تحتفل دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة اليوم بذكرى يومها الوطني، وهو يوم إعلان الاتحاد بين الإمارات الست، قبل أن تلتحق بالاتحاد، لاحقاً، إمارة رأس الخيمة. ويوم الإمارات أصبح يمثل ذكرى عزيزة وفريدة ومميزة في ذاكرة كل خليجي وكل عربي، وليس في ذاكرة كل إماراتي فقط، لأن تجربة الإمارات فريدة في التخطيط والتنمية والعلاقات السياسية والتنمية الاقتصادية. واتسمت دولة الامارات في علاقاتها السياسية بالتعقل والموضوعية، حتى إنها في نزاعها مع طهران بشأن قضية احتلال إيران الجزر الاماراتية الثلاث انتهجت الامارات نهجاً سلمياً وطلبت تحويل القضية إلى محكمة العدل الدولية للنظر في هذه المسألة وحلها بأسلوب ودي وهادئ، بعيداً عن المزايدات، وطبول الحرب، لكن طهران التي من الواضح أنها لا تملك أية وثائق محققة ترفض الاقتراح وتماطل وترد بتصريحات عنترية واستعراضات عسكرية. وانفتحت الامارات على محيطيها الخليجي والعربي، فكانت سباقة في التعاون والتكامل والتكاتف والتعاضد من أجل النهوض في المنطقة والعالم العربي، وتقدم الامارات مساعدات مجزية للبلدان العربية المحتاجة والدول الفقيرة في العالم وتتكفل بمشروعات تنموية تقدم خدمات جليلة على المدى البعيد. وكانت الإمارات العربية ولا تزال داعماً مهماً ومؤثراً للقضايا العربية والإسلامية والإنسانية في الهيئات الدولية ومنظمات الأممالمتحدة. وللإمارات أياد بيضاء ومواقف مشهودة في دعم القضايا العربية مثل القضية الفلسطينية وأيضاً المساهمة في تعضيد الشعوب العربية، واتخذت أبوظبي خطوات مشرفة تجاه الثورة السورية، وأيضاً موقفاً حازماً بدعمها للإرادة المصرية وجيش مصر الأبي في العام الماضي حينما أصبحت مصر على مفترق طرق اما استعادة الوحدة الوطنية المصرية أو سقوط مصر في اتون الفوضى. وكان للمملكة ولدولة الإمارات موقف حاسم ومشهود في إسناد مصر وتعزيز قواها الوطنية ومنع انهيارها. والإمارات سباقة في إرساء علاقات خليجية أخوية قادرة على الصمود والحياة وبناء مستقبل زاهر. وكان الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، الرئيس الأول لدولة الامارات العربية المتحدة، يمثل نهجاً ساهم في ترطيب الأجواء العربية وإخماد الأزمات وتجاوز العقبات، وهو من القادة المؤسسين لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، الذي تحرص الإمارات حتى الآن على أن يستمر وتنمو إمكاناته ويعبد طريقه نحو مزيد من التعاون والتكامل وصولاً إلى الوحدة الكاملة بإذن الله. ودولة الإمارات عضو فعال ومشارك في جميع لجان مجلس التعاون وهيئاته بما فيها قوات درع الجزيرة، التي تمثل نواة لجيش خليجي مشترك يحمي الخليج ويسهر على أمن حدوده وسماواته.