قبل عدة أيام كنت أشاهد أحد البرامج الصباحية, وفي رأيي كانت أقل سخافة من مثيلاتها في المساء والتي غالبا ما تكون تلك المسائية عن موضوع هامشي لهوامش حياتنا, كأن يكون الموضوع عن الغيرة فهل انت غيور أم لا، أو عن العصبية هل انت تتعصب بسرعة أم لا، أو كيف تختار عطرك المفضل أو هل تمسك يد زوجتك في المجمع التجاري أم لا وهكذا مما لا يغني ولا يسمن من عقل. عودا على بدء لموضوعنا كان ذلك البرنامج نوعا ما جيدا جاء بفقرات صحية وحرفية ومهارية، فمرة استضاف طبيبا مختصا في التغذية وكان يتكلم تحديدا عن «الكرش» لدى الرجال، وقبل أن أدخل في الموضوع وقبل أن يدلي بدلوه وحتى لا يصطادني احد ما في الماء العكر، أحب أن أوضح أني ولله الحمد والفضل والمنة لست من أهل الكروش نهائيا ولكن الموضوع جذب انتباهي وفضولي على غير العادة. المهم، قالت المذيعة لأخصائي التغذية كيف يستطيع الرجل أن يحدد هل لديه كرش أم لا؟ يعني هل يلزم أن يكون الكرش واضحا وظاهرا تماما حتى نطلق عليه لقب «أبو كرشة»؟، فأجاب وقال إن الكرش يختلف من شخص لآخر وحتى نطلق عليه ذلك المسمى «البغيض» فهناك عملية بسيطة تحدد هل هو من أرباب الكروش أم لا، وهي سهلة جدا، مجرد أن يقف بشكل عمودي ودون أي انحناء ثم ينزل رأسه فقط دون أكتافه أو ظهره فإن استطاع أن يرى أصابع قدميه فهو ليس من أهل الكروش وإن لم يستطع وحجبت كرشته عنه الرؤية فهو أبو كرش. هنا منحت نفسي بعض الدقائق للضحك ثم اخذت أفكر بالموضوع وقلت إننا نحن كخليجيين وسعوديين تحديدا في كل يوم تقريبا لدينا معركة أو معركتان بيننا وبين الأرز، وتعلمون تماما أن الأرز ومشتقاته كالسليق هو أحد الأسباب الرئيسية الكافية لإطلاق لقب «أبو كرشة» عليك، وبما أن أنواع الأرز وتعدد طرق طبخه مختلفة وكثيرة فعلميا ومنطقيا ومن وجهة نظري أن منتوجه من الكروش أيضا مختلفة ومتنوعة ومتعددة، فالمخرجات في كل شيء تعتمد على المدخلات، فهناك كرشة كبيرة مسطحة نوعا ما وهناك كرشة صغيرة مكورة وبالتالي قد يستطع أحد ما أن يطبق الاختبار آنف الذكر ويشاهد أطراف أصابعه ويظن انه ليس أبا للكرشة إلا أنه أبوها وجدها أيضا. سألت أكثر من شخص عن أنواع الكرشة وكثير منهم حددها لي حسب شخصية الرجل وملاءته المالية فكلما صغرت وتكورت زادت معها أرصدة صاحبها المالية وكل ما كبرت وتسطحت قلت تلك الأرصدة. فعلا نحن شعب استثنائي حتى في تصنيف كروشنا ودلالاتها. الغريب أن هذا الأخصائي بادر للمذيعة بسؤال لم يخطر على البال فقال لها هل الرجل صاحب الكرشة يجذب المرأة؟ فقالت نعم!! على ان تكون صغيرة ليست كبيرة ومتكورة وليست مسطحة فتأكدت أن «كيدهن عظيم»، العجيب والغريب أيضا أنه حين انتهى الطبيب وقف ليخرج فكان من أصحاب «الكروش» فأدركت أنه كالكثيرين غيره «باب النجار مخلوع» فكم من طبيب للباطنية والصدر يعشق السيجارة كفانا الله وإياكم شرها، وأيضا قبل أن أنسى، كثير من النجارين عندهم «كروش» بإذن الله ألقاكم السبت المقبل في أمان الله. * ماجستير إدارة أعمال- جامعة الملك فهد للبترول والمعادن