تقوم الهيئة الإقليمية بالشراكة مع الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة في المملكة في الوقت الراهن بإجراء دراسات تقييم حول موارد الكربون الأزرق في سواحل البحر الأحمر وخليج عدن تهدف لتوفير قاعدة بيانات متكاملة لموارد الكربون الأزرق في سواحل المملكة. وتأتي هذه الخطوة لتنمية الموارد المتواجدة على الساحل الغربي والساحل الشرقي للخليج العربي، وتعتبر أشجار المانجروف الساحلية مهمة للغاية في قدرتها الهائلة في تأمين امتصاص «الكربون الأزرق» والذي يسهم بتقليل ظاهرة التغير المناخي والاحتباس الحراري. من جانبه، أوضح أمين عام الهيئة الإقليمية الدكتور زياد أبو غرارة أن الكربون الأزرق هو الكربون الذي يتم امتصاصه من الجو واختزانه في النباتات والتربة في النظم البيئية الساحلية، وتلعب هذه البيئات بذلك دوراً مهماً في تخفيف انبعاثات الكربون الجوي وظاهرة تغير المناخ، وتشمل البيئات المهمة للكربون الأزرق غابات المانجروف والحشائش البحرية والمستنقعات الساحلية، حيث تمتلك سواحل المملكة جزءاً من هذه الثروات، وأضاف أبو غرارة ان هناك مشروعا لدراسة تنفذها الهيئة الإقليمية بالشراكة مع الرئاسة تهدف لتوفير قاعدة بيانات متكاملة لموارد الكربون الأزرق في سواحل المملكة بالبحر الأحمر والخليج العربي وخطط صون وتنمية هذه الموارد، وتوظيف هذه الثروات الكامنة لتعزيز وإبراز جهود المملكة دولياً في مجالات المحافظة على البيئة البحرية لصالح التكيف مع تغير المناخ ودعم وسائل تخفيف الانبعاثات المستندة على صون النظم البيئية الساحلية المهمة لاتزان دورة الكربون. وقال أبو غرارة إن نتائج الدراسات الأولية أظهرت أن سواحل المملكة تضم الموارد والإمكانيات الأكبر في هذا المجال، مما شجع الهيئة على البدء في تنفيذ مشروع دراسة موسعة خاصة بسواحل المملكة بالتعاون مع الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة كمشروع نموذجي في الإقليم. وأكد المتحدث الإعلامي للرئاسة العامة للأرصاد بالمملكة حسين القحطاني أن انبعاثات الكربون الأسود والبني الناتجة عن استخدام الوقود الأحفوري والوقود الحيوي وحرق الخشب تساهم بشكل رئيسي في احترار كوكب الأرض، فالكربون الأخضر وهو الكربون الذي يختزن في النباتات والتربة، هو جزء حيوي من دورة الكربون العالمية. أما الكربون الأزرق فهو الكربون الذى تلتقطه محيطات وبحار العالم ويمثل أكثر من 55 % من الكربون الأخضر المفيد للبيئة. وتشمل النظم البيئية الساحلية للكربون الأزرق غابات أشجار الشورى «المانجروف»، ومناطق الأعشاب البحرية، والمستنقعات الملحية «السبخات» والتي تعمل كأحواض لامتصاص الكربون. وتقوم النظم البيئية للكربون الأزرق بتخزين وعزل الكربون بشكل مستمر، وبمعدلات أسرع بكثير من الغابات الاستوائية والمطيرة، بينما تلعب بعض النظم البيئية البحرية الساحلية السليمة دورا كبيرا في تخزين الغازات المسببة للاحتباس الحراري، ما يساعد على التكيف مع آثار تغير المناخ والتخفيف من حدتها. وأضاف القحطاني انه يجب توفير حماية فورية لمستودعات الكربون الأزرق ونعني بها أشجار الشورى «المانجروف» ومروج الحشائش البحرية والمستنقعات الملحية عن طريق الإدارة الفعالة لنهج النظام البيئي والمبادرة إلى إتباع سياسات على صعيد الإدارة المحلية للتقليل من التهديدات وتعزيز القوى الكامنة في مجتمعات مستودعات الكربون الأزرق للصمود في مواجهة تأثيرات التغير المناخي. وأعرب المتحدث للأرصاد وحماية البيئة القحطاني أن دور الهيئة في التعريف بأهمية الكربون الأزرق بأنها تقوم حاليا بالشراكة مع برنامج الأممالمتحدة للبيئة بعمل دراسة بالتنسيق مع دول الاقليم لتحديد ورسم معالم السياسات لتقييم سياسات وخدمات إدارة النظام البيئي لموائل الكربون الأزرق الساحلية في اقليم البحر الأحمر وخليج عدن وذلك لتحقيق فهم أفضل لمداه الجغرافي وقدراته الكامنة في الاقليم.