أنهت تونس أمس الاستعدادات الأخيرة السبت للدورة الثانية للانتخابات الرئاسية التي تشكل اقتراعًا تاريخيًا يتنافس فيه الرئيس المنتهية ولايته محمد المنصف المرزوقي وزعيم أول حزب في البلاد الباجي قائد السبسي، ويفترض أن ينهي أربع سنوات من مرحلة الانتقال التي تلت الثورة. وشهدت البلاد السبت يوم «صمت انتخابي» حظر خلاله كل نشاطات الحملة التي انتهت الجمعة قبل الانتخابات التي يفترض أن تنهي مرحلة انتقالية صعبة تعيشها تونس منذ الإطاحة في 14 يناير 2011 بنظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي. ودعي إلى انتخابات اليوم الأحد نحو 5،3 مليون تونسي من المسجلة أسماءهم على قوائم الاقتراع لاختيار أحد المرشحين في تصويت سيجري من الساعة الثامنة إلى الساعة 18,00. ويمكن أن تعرف النتائج اعتبارًا من غد الإثنين كما قالت الهيئة المكلفة تنظيم الانتخابات التي لديها حتى الرابع والعشرين من ديسمبر لإعلان اسم رئيس تونس للسنوات الخمس المقبلة. وقلص الدستور الذي أقر في يناير 2014 صلاحيات رئيس الدولة إلى حد كبير، وأيًّا تكن نتيجة الدورة الثانية الأحد سيكلف حزب نداء تونس الذي يقوده قائد السبسي وفاز في الانتخابات التشريعية تشكيل الحكومة وسيكون عليه فور انتهاء الانتخابات العمل على تشكيل ائتلاف مستقر لقيادة البلاد. واختار قائد السبسي اختتام الحملة الانتخابية الجمعة في شارع الحبيب بورقيبة الرئيسي وسط العاصمة حيث التقى تجمعًا من أنصاره، في حين نظم المرزوقي تجمعًا في مدينة خزندار بعيدًا عن وسط العاصمة.أما المرزوقي فيقدم نفسه كضمانة للحريات التي اكتسبها التونسيون بعد الثورة، ولعدم انتكاسة البلاد نحو «الاستبداد» الذي كان سائدًا في عهد الرئيس المخلوع بن علي. ويعتبر المرزوقي أن قائد السبسي وحزب نداء تونس الذي يضم يساريين ونقابيين وأيضا منتمين سابقين لحزب «التجمع» الحاكم في عهد بن علي يمثلان «خطرًا على الثورة»؛ لأنهما امتداد لمنظومة الحكم «السابقة» في تونس. وركز قائد السبسي حملته الانتخابية على «إعادة هيبة الدولة». ورفض الباجي قائد السبسي دعوة من المرزوقي بإجراء مناظرة تلفزيونية. وكان قائد السبسي (88 عامًا) والمرزوقي (69 عامًا) تأهلا إلى الدورة الثانية بعدما حصلا على التوالي على نسبة 39,46% و33,43% من إجمالي أصوات الناخبين خلال الدورة الأولى التي أجريت يوم 23 نوفمبر الماضي.