تباينت ردود الفعل على فشل المفاوضات بشأن الملف النووي الإيراني مادفع مسؤولين غربيين للسؤال عن جدوى تمديد المحادثات من جديد قائلين إن ليس ثمة ما يدعو إلى توقع أن يبدي الإيرانيون مزيدا من المرونة المطلوبة لإنهاء المأزق خلال الأسابيع والشهور القادمة. مشككين أيضا في رغبة القيادة الإيرانية في التوصل لتسوية. وبينما منحت المراوغة الإيرانية فرصة جديدة تمتد حتى يونيو المقبل وحصلت خلالها على رفع جزئي للعقوبات تحصل بموجبه على 700 مليون دولار شهريا قال ثلاثة اعضاء بارزين بمجلس الشيوخ الامريكي ان تمديد المفاوضات ينبغي ان يكون مصحوبا بزيادة في العقوبات على طهران مع شرط بأن يرسل أي اتفاق نهائي الى الكونجرس للموافقة عليه. واضاف الثلاثة -وهم جون مكين ولينزي جراهام وكيلي أيوت- في بيان ان "اتفاقا سيئا" مع ايران سيطلق سباقا على التسلح النووي في الشرق الاوسط. بوتين يصفه بالتقدم يأتي ذلك فيما أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حدوث "تقدم ملموس" في معالجة ازمة الملف النووي الايراني. وجاء هذا التأكيد خلال اتصال أجراه الرئيس بوتين مع نظيره الإيراني حسن روحاني في اعقاب الاعلان عن تمديد فترة المفاوضات بين ايران ومجموعة الدول الست في فيينا أول امس، الى يونيو المقبل. وقال المكتب الصحافي للرئاسة الروسية في بيان أمس: ان الجانبين شددا على ضرورة مواصلة التعاون البناء بهدف التوصل الى اتفاقيات نهائية حول البرنامج النووي الايراني واعداد الاتفاقيات الضرورية لذلك. واشار البيان الى ان الجانبين ناقشا كذلك سبل تعزيز التعاون الثنائي في المجالات الاساسية بما في ذلك تنفيذ مشاريع مشتركة. وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف شارك في مفاوضات اللحظة الاخيرة في فيينا واجرى مباحثات ثنائية مع نظرائه الامريكي والصيني والايراني. كيري يشيد بالجهود من جانبه أشاد وزير الخارجية الامريكي جون كيري ب"الجهود الجدية" التي بذلتها جميع الأطراف المشاركة في مفاوضات فيينا بما فيها إيران من اجل التوصل إلى حل للخلاف القائم بشأن الملف النووي الايراني. واعرب كيري في مؤتمر صحفي في ختام الجولة العاشرة للمفاوضات النووية عن شعوره بالرضا للاجواء الايجابية التي سادت الجولة الاخيرة مؤكدا "تحقيق تقدم حقيقي وحاسم". وبرر سبب تمديد مهلة الاتفاق الى يونيو المقبل ببروز جملة من التصورات والافكار الجديدة رغم اقراره بوجود خلافات كبيرة. وبعد ان اشار الى ان تمديد المفاوضات لا يعني ان المجموعة ستستمر في التفاوض إلى ما لا نهاية، ابدى ارتياحه لما قدمه الوفد الايراني بقيادة وزير الخارجية محمد جواد ظريف من استعداد للتوصل إلى حل شامل، مشيرا إلى أن الجميع يتفهم مدى التعقيدات التقنية المتصلة ببرنامج إيران النووي. واستعرض كيري في حديثه ما ورد في تقرير المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن إيران وما تحقق في جولات المفاوضات العشر من تقدم ملموس، مشيراً إلى أن الوضع قبل عام من بدء جولات المفاوضات وما تحقق فيما بعد يؤكد بشكل قوي مدى النجاح في كسر الجمود الحاصل بين الجانبين. وذكر كيري أن الرئيس الامريكي باراك أوباما اكد مرارا تمسكه بحل هذا الملف بالوسائل الدبلوماسية ومن خلال الحوار المتبادل بين الطرفين. 700 مليون دولار شهريا وحول العقوبات الدولية على ايران قال كيري: انه سيتم رفعها بشكل جزئي مشيرا الى الاتفاق على ان يتم بموجب ذلك تسليم ايران شهريا مبلغ 700 مليون دولار على مدى سبعة اشهر والتي تم بموجبها تمديد اتفاق جنيف المرحلي ولغاية موعد الجولة الحادية عشرة من المفاوضات النووية. وأكد ان الايام القليلة الماضية شهدت تحقيق تقدم ملموس وان الجانبين اتفقا على التمديد لمدة سبعة اشهر على ان يقوم خبراء مجموعة (5+1) بلقاء نظرائهم الايرانيين في شهر ديسمبر المقبل. وقال كيري "هدفنا ليس البحث عن حل سياسي بقدر ما نبحث على حل للمسائل التقنية المعقدة والتي تبقى السبب الرئيسي وراء عدم التوصل إلى اتفاق في فيينا". وأقر بأن المسألة لا تزال معقدة تقنيا وتحتاج الى مزيد من الوقت