية، أقال الاتحاد الكويتي للعبة فييرا وأسند المهمة للمدرب التونسي نبيل معلول الذي قاد الفريق في المباراة الودية الوحيدة التي خاضها بعد خليجي 22 حيث تعادل 1/1 مع نظيره العراقي قبل أيام قليلة.