تسعى دول العالم لتأصيل حب الوطن والتفاني في خدمته من خلال العديد من البرامج الثقافية والإعلامية والتربوية والاجتماعية وغيرها، حيث يعتبر ترسيخ مبدأ الوطنية شيئا مهما لأي مجتمع لكي تستقيم الحياة بين أفراد الشعب وتتحقق النهضة التي يكون مردودها للجميع دون تمييز وتستفيد منها كافة الطبقات الاجتماعية وتشمل جميع البلاد. إننا نلاحظ لدى بعض أبناء الوطن (ذكورا وإناثا) ضعفا في الحس الوطني وتدني مقدار حبهم لبلدهم وإخلاصهم لأجل هذا الكيان الذي يعيشون فيه ويأكلون من خيراته، ونحن لا نرى أن هذه الشريحه القليلة (غير الوطنية) في المجتمع السعودي تقدم أي نفع حقيقي للبلد ولا يوجد لهم إنجاز أو خدمات اجتماعية أو خيرية أو عملية تفيد الشعب، بل كل ما نراه منهم التذمر والتشكيك والاتهامات التي لا تقوم على أي أدلة أو وقائع حقيقية، بل العكس هو الصحيح بقيام هذه الشريحة دائماً بنشر وتكبير أي خطأ أو تقصير في الدولة بغرض إبرازه وكأنه هو الإطار العام وهو المشهد الحقيقي لسوء بلادنا الغالية وهم كذلك يصورون دائماً أبناء الشعب وكأنهم جهلة ومتخلفون بتضخيم حوادث فردية لأشخاص مخطئين في تصرفاتهم العامة داخل أوخارج المملكة. لذا فإن مبدأ وجود الوطنية وحب البلاد والإخلاص للشعب أمر يجب أن يكون هدفا أساسيا يزرع في كل فرد بالمجتمع حتى تتولد لدى الجميع مناعة ذاتية بعدم تصديق أو قبول أي أقوال مغرضة أو أفكار منحرفة أو دسائس خبيثة، ناهيك عن نشرها أو نقلها لآخرين مما قد يسبب زعزعة أو خلافات اجتماعية في البلد تؤثر سلباً على الاستقرار والأمن الوطني وبالتالي إعاقة نهضة وتطور الدولة بشتى قطاعاتها ومناطقها. إننا نحتاج بشدة إلى وضع وتنفيذ برنامج علمي وتطبيقي لترسيخ مبدأ الوطنية لدى كافة أبناء البلد أطفالاً وشباباً وكباراً (ذكورا وإناثا) لكي نحمي الشعب كاملاً من قبول أفكار ودسائس المخربين وكذلك نستطيع أن نمنع التغرير بشبابنا للانحراف سواءً أخلاقياً أو تطرفاً فكريا، بحيث يتم تسخير طاقتنا وسواعد مواطنينا للبناء والتطور الذي يحتاجه بلدنا بشدة في هذه المرحلة من النهضة العمرانية والصناعية والاقتصادية التي تعيشها دولتنا العزيزة.. وإلى الامام يا بلادي.