التقنية الحديثة قربت البعيد وسهلت الصعب وأطلعتنا على كل ما هو جديد، فاختصرت لنا الكثير بمختلف أدواتها كالشبكة العنكبوتية والاجهزة المحمولة والمكتبية والفضائيات، كل تلك التقنيات لها قدر من المساوئ بقدر الايجابيات. الاختلاف يكمن في طريقة استخدامنا لهذه التقنية، فالبعض يستخدمها بشكل ايجابي كإنجاز اعماله المهنية والاطلاع على كل ما هو مفيد في مجاله والتواصل الجيد بشتى بقاع العالم، ولكن ما نراه اليوم هو الاستخدام السيئ لهذه التقنية من قبل بعض مستخدميها، فنراهم استخدموها بشكل خاطئ كتقليدهم للمشاهير في الفضائيات ومراقبة بعضهم وبث الشحناء بينهم والتخريب والفساد في الشبكة العنكبوتية. تطبيق الواتس آب بتحديثه الجديد وسوء استخدام بعض مستخدميه أوجد بعض الشحناء وسوء الظن بينهم بسبب "استلمت وشاهدت"، ولم ترد لماذا لا نستخدم هذا التطبيق من مبدأ حسن الظن وحرية الرد فنحن لا نعلم ماهية ظروف الشخص وقت قراءة رسالته. لقد أصبحت هذه التقنية تهدد المجتمع وتهدد علاقاته؛ بسبب سوء استخدامها، فقد تجتمع الاسرة في مكان واحد ولكن الصمت هو ما يسود المكان، فكل منهم ممسك بجواله او كمبيوتره او ريموت يقلب بين الفضائيات، دون ان يحدث تواصل بينهم، فكل منهم يتواصل بعالمه الخارجي دون ان يتوصل مع عالمه الداخلي افراد اسرته. لقد سلبت منا التقنية الشعور ببعض كأفراد أسرة وكأفراد مجتمع واحد، فأصبحنا نكتفي في الاعياد والمناسبات برسالة عبر تطبيقات هذه التقنية دون أدنى اتصال او زيارة. تقول ميرلين فيرجن: "قبل اختيار أدواتنا وتقنياتنا لا بد ان نختار أحلامنا وقيمنا؛ لان هناك تقنيات تساعدنا على تحقيقها وأخرى تجعلها مستحيلة المنال". ومما لا شك فيه ولا يمكن إنكاره ان لهذه التقنيات إيجابيات في شتى المجالات كالتعليم، فأصبحنا نتلقى التعليم في منازلنا عبر تقنية التعليم عن بعد، وفي الاقتصاد كإدارة الأسهم والشركات والربح عبرها. وفي الصحة عبر الاطلاع على آخر الدراسات في كشف الامراض وتطوير علاجها. وفي الاعلام المقروء والمسموع والمرئي في اطلاعنا على مستجدات الاخبار والتعرف على ثقافة البلدان الاخرى والكثير من الايجابيات عبر هذه التقنية الحديثة. كل ما نحتاجه هو كيفية تعاملنا مع هذه التقنية بتخصيص وقت لها ووعي تام بإيجابياتها وسلبياتها والرقابة الذاتية، كل تلك الحلول للحد من سوء استخدام هذه التقنية.