أوضحت دراسة حديثة ان «مستوى الراحة والكفاءة المستخدمة للطاقة في المنزل يعتمد على العزل الحراري اكثر من أي عامل اخر، فبدون عزل حراري كاف ستكون العديد من المهام الموصى بها والخاصة بتقليل احمال التدفئة والتكييف قليلة الفائدة». وأكدت الدراسة التي أجراها باحثان امريكيان وتنشرها مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية ضمن اصداراتها، انه عند زيادة العزل الحراري للمنزل فإن معدلات التدفئة والتكييف ستعمل لفترات اقل من ذي قبل، وتكون فواتير الطاقة الخاصة بالمستهلك اقل. وقالت الدراسة للباحثين جون كريغر وكريس دورسي، المتخصصان في الطاقة «ينظر الى العزل الحراري للجدران والاسقف للعديد من المنازل على انه افضل الاستثمارات من حيث توفير الطاقة، في المناخات الحارة، ويكتسب العزل الحراري للأسقف اهمية خاصة بسبب الارتفاع الكبير في درجات الحرارة الذي تشهده الاسقف في فصل الصيف، وكلما زاد الفرق في درجة الحرارة بين الخارج والداخل ازدادت الحاجة الى العزل الحراري الفعال، فإذا كنت تعيش في مناخ حار صيفا فمن المهم مضاعفة العزل الحراري لتقليل تدفق الحرارة الى المنزل». وأشارت الدراسة الى ان معظم المنازل عموما تحظى بالقليل جدا من العزل الحراري ويرجع ذلك الى تدني اسعار الطاقة على مدى سنوات طويلة، الامر الذي أدى الى اهمال جانب توفير الطاقة في «اكواد» البناء. وأوصى الباحثان بالاستثمار في تركيب العزل الحراري، وقالا «نحن نوصي بأن تستثمر بسخاء في تحسين العزل الحراري لمنزلك.. ان اختيارك نظام العزل الحراري سيحدد الى حد كبير كفاءة ومتانة منزلك، كما نوصي بأن تحرص على تركيب اكبر كمية ممكنة من العزل الحراري في جدران وسقف وأرضيات المنزل، حيث لا توجد طريقة أفضل لتقليل تكاليف فواتير الطاقة من ابطاء حركة وانتقال الحرارة خلال منزلك»، مؤكدين ان «التحسينات على العزل الحراري في منزلك تعد استثمارات ممتازة حيث ستخفض تكاليف الطاقة على المدى البعيد ما دمت مالكا للمنزل». وبينت الدراسة «ان المواد العازلة المصنوعة من الالياف الزجاجية والسليولوز ليست مكلفة وهي نسبيا غير سامة وسهلة التركيب». يذكر ان المملكة تعمل حاليا على معالجة واقع افتقار أكثر من 70% من المباني السكنية القائمة إلى العزل الحراري، وما أدى إليه هذا الواقع من زيادة استهلاك الطاقة المستخدمة في أجهزة التبريد بنحو (250) مليون برميل مكافئ تقريباً خلال السنوات الخمس الماضية. ونظراً لمساهمة العزل الحراري في خفض استهلاك الطاقة في المباني بنسبةٍ تتراوح بين 30-40%، فقد عَمِل البرنامج على تسريع تنفيذ الأمر السامي، الصادر في عام 1431ه، بتطبيق العزل الحراري بشكلٍ إلزامي على جميع المباني الجديدة، عبر تحديث المواصفات القياسية لمواد العزل الحراري، وتحديد قيم معامل الانتقال الحراري للمباني ومراقبة تنفيذهما. كما يعمل المركز السعودي لكفاءة الطاقة على برامج وحملات توعوية نظرا لأهمية توعية المستهلك ببرامج ترشيد ورفع كفاءة استهلاك الطاقة، من أجل تغيير العديد من المفاهيم والسلوكيات لديه. ولما لهذه التوعية من دور رئيس في إنجاح تلك البرامج، وكونها من أهم العوامل المُمَكّنة لتنفيذ برامج كفاءة الطاقة وتحقيق أهدافها، وقد أطلق المركز لهذا الغرض حملة توعوية، لمدة أربعة أسابيع، لتعريف المستهلك، والمكاتب الهندسية، والمقاولين، والمطورين العقاريين، وكل من يرغب في بناء مبنى جديد، بأهمية العزل الحراري في المباني وفوائده. كما تم تنظيم منتدى ومعرض العزل الحراري في المباني الشهر الماضي في الرياض، ضمن مناشط هذه الحملة الموسعة، وتعقد خلال الشهرين الحالي العديد من ورش العمل، تغطي نشاطاتها جميع مدن المملكة التي تم فيها تطبيق العزل الحراري، لتوعية المكاتب الهندسية والمطورين والمقاولين والمسؤولين في قطاعات الإنشاء والتعمير، بدورهم الحيوي في تطبيق إلزامية العزل الحراري في المباني، وتعقد هذه الورش بالشراكة مع كلٍ من وزارة الشؤون البلدية والقروية والجهات التابعة لها، والهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة، والمركز السعودي لكفاءة الطاقة، والشركة السعودية للكهرباء، ومجلس الغرف السعودية، والغرف التجارية الصناعية في المدن التي سيُنفذ فيها العزل الحراري كمرحلة أولى.