تبدأ غدا أعمال أول منتدى ومعرض من نوعه في المملكة عن العزل الحراري في المباني، والذي يقام في مركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض، بهدف إبراز الجهود والمهام التي نفذها البرنامج السعودي لكفاءة الطاقة خلال الفترة الماضية، ضمن منظومة حكومية تهدف إلى تفعيل تطبيق متطلبات العزل الحراري للمباني السكنية في 23 مدينة رئيسية في المملكة كمرحلةٍ أولى تمهيداً لتطبيقه على كافة مدن المملكة في فترة لاحقة. ويتناول منتدى ومعرض تطبيق العزل الحراري الذي يستمر لمدة يومين ثلاثة محاور رئيسية، تتمحور حول التعريف بجهود وأدوار الجهات المختصة في الالتزام بتطبيق العزل الحراري على جميع المباني الجديدة، بالإضافة الى أوراق عمل متنوعة حول تطبيق العزل الحراري في المملكة. ويعرض المنتدى المشاريع الريادية المحلية للعزل الحراري لعدة جهات من بينها وزارة الاسكان والهيئة الملكية للجبيل وينبع وشركة ارامكو السعودية وشركة سابك، وعرضا مقدما من بحوث المياه والكهرباء والانظمة الحاسوبية لتطبيق العزل الحراري، واستعراضا لبعض التجارب الدولية في مجال العزل الحراري للمباني. وتشير التقديرات الرسمية إلى ان قطاع المباني يستهلك أكثر من 80% من إجمالي الطاقة الكهربائية المُنتَجة في المملكة، وأن 70% من المباني في المملكة غير معزولة حرارياً. وتدعم شركة أرامكو السعودية وشركة سابك والشركة السعودية للكهرباء منتدى ومعرض العزل الحراري، حيث حصلت على الرعاية البلاتينية للمنتدى. ويتناول منتدى ومعرض تطبيق العزل الحراري نبذة عن البرنامج السعودي لكفاءة الطاقة ومبادرة فريق المباني في البرنامج، ونبذة عن لائحة العزل ومواصفات العزل الحراري، وآلية تطبيق العزل الحراري، وآلية محاسبة المكاتب الهندسية المخالفة، وحملة التوعية للعزل الحراري التي انطلقت أمس. كما يصاحب المنتدى معرض متخصص في مجال العزل الحراري يضم 35 جناحاً يجمع الجهات الحكومية المعنية بتطبيق العزل الحراري وعددا من الجهات الأخرى التي لها جهود في هذا المجال، وكذلك الشركات المصنعة والموردة لمواد العزل الحراري في المملكة. ويرعى المنتدى الأمير الدكتور منصور بن متعب بن عبدالعزيز، وزير الشؤون البلدية والقروية، ويحضره المهندس عبدالله الحصين وزير المياه والكهرباء، والدكتور شويش الضويحي وزير الإسكان، والدكتور توفيق الربيعة وزير التجارة والصناعة. كما يحضر المنتدى عدد من أمناء المناطق ووكلائهم، وشركات كبرى كأرامكو السعودية، وشركة سابك، والشركة السعودية للكهرباء، وعدد كبير من المسؤولين المختصين والمهتمين في قطاع المباني بالجهات الحكومية، والمكاتب الهندسية، والمطورين العقاريين، والمقاولين، وموردي مواد العزل الحراري للمباني. وينظم فعاليات المنتدى المركز السعودي لكفاءة الطاقة بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية بالتعاون مع عدد من الجهات الحكومية وهي وزارة الشؤون البلدية والقروية، ووزارة المياه والكهرباء، ووزارة التجارة والصناعة، والهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة، والهيئة السعودية للمهندسين، والشركة السعودية للكهرباء، ومجلس الغرف السعودية، والغرفة التجارية الصناعية في الرياض. وتعمل الجهات المعنية في السعودية على تطبيق العزل الحراري على المباني الجديدة بوصفه يسهم في تخفيض الهدر في استهلاك الطاقة الكهربائية في قطاع المباني بشكل كبير، حيث يؤكد المختصون على العديد من الفوائد الجمة للعزل الحراري التي يلمسها مستخدم المبنى، أبرزها المحافظة على درجة حرارة معتدلة لمدة طويلة داخل المبنى مما يؤدي إلى تقليل فترات تشغيل أجهزة التكييف أو التدفئة لفترات زمنية طويلة، وهو ما ينعكس أثره على قيمة الاستهلاك في فاتورة الكهرباء للمبنى، من خلال خفض استهلاك المكيفات للكهرباء بحوالي30% إلى 40%، وكذلك توفير راحة حرارية أفضل لمستخدم المبنى. وسيعقب المنتدى عقد ورش عمل تستهدف المكاتب الهندسية في المملكة، حيث تتنقل في 18 مدينة رئيسية على مدى شهرين، ويتم خلال ورش العمل تقديم عرض مفصل عن تطبيق العزل الحراري الإلزامي على المباني السكنية وأدوار الجهات ذات العلاقة، والإجابة عن كافة أسئلة واستفسارات الحضور من المكاتب الهندسية التي ستضطلع بدور