حذرت السلطات الأوكرانية من أن الانفصاليين الموالين لروسيا والقوات الروسية يعدون لهجوم شرق البلاد، وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين: إنه مقتنع بأنه لابد وأن يكون من الممكن إيجاد سبيل لحل الأزمة في أوكرانيا، ولكنه أضاف: إنه يشعر بقلق من خطر حدوث تطهير عرقي، فيما حذرت المستشارة الألمانية من اندلاع حريق شامل جراء الأزمة الأوكرانية، وسعى الاتحاد الأوروبي إلى إيجاد استراتيجية لإنقاذ وقف إطلاق نار يحتضر في شرق أوكرانيا من خلال انتهاج موقف حازم بفرض عقوبات على موسكو، لكن أيضاً بمد اليد إلى الرئيس فلاديمير بوتين لتهدئة الوضع، وأعلن الرئيس الأوكراني بترو بوروشنكو استعداده ل"سيناريو حرب شاملة" فيما أكد الجيش أن المتمردين والقوات الروسية "يتحضرون لهجوم". نازية جديدة ودافع بوتين في مقابلة مع شبكة ايه.أر.دي التلفزيونية الألمانية، استمرت 30 دقيقة، عن ضم روسيا لشبه جزيرة القرم. وقال بوتين بعد انتقاد الحكومة الأوكرانية لاستخدامها القوة بدلاً من الحوار أمام خصومها في شرق البلاد لإثارة هذه الأزمة"هل يمكن إيجاد سبيل للخروج من هذا الموقف؟ نعم أنا مقتنع بأن هناك سبيلاً. "أقول بصراحة..إننا قلقون جداً من احتمال ظهور الرغبة في استخدام التطهير العرقي.إننا خائفون من حدوث توجه نحو النازية الجديدة. هناك أشخاص يضعون الصليب المعقوف على أكمام قمصانهم وقوات مسلحة على خوذاتها رموز إس إس (وهو أحد رموز النازية الجديدة)..هذا هو السبب في تخوفنا من وجود توجه في هذا الاتجاه. تكون كارثة للشعب في أوكرانيا." ضم القرم شرعي وقال بوتين: إن ضم القرم شرعي بموجب القانون الدولي وإجراء ديمقراطي، لأن كلا من البرلمان والشعب صوّت لصالح ذلك في استفتاء. وقال: إنه تم نشر القوات الروسية للحيلولة دون إراقة الدماء، وأضاف: إنه فوجئ برد الفعل في الغرب. وقال بوتين: "نرى أن رد الفعل لم يكن متناسباً تماماً مع ماحدث. "إنني مقتنع تماماً بأن روسيا لم تخرق القانون الدولي بأي شكل." وقال بوتين، الذي يوجد كثيرون يؤيدون موقفه في المنطقة الشرقية الشيوعية سابقا في ألمانيا: إنه والمستشارة انجيلا ميركل يعملان لتهدئة الوضع في أوكرانيا. وقال:"من مصلحتنا ..وسنبحث عن حل مشترك وإطار سياسي مشترك. "إننا مستعدون لذلك، ولكنه لن ينجح إلا بشكل مشترك." وسئل بوتين عما إذا كان قد ارتكب أي أخطاء؟ . وقال"استمع..الخطأ وارد دائما ..في التجارة وفي الحياة الخاصة. "الجميع يرتكب أخطاء. لكن المهم الرد في وقت مناسب وتحليل وتفهم أنه كان خطأ ثم تغيير السلوك بعد ذلك. وعدم البقاء في مأزق ولكن العمل نحو إيجاد حل. هجوم قريب وأعلنت السلطات الأوكرانية، أن الانفصاليين الموالين لروسيا والقوات الروسية يعدون لهجوم بالرغم من الهدوء النسبي على الأرض. وقال المتحدث العسكري الأوكراني اندريي ليسينكو خلال لقاء مع الصحافيين: "هناك إشارات مفادها، أن المتمردين والقوات الروسية يستعدون لشن هجوم" ولكنه لم يعط المزيد من الإيضاحات. وأشار مع ذلك إلى أن القصف المدفعي كان أقل حدة من الأيام الماضية. وأضاف: إن ستة جنود جرحوا خلال الساعات ال24 الماضية. وأعلنت كييف منذ أكثر من أسبوع عن دخول دبابات وقوات روسية إلى شرق أوكرانيا، وهو أمر أكده الحلف الأطلسي، ولكن نفته موسكو. وإذا كانت الأسرة الدولية تتخوف من شن هجوم عسكري واسع النطاق، فإن خبراء دوليين اعتبروا في اتصال أجرته معهم وكالة فرانس برس، أنه بعيد الاحتمال مع اقتراب الشتاء. ومن جهة أخرى، أعلن ليسينكو أن قافلة إنسانية روسية جديدة مؤلفة من 74 شاحنة وصلت، الأحد، إلى شرق أوكرانيا، منتهكة بذلك "كل مطالب الأسرة الدولية حيال تحرك المساعدات الإنسانية". تحذير ألماني من جهتها، حذرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، من اندلاع حريق شامل جراء الأزمة الأوكرانية. ووجهت ميركل خلال زيارتها لمدينة سيدني الأسترالية انتقادات حادة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي التقت به في اجتماع مغلق على هامش قمة العشرين في بريسبان. وفي إشارة إلى القصف المحتمل لطائرة الركاب الماليزية من طراز "إم إتش 17" فوق أوكرانيا، قالت ميركل: "الأزمة الأوكرانية ليست شأناً إقليمياً على الإطلاق. لا، فنحن نرى في هذا المثال أنها تصيبنا جميعاً". وذكرت ميركل أن هذه الأزمة تشكل مخاطر خاصة بالنسبة لجورجيا ومولدوفيا وصربيا. وقالت ميركل أمام مئات المستمعين في معهد لوي للسياسة الدولية المرموق في أستراليا: إن روسيا لا تزال تعتبر أوكرانيا منطقة نفوذ لها وتضرب القانون الدولي بعرض الحائط. وأضافت ميركل: "هذا يشكك بوجه عام في النظام السلمي الأوروبي عقب ويلات حربين عالميتين ونهاية الحرب الباردة، وهذا الأمر يجد استمرارية في النفوذ الروسي لزعزعة استقرار شرق أوكرانيا". وذكرت ميركل أنها لا تريد إحياء لعصر ألمانياالشرقية عندما كان من غير الممكن إحداث أي تحرك بدون موافقة موسكو، موضحة أن هذا لا يتفق مع القيم الغربية، وقالت: "الأمر لا يدور فقط حول أوكرانيا، فهو يدور أيضا حول مولدوفيا وجورجيا، وإذا استمر الوضع على ذلك الحال فإنه سيتطرق أيضاً إلى صربيا ودول البلقان الغربية". واتهمت ميركل بوتين برفض حل النزاع باحترام متبادل ووسائل ديمقراطية قائمة على مبادئ دولة القانون، مضيفة أنه يعول على قانون الأقوى المزعوم وينتهك قوة القانون. وفي المقابل أكدت ميركل أن الاتحاد الأوروبي لن يدخر وسعا في التوصل لحل دبلوماسي مع روسيا.