مورد لا ينضب، ومعين نهل منه القاصي والداني ،جامعة الخير، ودوحة المعرفة، مصدر أمل، ومبعث فخر ،قدر لها أن تطل قبل خمسة عقود من الآن في مغامرة جريئة، فباتت سيدة الزمان والمكان في شرقية الخير ومحافظاتها التي لا يمكن أن تبزغ أشعة الشمس دون أن تكون الوجبة الرئيسية فيها. ثالث الوالدين إن جاز لي التعبير، أم الإعلام ومنارته الأولى منذ خمسين عاماً ولا تزال، عطاؤها بلا حدود، وبناؤها جاوز المعقول، منارة مشعة،حوت واحتوت هموم أبناء المنطقة بلا استثناء، وكانت بعد الله مصدر فرح ،وبارقة أمل. اليوم وكل يوم ستظل يومنا الغالية سيدة الأيام والشهور، ومصدر الفخر والسرور، اليوم نحتفل بها بعد أن احتفلت بنا على مدار العقود الماضية، ونقلتنا جميعا بلا استثناء حتى بتنا نضاهي عنان السماء. لأول مرة وعلى غير العادة أخال الأحرف تتلاشى والكلمات تتبعثر من أمامي وأنا أحاول أن أصف المشهد ،أو أختصر الموقف، ف «اليوم» بالنسبة لي كما قلت في البداية " ثالث والديّ " وكيف لي عبر هذه العجالة أن أصف ما يكنه فؤادي لها، بل كيف لي أن أعبر عما يجيش بداخلي من مشاعر تجاهها!! . افرحي يا منارة الشرق، وانثري أفراحك في كل شبر من أنحاء هذه المعمورة، فاليوم أنت لنا، وغداً لأبنائنا، وفي المستقبل لأحفادنا، هكذا كان العهد بيننا، ونحن على العهد بحول الله سائرون. قبل الطباعة حمدا لله على سلامة الكابتن القدير والوالد الغالي خليل الزياني بعد عودته من رحلته العلاجية في ألمانيا ،والله أسأل أن يطيل في عمر أبي إبراهيم وأن يمن عليه بالصحة والسعادة والعافية.