سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مدّعٍ عام سابق بجوانتانامو يعتبر وسائل التعذيب جرائم حرب وشيخ محمد قهرها البيت الأبيض يقول: إن السلطة الأخلاقية هي الترسانة الأمريكية الأقوى لحماية مصالحنا
قال المدعي العام السابق بسجن خليج جوانتانامو: إن التقنيات والوسائل التي استخدمتها وكالة الاستخبارات الأمريكية والمذكورة في تقرير مجلس النواب الأمريكي تعتبر جرائم حرب، وقد نجح العقل المدبر لهجمات الحادي عشر من سبتمبر، خالد شيخ محمد، في تجاوز عمليات الإيهام بالإغراق 183 مرة، بخلاف ما أعلنته وكالة الاستخبارات الأميركية مراراً، بحسب ما نشرت "سي إن إن". تجاوز التحقيقات القاسية تمكن خالد شيخ من "ابتكار" حلول نفسية، لتجاوز التحقيقات القاسية، ليكون بذلك، السجين الوحيد الذي تمكن من "إفشال نظام الاستجواب". وكانت التقارير المقدمة من وكالة الاستخبارات إلى المسؤولين تشير إلى أن تقنيات "الاستجواب المشدد" التي تتضمن عمليات إيهام بالإغراق نجحت في انتزاع معلومات من شيخ محمد، ولكن المقابلة التي أجراها المفتش العام لCIA مع المحققين المشرفين على الاستجواب أعطت صورة مغايرة تماماً. وورد في نص المقابلة مع المحققين أن شيخ محمد "كان يكره كثيراً تقنية الإيهام بالإغراق، ولكنه تمكن من إيجاد وسيلة للتغلب عليها والتعامل معها." وتنقل المقابلة عن أحد المحققين قوله: إن شيخ محمد "تغلب على نظام الاستجواب وقهره"، مضيفاً أن القيادي المتشدد في تنظيم القاعدة كان يتفاعل بشكل أفضل مع أساليب الاستجواب غير العدائية. وعلى غرار سواه من السجناء، كان شيخ محمد يدلي بمعلومات عند تعذيبه، ولكنه سرعان ما يتراجع عنها بعد توقف التعذيب، كما كان يقدم معلومات مغلوطة، كتلك التي أدلى بها في إحدى المرات حول مخطط لاغتيال الرئيس الأميركي الأسبق، جيمي كارتر، والتي قالت ال CIA عنها: إنها "مفبركة". جرائم حرب وفي السياق، قال موريس دايفيس، المدعي العام السابق بسجن خليج جوانتانامو، إن التقنيات والوسائل التي استخدمتها وكالة الاستخبارات الأمريكية والمذكورة في تقرير مجلس النواب الأمريكي تعتبر جرائم حرب. وتابع في مقابلة حصرية مع الزميلة كريستيان آمانبور لCNN: "هذه جرائم بحق المجتمع الدولي، فنحن لا يمكننا وليس لنا السلطة لارتكاب مثل هذه الجرائم خارج حدودنا، هذه تعتبر خرقا للاتفاق الدولي حول التعذيب." وأضاف دايفيس: "لم أكن مصدوما بتفصيلات هذه الأساليب المستخدمة، كلنا سمعنا عن تقنيات الإغراق الوهمي إلى جانب وسائل أخرى تم استخدامها مع المحتجزين، ولكن أعتقد أن ما كان صدمة للشارع هو الأعداد التي خضعت لهذا البرنامج ومدى انتشاره." وأضاف: "إن هذا بالفعل فصلا حزينا في تاريخ أمتنا." تقويض السلطة الأخلاقية من جهته، قال البيت الأبيض في بيان: إن تعذيب وكالة الاستخبارات الأمريكية للمشتبه بهم بالإرهاب يقوض السلطة الأخلاقية للولايات المتحدة، مشيرا الى أن نشر تقرير يصف أساليب الاستجواب الوحشية، هو خطوة هامة لاستعادة تلك السلطة. وصرح المتحدث الرسمي باسم البيت الأبيض، جوش إرنست: "إحدى أقوى الأدوات الموجودة في ترسانتنا لحماية مصالحنا ورعايتها حول العالم هي السلطة الأخلاقية للولايات المتحدةالأمريكية"، مضيفا: "خلص القائد العام إلى أن استخدام مثل هذه الأساليب الموصوفة في التقرير، يقوض السلطة الأخلاقية للولايات المتحدة بشكل كبير". وقال إرنست: إن حظر الرئيس باراك أوباما لأساليب الاستجواب عند بدء ولايته، يوضح التزامه بإعادة بناء تلك السلطة الأخلاقية. وأضاف: "من الهام للناس أن يفهموا أن الولاياتالمتحدة راغبة في مواجهة أوجه القصور لديها، وراغبة في أن تكون أمينة حول أوجه قصورها، وراغبة في أن تكون صريحة قدر الإمكان حول التزامنا بضمان عدم تكرار أوجه القصور تلك مرة أخرى". كلام فارغ وفي السياق، أعلن نائب الرئيس الاميركي السابق ديك تشيني الاربعاء، ان تقرير مجلس الشيوخ الاميركي حول استخدام عناصر من وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية "سي آي ايه" وسائل تعذيب خلال عمليات استجواب ارهابيين مشتبه بهم "كلام فارغ". وشدد تشيني الذي تولى منصبه إبان رئاسة جورج بوش الابن بين 2001 و2009 وهي الفترة التي شهدت تقنيات الاستجواب المشددة من قبل السي آي ايه، على ان البرنامج كان مبررا تماما. وقال تشيني لشبكة فوكس نيوز: "لقد قمنا بما كان يفترض بنا القيام به تماما للقبض على المسؤولين عن اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001 ولمنع شن اي هجمات جديدة، ولقد نجحنا في الامرين". وقال: ان "هذا التقرير كلام فارغ" معتبرا انه "مليء بالشوائب" ونفى تشيني ان يكون بوش على غير علم، وشدد على ان الرئيس السابق كان "جزءا اساسيا من البرنامج وكان لا بد من الحصول على موافقته". لكنه بدا غامضا عند سؤاله، حول ما اذا كان بوش على علم بتفاصيل بعض عمليات الاستجواب وقال: "لقد تباحثنا في الاساليب ولم نبذل اي جهد لاخفاء الامر عنه". واضاف تشيني: ان المحققين كان عليهم لزوم القسوة ازاء مشتبه به مهم مثل خالد الشيخ محمد العقل المدبر لاعتداءات 11 ايلول/سبتمبر. وقال: "ماذا كان عساهم ان يفعلوا؟ ان يقبلوه على وجنتيه ويتوسلوا اليه ان يطلعهم على ما يعلمه؟ بالطبع لا".