لافتا الى ان الولاياتالمتحدة وحلفاءها لا يبحثون عن اي اتفاق بأي ثمن بقدر ما تسعى الى التوصل الى اتفاق جيد وشامل ينهي الخلاف القائم بشأن الملف النووي الايراني مذكرا بما صرح به الرئيس اوباما في هذا الخصوص. وقال: انه ونتيجة لهذه الاسباب مجتمعة "اتفقنا على تمديد الاجل الى يوليو المقبل مع التخفيف نسبيا من العقوبات المفروضة على ايران". تقدم جوهري وفي نفس السياق، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف: "لقد حصل تقدم جوهري في المفاوضات مع ايران الا انه لم يكن من الممكن التوصل الى اتفاق نهائي بحلول الاجل المحدد ونأمل في التوصل الى اتفاق يعتمد على مبادئ اساسية خلال ثلاثة أو اربعة اشهر". اما وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند، فقال للصحافيين: انه "تم تمديد الأجل النهائي الذي كان من المفترض ان ينتهي في منتصف ليلة الاثنين، الى نهاية شهر يوليو، مع السماح بتخفيف العقوبات على ايران بحيث اصبح بمقدورها الحصول شهريا على مبلغ 700 مليون دولار". مشروع اتفاق وتسعى محادثات الخبراء من جانب ايران ومجموعة (5+1) التي قد تستمر الى شهر مارس المقبل الى تحضير مشروع اتفاق يرفع مع كل الوثائق والملحقات الى اجتماع الدول (5+1) مع ايران في بداية يونيو 2015 حيث سيعتمد هذا المشروع على اتفاق جنيف المرحلي الموقع في 24 نوفمبر 2013. فرنسا تصفها ب"الإيجابية" قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، أمس الثلاثاء: إن المحادثات بين إيران والقوى العالمية الست بشأن برنامج طهران النووي كانت "إيجابية" وأحرزت قدرا من التقدم في قضايا أساسية من بينها قدرة إيران على تخصيب اليورانيوم. وأضاف لراديو فرانس انتر "فيما يتعلق بكبح (قدرة إيران على التخصيب) أعتقد أنه كان هناك تحرك ما". وأشار إلى أن الدول الست وضعت تصورات لحلول تقنية بشأن مفاعل اراك الذي يعمل بالماء الثقيل وتخشى القوى الغربية أن يوفر لطهران كميات كبيرة من البلوتونيوم المستخدم في صنع القنابل إذا تم تشغيله دون تعديلات جوهرية. وقال الوزير الفرنسي إنه حدث تقدم أيضا في سبل التحقق من التزام ايران بما تتعهد به فور التوصل إلى اتفاق، مضيفا "ما لم يحل كل شيء فلن يحل أي شيء لكن النبرة كانت بناءة أكثر من المحادثات السابقة." ظريف واللمسات الأخيرة اعرب وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف والمسؤولة الاوروبية السابقة التي تتولى حاليا قيادة جولة المفاوضات نيابة عن مجموعة (5+1) مع ايران كاثرين أشتون عن قناعتهما بامكانية البناء على ما تحقق في فيينا بهدف التوصل الى حل شامل لملف ايران النووي. وأعلن ظريف واشتون في بيان مشترك في ختام الجولة العاشرة من المفاوضات بين ايران ومجموعة (5 +1) الليلة ماقبل الماضية عن اجتماع لهما سيعقد في ديسمبر المقبل. وقال المسؤولان في البيان: "لقد عقدنا عشر جولات من المفاوضات واجتماعات عديدة خلال الاشهر الماضية ووضعت بعض الافكار لكن نظرا لطبيعة التقنية لهذا الجهد والقرارات اللازمة مطلوب مزيد من العمل لتقييم ووضع اللمسات الاخيرة عليها حسب الاقتضاء". وجاء في البيان: "كنا نفضل وضع اللمسات الاخيرة على حل شامل هنا في فيينا لكننا نبقى على قناعة انه بناء على التقدم المحرز وعلى الافكار الجديدة التي يتعين الكشف عنها هناك مسار موثوق يمكن من خلاله التوصل الى حل شامل". وأكد البيان ان الجانبين اتفقا على مواصلة الجهود الدبلوماسية وتمديد فترة خطة العمل المشتركة للسماح لمزيد من المفاوضات حتى 30 يونيو القادم. واشار الى ان الجانبين يعتزمان البناء على الزخم الحالي من اجل استكمال هذه المفاوضات في اقرب وقت ممكن في غضون اربعة اشهر واذا لزم الامر استخدام الوقت المتبقي حتى نهاية يونيو لوضع اللمسات الاخيرة المتعلقة بالقضايا الفنية والصياغة. وشدد البيان على ان ايران ومجموعة (5+1) ستواصلان تنفيذ جميع التزاماتهما المثبتة في خطة العمل المشتركة بطريقة فعالة وفي الوقت المناسب وسيطلب من الوكالة الدولية للطاقة الذرية مواصلة رصد التدابير الطوعية في اطار خطة العمل المشتركة.