قالت الشركة الكندية المستحوذة على موقع سعودي لتعدين الذهب وصلت قيمته 28 مليار ريال، إن تكلفة بناء الهيكل الأساسي للمشروع الواقع في جبل صايد في محافظة مهد الذهب بلغت 400 مليون دولار. وأوضحت ل»الشرق» مصادر الشركة أن أعمال الإنتاج متوقفة حتى الآن لسببين هما تحقيق وزارة البترول والثروة المعدنية حول هويات مالكي الشركة، ومنع الإنتاج من قبل الجهات الحكومية ممثلة في الأمن الصناعي، نتيجة سوء تخزين المتفجرات المستخدمة في التنقيب والاستخراج ومخالفة الشركة لقواعد الأمن والسلامة، وهو ما أدى إلى تأخر تنفيذ المشروع. وأكدت المصادر ذاتها، أن الشركة أكملت هذه الاشتراطات الشهر الماضي وتستعد للإنتاج الفعلي ابتداء من منتصف العام المقبل 2013م. وأبانت أن الجهود الحالية للشركة تركز على استكمال اللمسات الأخيرة وإجراء الاختبارات التي تسبق التشغيل الفعلي للمنجم، كاشفة عن أنه تم التنقيب عن حوالى 320 ألف طن من المواد الخام تحت الأرض حتى منتصف العام الجاري، وهو ما أنتج حوالى 17.2 مليون رطل من النحاس. وحول إيقاف الإنتاج بقرار من وزارة البترول والثروة المعدنية حتى إشعار آخر، أفادت المصادر أنه في حال الانتهاء من التحقيقات سيتم الإنتاج الفعلي الذي يتوقع أن يتجاوز 130 مليون رطل من النحاس سنوياً، بقيمة 221 مليون دولار سنويا، مايعادل 829 مليون ريال، مؤكدة أن الإنتاج سيبقى مخزونا حتى استلام المشروع لرخصة شحن المنتج. من جهتها، ذكر تقرير هيئة المساحة الجيولوجية وحصلت «الشرق» على نسخة منه، أنه تمت دراسة عديد من الموجودات المعدنية لخامات النحاس في جبل صايد والذي خضع لدراسات تفصيلية بواسطة وكالة وزارة البترول للثروة المعدنية وعدد من البعثات الجيولوجية التي تعاقدت مع الوزارة، وعدد من الشركات الخاصة التي منحت لها رخص للكشف، وأظهرت احتياطيات ضخمة من خامات النحاس. وأشارت الهيئة إلى أن جبل صايد أحد أهم مناجم النحاس المكتشفة في المملكة، وهو منجم تحت سطحي يحتوي على احتياطي مؤكد يصل إلى 99 مليون طن من خام النحاس بنسبة 2.68% من فلز النحاس، مؤكدة على إمكانية عمل نظام منجم مثل مهد الذهب. وأوضحت أن المكمن يحمل نسبة مختلفة من الفلزات النفيسة يتم نقلها إلى شاطئ ساحل البحر الأحمر في ينبع أو جدة، للتصدير إلى أوروبا والهند ودول شرق آسيا. وقالت الهيئة إن الاحتياطي المؤكد هو 24.4 مليون طن، بنسبة 2.3% نحاس، 0.3 جرام في الطن ذهب، 10 جرامات في الطن فضة، وأن المعادن النفيسة يتم إنتاجها على مدى عمر المنجم ويقدر إنتاجها بنحو 146.257 أونصة من الذهب، و5.846.732 أونصة من الفضة. وكانت شركة باريك جولد كورب الكندية – أكبر شركة للتنقيب عن الذهب في العالم – المستثمر الحالي للمنجم، قد استحوذت على شركة أكوينوكس الأسترالية للمعادن الحاصلة على رخصة التنقيب عن النحاس في جبل صايد العام الماضي.