أتفهم أن يتمنى الأبناء والبنات عدم زواج والدهم، لكن الذي لا أتفهمه أن يرفضوا هذا الزواج، قبل حصوله أو بعده. لقد نُهي الولد أن يطيع والديه المشركين إذا جاهداه على الشرك، ولكنه أُمر أن يصاحب هذين الأبوين في الدنيا معروفاً!، فكيف يجرؤ بعض الأبناء والبنات على الوقوف أمام حاجة أو رغبة والدهم المسلم المكفولة له شرعاً؟!. * إن مضايقتكم لوالدكم بعد زواجه، والضغط عليه، من العقوق المنهي عنه، ولو دعتكم لذلك والدتكم، فإنه لا طاعة لها في المعصية، والبر واجب له كماهو واجب لها. إنكم بهذا الفعل تتنازلون للزوجة الجديدة عن مكانتكم ومكانة والدتكم في قلب والدكم، والذي كان سيتسع لكم جميعاً، لو أحسنتم التصرف، ففعلكم هذا يوغر صدر والدكم على والدتكم، إذ يعتقد أنها من يحرضكم، ليعود بالأثر السلبي على علاقته بها، فخسرتم والدكم، وزدتم مصيبة والدتكم، وكان الأولى تهدئتكم لها، وتطييب خاطرها، دون إيذاء والدكم، واستفزازه. * أنا لم أدْعكم لتزويج والدكم، لكني أحذركم من تعكير خاطره بعد زواجه فضلاً عن إيذائه أو هجره أو السعي لاستنزافه ماليّاً معاقبة له على زواجه. * إنه والدكم، وليس ملك يمين لا يتصرف إلا وفق رغباتكم. * زواجه ليس انتقاصاً لوالدتكم، وهذه المرأة لم تفعل جرماً بحقكم، لقد خطبها فقبلت به زوجاً، وهذا حق مشروع لكل منهما. * حتى لوكنتم ترون أن قرار الزواج كان خاطئاً، وأن لكم حقوقاً قد قصر فيها، فيبقى والدكم وله عليكم حق الطاعة والبر والإحسان. o المطلوب منكم في هذه المرحلة مراعاة الحالة النفسية التي قد تمر بها والدتكم، ومحاولة تسليتها وتسكينها، وتذكيرها بفضل الصبر، وألا تندفعوا مع انفعالاتها الجائرة. * ليس من الحكمة إبداؤكم استهجان تصرفَ والدكم إرضاءً لوالدتكم، ولا عدم المبالاة بمشاعر والدتكم، فهذا يؤجج نفسيتها، ويوغر صدرها. * إن العقلاء يستطيعون احتواء والدتهم وتطييب خاطرها وتسكين نفسها، وكذلك إرضاء والدهم، بل وتهنئته، وسؤال الله له التوفيق والعون، دون علم الوالدة، مراعاة لها وليس عقوقاً. تعجبون أن أدعوكم لتهنئة والدكم بزواجه؟ فعند البخاري أن النبي خرج من عند زينب بنت جحش في ليلة زواجه منها فدخل على عائشة رضي الله عنها فهنأته، فإذا كانت الزوجة تهنئ زوجها أليس الأبناء والبنات أولى بذلك؟!، وتذكروا: إن المحسن لن يندم على إحسانه، كيف وهذا الإحسان في حق الوالد؟!. * كسب والدكم لن يكون إلا بحسن التعامل معه، وتذكروا أن كل معروف تقدمونه لوالدكم أو زوجته يعود أثره الإيجابي على مكانة والدتكم عنده. * إن لم يكن لزوجته منكم بذل الندى فليكن كف الأذى. * إن لم يُرضِ أحدكم والده لكسب قلبه فليطعه إرضاء لربه. * ليس في صالحكم أن تكونوا حكماً في أي مشكلة بين والدَيكم، وليس من البر أن تقفوا موقف الخصومة من أحدهما لصالح الآخر. * من بركم بوالدتكم كفّها برفق عن ظلم والدكم وزوجته أو الاعتداء عليهما، ومن العقوق والنذالة إعانتها ودفعها لهذا المنكر. * أعينوا والدكم على العدل بحسن التعامل معه، وأعينوا والدتكم على تخطي مصيبتها بالتلطف لها والقرب منها أكثر من ذي قبل. * اضبطوا عواطفكم وتصرفاتكم وألسنتكم كي لا تكونوا سبباً في تأجيج أي منهما على الآخر. * املأوا وقت والدتكم في الأيام الأولى، ومن الجيد أخذها في رحلة خارج البيت أو خارج المدينة أو للعمرة وغيرها. * أكثروا من الدعاء أن يجمع الله قلب والديكم، ويؤلف بينهما، وأن يوفق والدكم للعدل. * مما يرأب الصدع ويؤلف القلوب، أن تذكروا كل واحد من والديكم بمحاسن الآخر، وليكن ذلك بأسلوب لبق وغير مباشر. * إحسانكم لإخوتكم لأبيكم برٌ وصلة، والإساءة إليهم عقوق وقطيعة. * إن رأيتم من والدكم ميلاً مع الأخرى فصبّروا والدتكم، وإن رأيتم منه ميلاً لوالدتكم، فذّكروه بأدب. * لا تنقلوا لوالدتكم ما يحزنها من أخبار تصرفات والدكم مع زوجته، ولو طلبت منكم ذلك * كونوا رسل خير بين والدَيكم، وأعينوا والدكم على العدل، ووالدتكم على القيام بحقه.