كرّر وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف امس الجمعة دعوة موسكو لعقد جولة أخرى من محادثات السلام، وفي أسرع وقت ممكن، بشأن الصراع في منطقة دونباس شرق أوكرانيا، في حين اقر الرئيس الاوكراني بترو بوروشنكو امس بأن الوضع لا يزال هشا. ونقلت وكالة تاس الروسية للأنباء عن لافروف قوله خلال اجتماع مع خبراء السياسة الخارجية: «سنحت لنا الفرصة لإرساء السلام في أوكرانيا. وتوصلنا إلى هدنة أو وقف لإطلاق النار بعد صعوبات». "هناك أسس بناءة للمضي قدما.. لإعادة النشاط الاقتصادي إلى دونباس والتأسيس لحوار سياسي يتعين أن يؤدي في النهاية إلى إصلاح دستوري". تحدث الرئيس الاوكراني بترو بوروشنكو امس عن وقف "فعلي" لاطلاق النار في اوكرانيا، بعد مرور 24 ساعة لم يسجل فيها وقوع اي حادث، وذلك للمرة الاولى في سبعة اشهر، مع اقراره بأن الوضع لا يزال هشا. وقال بوروشنكو خلال زيارة رسمية لاستراليا: "لديّ خبر ايجابي. اليوم مرت الساعات ال24 الاولى منذ سبعة اشهر (...) التي شهدنا خلالها وقفا فعليا لاطلاق النار في اوكرانيا". وأضاف: "لا يمكنكم ان تتصوروا مدى اهمية ذلك بالنسبة اليّ. انها المرة الاولى التي لا يتم فيها ابلاغي ان جنديا اوكرانيا قتل او جرح خلال الليل". وأعلنت الهدنة مع الانفصاليين الموالين لموسكو الثلاثاء، على امل وضع حد للنزاع المستمر منذ ثمانية اشهر، وأوقع 4300 قتيل على الأقل، وأدى الى نزوح قرابة المليون بحسب ارقام الاممالمتحدة. وقال متحدث عسكري اوكراني الخميس: إن ثلاثة جنود قتلوا واصيب ثمانية آخرون بجروح في اليوم السابق. لكن الرئيس الاوكراني نفى سقوط قتلى او جرحى، وقال: ان الهدنة اذا صمدت فستكون "خطوة كبرى نحو السلام والاستقرار في اوكرانيا". إلا انه حذر ان يوما واحدا فقط مضى حتى الآن، وان "كل ذلك يبقى هشا للغاية، لكنني آمل ان تستمر العملية". وأضاف: ان النزاع في بلاده ليس فقط حول الاستقلال والسيادة، وقال: "انها حرب من اجل الحرية، الحرية الشاملة. انها حرب من اجل الديمقراطية ومن اجل الامن". وتابع: "اعتقد ان الاحداث المأساوية التي وقعت في يوليو في الاجواء الاوكرانية عند الهجوم الارهابي على الرحلة ام اتش 17، تؤكد كم ان العالم متقارب وصغير". ولدى سؤال بوروشنكو عن ضم روسيا للقرم في مارس، اعرب عن ثقته بأنها ستعود في النهاية الى بلاده. وقال: "لا شك لديّ حول الموضوع. القرم اوكرانية.. وأنا واثق تماما من أننا سنفوز في المعركة حول القرم". واضاف: "انه انتهاك عنيف للقانون الدولي ولا بد من تحمل مسؤولية هذا الانتهاك". ومضى يقول: ان النزاع الأوكراني "مسألة حساسة جدا" بالنسبة الى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لكن السلام لا يزال ممكنا. وتابع: "اعتقد ان المسألة الاوكرانية حساسة جدا بالنسبة له، وأنا اتفادى القول "سنفوز في الحرب" بل افضل "سنفوز بالسلام".