مهم وحيوي في هذا الجانب، وكذلك التعريف بمسؤولياتها في التطبيق الإلزامي للعزل الحراري في المباني الجديدة. وتواصل الجهات الحكومية المختصة العمل على تطبيق وتنفيذ آليات العزل الحراري على جميع المباني في المملكة وعلى وجه الخصوص المباني السكنية، وذلك نظراً لتأثيره الكبير في خفض استهلاك الطاقة الكهربائية في المنازل جراء استخدام أجهزة التكييف المتواصل في فترة الصيف، فضلاً عن أجهزة التدفئة في فترة الشتاء بشكل كبير. ويعمل المختصون ضمن منظومة متجانسة من خلال برنامج وطني لكفاءة الطاقة يعمل على إعداده المركز السعودي لكفاءة الطاقة، حيث يكثف المركز جهوده بالتعاون مع وزارة الشؤون البلدية والقروية، والهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة، والشركة السعودية للكهرباء، من أجل تطبيق العزل الحراري الإلزامي على المباني السكنية. وتستحوذ المدن الرئيسية في السعودية على نحو 90 في المائة من استهلاك المباني للطاقة الكهربائية وتشمل هذه المدن (الرياض، والخرج، ومكة المكرمة، وجدة، والطائف، والمدينة المنورة، وينبع، والظهران، والخبر، والدمام، والقطيف، والأحساء، وحفر الباطن، وبريدة، وعنيزة، وحائل، وسكاكا، وعرعر، وتبوك، وأبها، وخميس مشيط، وجازان، والباحة). وكنتيجة لعمل الفريق قامت وزارة الشؤون البلدية والقروية مؤخراً بتوجيه الأمانات والبلديات نحو الالتزام بتعليمات ترشيد استهلاك الطاقة بصفة عامة، ومراعاة ذلك عند مراجعة المخططات المعمارية للمباني؛ إنفاذا للأمر السامي القاضي باستخدام العزل الحراري في مباني ومرافق الدولة والمباني الاستثمارية والسكنية. ويسعى المركز السعودي لكفاءة الطاقة بالتعاون مع الشركة السعودية للكهرباء لتطبيق آلية تنفيذ العزل الحراري على أرض الواقع، حيث تعتمد الآلية في الحصول على المعلومات المكتملة عن رخص البناء الصادرة من وزارة الشؤون البلدية والقروية، التي يتم إرسالها إلكترونياً من الأمانات والبلديات لشركة الكهرباء، وتقوم الشركة بعدها بإرسال رسالة نصية إلى هاتف صاحب الرخصة، لتحديد موعد زيارة فريق العزل في الشركة للتأكد من تركيب العازل في الجدران، ويتكرر الأمر نفسه بعد تركيب عزل الأسقف وزجاج النوافذ. وبعد اجتياز صاحب المبنى مراحل الكشف على العزل بنجاح، تقوم شركة الكهرباء بإرسال شهادة بذلك إلى البلدية المعنية، التي تقوم بدورها بإعطاء شهادة إتمام البناء لصاحب الرخصة، وفي حال مخالفة المالك شروط وقيم العزل فلن تقوم الشركة بإيصال التيار الكهربائي للمنزل، كما تطال العقوبات المكاتب الهندسية غير الملتزمة بشروط تصاميم المباني باستخدام العزل الحراري. من جانبها عملت الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة بالتعاون مع المركز السعودي لكفاءة الطاقة على إصدار وتحديث مواصفات قياسية خاصة بمنتجات العزل الحراري، واعتماد مواصفات جديدة لتطبق كلوائح فنية إلزامية في جميع منتجات العزل الحراري المحلية والمستوردة. وفي هذا الصدد تعكف الهيئة حالياً على إنشاء مختبر مرجعي لمواد العزل الحراري، وأنظمة البناء المتكاملة، كالجدران والنوافذ والأبواب الخارجية، يضم أحدث أجهزة الاختبار، وأفضل الكوادر الفنية المتخصصة؛ لحماية المستهلك والسوق المحلية من منتجات العزل غير المطابقة للمواصفات. ويرجع المختصون أهمية العزل الحراري في المباني إلى الفوائد الجمة التي يلمسها المستهلك، حيث يسهم في المحافظة على درجة حرارة معتدلة لمدة طويلة داخل المبنى، ما يؤدي إلى تقليل تشغيل أجهزة التكييف أو التدفئة لفترات زمنية طويلة، وهو ما ينعكس أثره على قيمة الاستهلاك في فاتورة الكهرباء. كما أن تطبيق العزل الحراري يسمح باستخدام أجهزة تكييف ذات قدرات صغيرة، وبالتالي خفض تكاليف شراء الأجهزة المستخدمة، ويحافظ على الأثاث من التلف سريعاً، فضلاً عن تقليل الفقد الحراري الى أدنى مستوى، إلى جانب التقليل من التكاليف العالية للتشغيل والصيانة. وبينت الدراسات الحديثة الصادرة عن متخصصين في كفاءة الطاقة أن التكاليف الاضافية لعزل الجدران والأسقف والأرضيات للمبنى الجديد لا تتجاوز 3-5% من الكلفة الأساسية لإنشائه، كما أن التكاليف الاضافية لاستعمال النوافذ المزدوجة لا تتجاوز 1% من الكلفة الأساسية لإنشاء المبنى.