نجحت المرأة السعودية المتطوعة بمختلف مناطق المملكة في تقديم وجه مشرق لخدمة المحتاجين، ومساعدة الفقراء، والوقوف مع المرضى والمطلقات والأرامل، إلى جانب جهودها الملحوظة في توعية المجتمع. فتيات في جدة يقفن مع المحتاجين أثناء كارثة السيول، ومتطوعات في مكةالمكرمة يساعدن حجاج بيت الله الحرام على أداء نسكهم بيسر وسهولة، وأخريات في مدينة الرياض ينشرن ثقافة التعامل الصحي مع مرض"الزهايمر"، وغيرهن في الشرقية يسهمن في توعية المجتمع بأمور السلامة البحرية ، وهكذا أخذت ثقافة العمل التطوعي تتنامى في صفوف الفتيات؛ بحثاً عن فرصة لخدمة الوطن، وتنمية مهاراتهن، وتعزيز خبراتهن، والإستفادة من تجارب الآخرين. وكما قيل إن المرأة نصف المجتمع, فقد انطلق دوها الفعال في معاونة المجتمع وفي القديم تطوعت المرأة في الحروب لمداواة الجرحى وإعداد الطعام، وحديثا تنوع التطوع بتنوع المجتمعات وتوسعها وتمدنها فأصبحت المرأة متطوعة في مجالات شتى: الصحي والاجتماعي والانساني ومشاركة الجهات غير الربحية والحكومية في تنفيذ برامجها وفعالياتها. التطوع النسائي بات أكثر نضجا من ذي قبل فتحولت المرأة من مجرد مشاركة إلى عضو رئيس في بعض الفعاليات والفرق وصولا إلى تأسيس فرق نسائية تقدم برامج موجهة للمرأة, كفعاليات التوعية بسرطان الثدي, والعنف الأسري, والاهتمام بالطفل. المدربة منال العوفي قالت إن حب الخير قيمة إنسانية جليلة تزيد قيمتها ويعلو شأنها حين تتجسد وتتحول إلى عمل ملموس، فعندها تستشعر ان هذا العمل المحبب هو ابنك المدلل الذي تغرقه بالحب والعطاء فهذا هو التطوع ولارتباط هذه القيمة بالعطاء والحب والصبر سنجد بصمة مميزة. وأشارت العوفي إلى أن هناك فرقا متميزة بالعطاء والاثر الفعال على المجتمع بقيادات نسائية في تزايد دائم لتساهم في بناء وتطوير وتنمية المجتمع المدني وأكدت العوفي أنه مع وجود جهة رسمية اصبح تطوع المرأة منظما بخطط واستراتيجيات لتطوير قدراتهن في جميع المجالات التطوعيه وهذه من الامور الايجابية التي دعمت تطوع المرأة وعززته في المجتمع لافتة إلى أن عمل التطوعي هو العمل الوحيد الذي لا يحتاج لمؤهلات أو خصائص اجتماعية وطبقية غير العطاء بحب. واستدركت العوفي بقولها : رغم التميز فان هذه المبادرات في مرحلة الحضانة وسنجد هناك بعض العقبات التي تواجهها ومنها المواصلات واستخراج التصاريح الرسمية التي قد تعيق المبادرات النسائية التطوعية. واعتبرت فاطمة الشهري - مسئولة الفرق التطوعية في جمعية العمل التطوعي - أن شمس الصعوبات التي تواجهها المرأة المتطوعة بدأت تغيب شيئا فشيئا مؤكدة وجود بعض العقبات سابقا التي كانت تعترض مشاركة الفتيات في الأعمال التطوعية والاجتماعية منها الظروف الاقتصادية وضعف الموارد المالية للمنظمات التطوعية. بالإضافة إلى بعض الأنماط الثقافية السائدة في المجتمع "كالتقليل من شأن الفتيات والتمييز بين الرجل والمرأة"، وقلة الوعي بمفهوم المشاركة في العمل الاجتماعي التطوعي، وكذلك الإشكالية في قلة الإعلانات عن البرامج والنشاطات التطوعية التي تنفذها المؤسسات الحكومية والأهلية، ويضاف لها عدم السماح للفتيات للمشاركة في بعض البرامج وقصرها علي الشباب وقلة البرامج التدريبية الخاصة بمهارات العمل الميداني. وشددت الشهري على انه في الاونة الاخيرة وفي ظل جهود جمعية العمل التطوعي فان الصعوبات والعقبات بدأت تتلاشي والاهداف تتحقق وتبرز يوما بعد يوم في ظل الجمعية. وبمشيئة الله - تعالى - سيري العالم أجمع جيلا جديدا من المتطوعات والمتطوعين ذوي المهارات العالية بتشجيع ودعم من المجتمع والجمعيات المماثلة. وأشادت المتطوعة ساجدة المرزوق بدور التطوع الميداني وأن له تأثيرا واضحا ومردوده يؤثر على نفسية المتطوعة، خصوصا أنه - حسب رؤيتها - فعل راق لا منته يرتكز معناه في حب المجتمع على: التفاعل، والمشاركة والعطاء معتبرة أن الحرص على العمل الميداني ما هو إلا الثمرة الحقيقية للعطاء ومردوده الشعور بالمسؤولية والقدرة على صنع القرار . واعتبرت مشرفة فريق أيادي عطاء التطوعي سارة بشاوري أن أهم ركائز العمل التطوعي هو تواصل المجتمع وأفراده وملامسة حاجته والعمل الميداني وسيلة فعالة وهو من وسائل التواصل الاجتماعي الذي من خلاله تستطيع المتطوعة الاقتراب من المحتاجين وتلمس احتياجاتهم. وأكدت بشاوري أن العمل التطوعي الميداني النسائي ضروري للدراسات الاجتماعية كالعنف الأسري, فمشاركة المرأة التطوعية في مثل هذه الدراسات له دور كبير يضيف بعض الشفافية والمعاونة لكشف الحقيقة والاقتراب من ذوي الحاجة لحل هذه المشاكل، خاصة في ظل وجود بعض هذه المعوقات التي قد تواجه العمل التطوعي النسائي عند عدم رغبة ربات البيوت في التعاون خوفا من الافصاح عن احوالهن الاجتماعية واحتياجهن للمساعدة والعون. وطالبت بشاوري بان يكون العمل التطوعي الميداني النسائي مدعوماً من قبل المؤسسات الحكومية كوزارة الشؤون الاجتماعية ووزارة الاعلام ووزارة التعليم.