الكثير من الجماهير لدينا تهاجم الحكم المحلي الى درجة التشهير؛ بسبب ارتكاب أخطاء قليلة ربما لا تؤثر في نتيجة مباراة ما، والسبب أن ادارة النادي تكره هذا الحكم لمواقف سابقة، وليكون هذا الحكم وذاك في عداد المفقودين من خارطة التحكيم المحلي لغضب النادي الفلاني عليه، وعدم رغبة النادي الفلاني الآخر في تواجده أمام وجوههم في الملعب. وعندما يأخذك القدر الى محطة تنقل الدوري الانجليزي أو الاسباني، تجد ما يشيب له الرأس هناك من أخطاء تحكيمية فادحة الى درجة الفشل في قيادة مباراة قمة مثلا في الدوري الانجليزي بين ليفربول ومانشستر يونايتد، لتكون الكارثة باحتساب هدف من تسلل يغير مجرى المباراة بدرجة كبيرة، والتغاضي عن كثير من الأخطاء وإشهار البطاقات الصفراء والحمراء، وغير ذلك من الأخطاء التي لو ارتكبت في ملاعبنا ومن حكم اجنبي، لخرج الفريقان بحالة من الرضا التام على الحكم، ولكن أن يخطئ مرعي أو مرداسي أو المالكي أو العبكري، لتقوم الدنيا ولا تقعد داخل وخارج الملعب. تابعوا الدوريات الأوربية وشاهدوا أم الفضائح، ولتحمدوا الله أن أولئك الحكام لم يأتوا الينا في ملاعبنا ليجعلوها مهزلة ويذهبوا بعد أن يقبضوا فلوسنا، لا أتكلم هذا الكلام من فراغ الا من بعد متابعة لبعض المباريات القوية والهامة لديهم، والأدهى من ذلك كله، أن فريقا يظلم بدجة كاملة ويخرج لاعبوه مهزومين ويصافحوا الحكم، ونحن على بعض الأخطاء البسيطة تجد منتصف ملعب المباراة بعد انتهاء الوقت مسرحا للاحتكاكات مع الحكام والتلفظ وغير ذلك من أدوات الخروج عن النص، والتي لا تحل الا من خلال تواجد رجال الأمن لإبعاد المحتجين. نعم لا بد من مراجعة الحسابات بشأن تواجد الحكام غير السعوديين في ملاعبنا، وتقنين هذا الموضوع بدرجة كبيرة، فالتحكيم لدينا لا يصل الى درجة السوء الكبير والذي يذهب اليه البعض ظنا منهم أن هذا الحكم وذاك يضمرون لهم الشر والهزيمة قبل المباراة، ومثل هذه الأمور تنميها بعض ادارات الأندية من خلال زرع عدم الثقة في قلوب الجماهير من أجل ايجاد مبرر في حالة الفشل في المباراة، ألا وهو حكم المباراة الوطني. لدينا العديد من الحكام المميزين الذين يحتاجون لرفع معنوياتهم، وليس من خلال خطأ واحد ننسفه من خارطة التحكيم المحلي، ونعمل على تشويه سمعته التحكيمية لأنه بشر وما دام الخطأ حصل بغير قصد فبالتالي لا بد من ايجاد مبرر آخر يقودنا الى مد يدنا لهذا الحكم ليكون محل ثقتنا الدائمة هو ولجنة الحكام السعودية.