أوضح رئيس قسم صحة البيئة بجامعة الدمام الدكتور على السبيعي في تصريح خاص ل"اليوم" أنه وجد خلال دراسته لبعض السلوكيات التي تتعلق بسلامة الغذاء لدى طلاب المرحلة الثانوية بالمنطقة الشرقية، نقصا كبيرا لديهم في المعلومات الصحية التي تتعلق بالغذاء السليم بنسبة تصل إلى 47%، كما أن 90% من الطلاب أجمعوا على حاجتهم لتثقيف صحي، مبينا أن هذا الأمر يعد كارثيا، خاصة وأن أعمارهم تتراوح بين 15 إلى 17 سنة، وأن نقص المعلومات لديهم حول معرفة الغذاء الصحي سيلازمهم بقية مراحل عمرهم المختلفة، لأن هذه السلوكيات تبنى من الصغر وتترسخ مع الوقت. جاء ذلك عقب افتتاح فعاليات الندوة العلمية الرابعة أمس تحت عنوان "الملوثات البيئية وسلامة الغذاء"، وذلك في مبنى المؤتمرات الرئيسي بجامعة الدمام، بحضور وكيل الجامعة للشؤون الأكاديمية الدكتور باسل الشيخ، وعدد من المختصين والطلاب وطالبات قسم صحة البيئة بالجامعة، وكذلك الجهات المشاركة. وذكر السبيعي أن هذه الندوة تأتي ضمن برامج عديدة يقوم بها قسم العلوم الصحية بكلية العلوم الصحية التطبيقية بجامعة الدمام، والتي تهتم برفع مستوى الوعي الصحي فيما يخص البيئة ونواحيها من سلامة الغذاء أو السلامة المرورية أو السلامة البيولوجية في المعامل والمختبرات وكذلك في أمور السلامة العامة، ويعتبر قسم صحة البيئة من الأقسام الرائدة في الجامعات السعودية؛ حيث إنه أول قسم مسؤول عن تأهيل كوادر وطنية في صحة البيئة والصحة العامة. وأفاد بأن ندوة أمس كانت عن الملوثات البيئية وسلامة الغذاء، وشارك بها العديد من القطاعات الصناعية والصحية والوزارت المختلفة، بالإضافة إلى الأكاديميين، وكان الهدف منها رفع الوعي والتفاعل بين المهتمين في مجال سلامة الغذاء من قطاعات المجتمع، حيث حضر اللقاء أكثر من 200 مشارك ومشاركة، واشتملت الندوة على 3 جلسات، وكل جلسة لا تقل عن 4 محاضرات متنوعة الطرح. وقال رئيس قسم صحة البيئة وكيل كلية العلوم الطبية التطبيقية لشؤون التدريب ورئيس اللجنة المنظمة: ان هذا الملتقى يُعنى بسلامة الغذاء من خلال حمايته من التلوث بصوره المختلفة ك "الكيميائية والفيزيائية والاشعاعية" خلال مراحل الإنتاج والتصنيع حتى وصوله الى مائدة الطعام، ويترتب على ذلك حماية المستهلك من الاصابة بالأمراض المنقولة من الغذاء او الاصابة بالتسمم الغذائي بمختلف انواعه. وفي الندوة، ذكر عميد كلية العلوم الطبية التطبيقية بالجامعة الدكتور علي الشامي أن جامعة الدمام متمثلة بكلية العلوم الطبية التطبيقية حريصة على اقامة العديد من الفعاليات والندوات العلمية وورش العمل، انطلاقاً من مسؤوليتها المجتمعية ودورها فى تعزيز الثقافة الصحية، ومن بين تلك الفعاليات الندوة العلمية التى ينظمها قسم صحة البيئة، والتى تتناول القضايا الصحية المعاصرة، ومنها سلامة الغذاء واثره على صحة الانسان. وأشار إلى أن حال المقاصف المدرسية يتفاوت، فبعض المدارس تُصنع الوجبات داخل المدارس، كالساندويتشات، وبعض المدارس تأتي بأطعمة جاهزة مثل الفطائر المغلفة، وبالنظر إلى وضع المدارس السيئ من ناحية البنية التحتية ومن ناحية أمور السلامة العامة مثل أمور السلامة في مجال الحرائق ومجال التمديدات الكهربائية والتوصيلات الكهربائية، بالإضافة إلى عدد الطلاب المهول داخل الفصول والتهوية السيئة والبيئة غير المحفزة للتعليم أو المعززة للصحة، فمن باب أولى أن يكون وضع المقاصف أسوأ. وقال: إن أبرز الملوثات تقسم إلى 3 أنواع، منها الملوثات البيولوجية أو الحيوية، وهي الأكثر انتشارا، كالبكتيريا وبعض الفيروسات وبعض الفطريات وغيرها، وملوثات كيميائية، مثل مساحيق التنظيف وبعض مكونات العناصر الكيميائية والملوثات الفيزيائية مثل بعض الادوات التي تنقل المرض وتتكاثر حولها الفيروسات، أو هي من أساس بيئتها سمية، وهناك ملوثات إشعاعية وتدخل ضمن الملوثات الفيزيائية. وتضمن الملتقى مناقشة عدة محاور من بينها: أهمية سلامة الغذاء للفرد والمجتمع، التلوث الميكروبى والتسمم الغذائى، الأمراض المنتقلة عن طريق الغذاء، بالإضافة الى المعايير القياسية لأماكن تحضير الغذاء وتقييم المخاطر. وقد اثرى فعاليات الملتقى العديد من الجهات والهيئات، ومنها شركة ارامكو، الهيئة العامة للغذاء والدواء، وزارة الصحة، وزارة التربية والتعليم، أمانة المنطقة الشرقية وجامعة الدمام.