رجّح استطلاع شهري أجرته رويترز أن تنتعش أسعار النفط في النصف الثاني من عام 2015، إذ قد يسهم احتمال تباطؤ إنتاج النفط الصخري في الولاياتالمتحدة في ذلك الحين في تقليص تخمة الامدادات التي تفاقمت جراء قرار أوبك عدم خفض انتاج المنظمة. وقال كارستن فريتش من كوميرتس بنك: "ستنخفض أسعار النفط مما يحد من إغراء الاستثمار في النفط الصخري وهو ضروري لاستمرار نمو إنتاج النفط الصخري." وتوقّع الاستطلاع الذي شارك فيه 30 اقتصاديا ومحللا، أن يكون متوسط سعر برنت في العام المقبل 74 دولارا للبرميل وأن يرتفع إلى 80.30 دولار في عام 2016. وتقل التوقعات للعام المقبل بواقع 8.50 دولار عن متوسط التوقعات في استطلاع رويترز السابق. وكان السعر في استطلاع نوفمبر يقل بواقع 11.20 دولار عن أكتوبر في أكبر خفض لمتوسط التوقعات منذ الأزمة الاقتصادية في عام 2008. وكانت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) قالت مؤخرا: إن الطلب العالمي على خام المنظمة في العام المقبل سيكون أقل من المتوقع وأقل بكثير من مستويات الإنتاج الحالية، مشيرة إلى فائض كبير في المعروض في ظل استمرار مستويات الانتاج الحالية للمنظمة وطفرة النفط الصخري في الولاياتالمتحدة. وتوقّعت أوبك في تقريرها الشهري انخفاض الطلب على نفطها إلى 28.92 مليون برميل يوميا في 2015، بما يقل 280 ألف برميل عن توقعاتها السابقة. وتقل التقديرات الجديدة للطلب عن مستوى الانتاج الحالي بأكثر من مليون برميل يوميا. وجاء التقرير بعد أن قررت أوبك في اجتماعها الشهر الماضي، عدم خفض الانتاج بالرغم من تراجع الأسعار إذ حثّت السعودية أكبر مصدر للخام في العالم، أعضاء المنظمة على التصدي لطفرة النفط الصخري الأمريكي التي بدأت تقلّص حصة أوبك في السوق. ودفع قرار أوبك في 27 من نوفمبر الماضي الإبقاء على مستويات الانتاج الحالية عند 30 مليون برميل يوميا، أسعار الخام للهبوط لأدنى مستوى منذ 2009. وخسر الخام نحو 40% من قيمته منذ يونيو. وقلّص التقرير توقّعاته لنمو الطلب العالمي في 2015، بسبب توقعات أضعف بالنسبة لأوروبا وآسيا وتوقّع نمو المعروض من النفط الصخري ومن خارج أوبك، لكنه قال: إن النمو قد يتباطأ إذا استمرت الأسعار منخفضة. وذكر التقرير "إذا استمر التراجع الحالي في أسعار الخام لفترة أطول فإنه سيؤثر على المعروض من خارج أوبك في 2015 خاصة النمو المتوقع في النفط الصخري." ورغم ذلك، فقد أشار التقرير إلى أنه في ظل انتاج أوبك 30.05 مليون برميل في نوفمبر وفقا لمصادر ثانوية استشهد بها التقرير، سيشهد السوق فائضا قدره 1.13 مليون برميل في 2015 و1.83 مليون برميل في النصف الأول من العام. ومن المتوقع، أن يكون متوسط الطلب على نفط أوبك في العام المقبل الأقل، منذ بلغ 28.15 مليون برميل في عام 2004 وذلك بناء على تقارير ديسمبر التي تنشرها المنظمة على موقعها الالكتروني كل عام. ووفقا للمصادر الثانوية، فإن انتاج أوبك تراجع 390 الف برميل يوميا، مقارنة مع أكتوبر فيما يرجع أساسا إلى الاضطرابات في ليبيا وتخفيضات أقل في انتاج السعودية والكويت. وتتوقّع أوبك زيادة المعروض من خارجها بنحو 1.36 مليون برميل يوميا في العام المقبل، بقيادة الولاياتالمتحدة بارتفاع قدره 120 ألف برميل يوميا من تقديرات الشهر الماضي. وقلّصت أوبك توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط. وتوقّعت زيادة الطلب بواقع 1.12 مليون برميل يوميا في العام المقبل أو 70 ألف برميل يوميا أقل من تقديراتها السابقة.