أخذت طائرة A380، ذات الطابقين التي تنتجها إيرباص أكثر من نصيبها من الاهتمام ولفت الأنظار. يعتبر هذا شيئاً مفهوماً لطائرة تستطيع حمل عدد من الركاب يصل إلى 850 راكباً مع إمكانية إضافة ديكورات إليها مثل غرف الاستحمام السريع (كما هو على خطوط الإماراتية وخطوط الاتحاد الجوية) والخدم الشخصيين (كما هو على خطوط الاتحاد) وبارات قائمة حقيقية لركاب درجة الأعمال الاجتماعيين (كما هو على الخطوط الجوية القطرية، والخطوط الجوية الكورية والإماراتية والاتحاد). وعلى الرغم من كل الفخامة، كانت مبيعات طائرات A380 بائسة. لم يتم طلب طائرة واحدة من خطوط جوية لنقل الركاب حتى الآن في عام 2014. (كان المشتري الوحيد في هذه السنة هو شركة تأجير الطائرات في دبلن، أميديو، التي ما يزال عليها أن ترتب ناقلاً جوياً واحداً لأي طائرة من العشرين طائرة نفاثة التي طلبتها). دفع النقص في طلبات الشراء الطائرة التي بلغ عمرها الآن سبع سنوات بكبير الإداريين الماليين في الشركة، هارالد ويلهيلم، في العشر من شهر كانون الأول (ديسمبر) إلى طرح احتمال توقف إنتاج طائرات A380 في وقت مبكر ربما يكون عام 2018. أزعجت ملاحظات ويلهيلم التي ذكرها في اجتماع للمساهمين عقد في لندن زبائن الشركة الذين راهنوا على الطائرة الكبيرة. وفي اليوم التالي عدلت إيرباص من موقفها. فقد قال فابريس بريجييه، الذي يرأس وحدة الخطوط الجوية في الشركة للمستثمرين إن تحسينات لطائرة A380 ستحدث «يوماً ما» – مثل تطوير محركات أكثر فعالية للوقود وتوسيع نسخة من الطائرة قادرة على استيعاب 1000 راكب. وعلى الرغم من مثل هذا التفاؤل، فهناك احتمال بحدوث اضطراب مالي بانتظار طائرة A380. فقد قال ويلهيلم: إن إيرباص ستصل إلى وضع التعادل (أي لا ربح ولا خسارة) في الأعوام 2015 و 2016 و2017، ولكن تلك الآفاق لن تنطبق على عام 2018، وهو الأمر الذي سيجبر الشركة إما على الإنفاق بكثافة لتحسين اقتصاديات المحركات أو وقف استمرار البرنامج. وبالرغم من أن طائرة A380، ذات المحركات الأربعة والتي كلف تطويرها 25 مليار دولاراً، محبوبة من المسافرين، إلا أن أغلب الناقلين الجويين يفضلون اليوم الطائرات النفاثة ذات المحركات الأصغر والأكثر فعالية للوقود والتي يمكن أن تدخل بسهولة أكبر للمطارات. والخطوط الإماراتية تعتبر المشجع المميز للشركة، فقد طلبت شراء 140 من هذه الطائرة – أي حوالي 40 في المائة من الطلبات - بينما الخطوط الجوية الأخرى، إما أنها تراجعت عن طلباتها أو بقيت تكافح لملء مقاعد الطائرة العملاقة المكونة من طابقين. يقول اليكساندر دي جونياك، الرئيس التنفيذي لشركة كي إل إم إير فرانس، الذي يهدف إلى إلغاء آخر طائرتين من اثنتي عشرة طائرة طلبها ومبادلتها بموديلات أصغر: «إنها طائرة ممتازة، ولكنها تنجح فقط في جهات السفر الصحيحة.» ويقوم الناقلون الجويون عادة بتجهيز طائرة A380 بحوالي 550 مقعداً. قال كريس باكلي، نائب الرئيس التنفيذي في إيرباص لشؤون أوروبا وآسيا والباسيفيكي، إن الشركة كانت «مخطئة» في تسويقها للطائرة، وتركها الناقلين الجويين تعديل داخلها بطرق عديدة بدلاً من رفع قدرة الطائرة على حمل عدد أكبر من الركاب وتقليل كُلف كل مقعد. ويقوم تيم كلارك، رئيس الخطوط الإماراتية، بحث إيرباص على إدخال تحسين على محركات طائرة A380. ويقول يان ديروكليس، المحلل في مؤسسة أودو في باريس: «ولأن ذلك التحسين سوف يستغرق حوالي أربع سنوات، فستكون إيرباص مجبرة على اتخاذ قرار بطريقة ما في عام 2015.» وهو يُقدر بأن تحسين محرك يمكن أن يكلف إيرباص مبلغ 2 مليار يورو (2.5 مليار دولار) بسبب العمل الجديد اللازم على الجناح. وحتى الآن لدى إير باص 318 طلباً على هذه الطائرة الجمبو العملاقة – ويشكل ذلك جزءًا من ال 1200 طائرة التي اعتقدت أن الخطوط الجوية ستشتريها عندما بدأت بترويج طائرة طائرة A380 في عام 2000. كان التعويل على اليابان والصين مخيبا للآمال، وهما اللتان اعتبرتا في الأساس أسواقاً رئيسية لهذه الطائرة، حيث اشترت شركة طيران صينية واحة فقط خمسا من هذه الطائرات. كما تم في أوائل هذه السنة إلغاء شراء ست من هذه الطائرات النفاثة من التي طلبتها الخطوط الجوية اليابانية، سكايمارك، في الوقت الذي اقترب فيه موعد تسليم أول طائرتين من هذه الطائرات. يقول كلارك في خطوط الإمارات، عن طائرة A380: «هذا أمر محزن». وهو يضيف: «إنها تولد لنا مالاً وفيراً، وأنا بمجرد أن أفتح أبواب الطائرة، أجد الناس يأتون إليها.» حققت الخطوط الإماراتية نجاحاً مع أسطولها من طائرات A380، لأن هذه الخطوط تستخدم مركزها في دبي كنقطة مركزية لوصل خطوط رئيسية حول العالم مع وجود محطة توقف واحدة. كما تتمتع طائرة A380 بشعبية بسبب رحلاتها في مطارات مثل مطار هيثرو في لندن الذي يغطي عدداً من رحلات الإقلاع والهبوط، المسموح بها، الأمر الذي يقدم للناقلين حافزاً لاستخدام طائرات أكبر. أما المطارات الأصغر فتفتقر للبنية التحتية لاستيعاب هذه الطائرة الضخمة. كما أصبحت الخطوط الجوية تضيف خدمة النقل لمسافات بعيدة إلى مدن ثانوية حيث الطلب ليس قوياً بما يكفي لملء طائرة مثل A380. يقول ريتشارد أبو العافية، نائب رئيس مؤسسة أبحاث الفضاء الجوي، تيل غروب، إن الطائرات ثنائية المحرك وذات الجسم العريض التي تستهدف مثل هذه الأسواق، ومنها طائرة الدريم لاينر787 وطائرة A350 التي تمتلكها إيرباص ستكون سبباً في موت طائرة A380. ويقول أبو العافية عن طائرة A380: «أنا لا أعتقد أنها ستدوم لأكثر من بضع سنوات في العقد القادم.»