لا يمر حزب المؤتمر الشعبي العام الذي أحكم قادته قبضتهم على مفاصل السلطة طوال 21 عامًا بحالة جيدة بعد بوادر انشقاق التنظيم السياسي الأقوى في البلد والأكثر حضورًا في المشهد السياسي والقبلي، وارتخت قبضة الحزب بعد الاضطرابات الشعبية التي أطاحت بنظام الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح الذي حكم اليمن طيلة ثلاثة عقود، بدت فيها «سطوة الحزب أكثر من سطوة الدولة والقانون» يقول ذلك الناشط السياسي عبدالعزيز العياني، وزاد في حديث ل(اليوم): في عهد صالح كان المؤتمر جزءًا من النظام العام للدولة لذا تمت الإطاحة به مع موجة الاحتجاجات الشعبية الأخيرة. معركة تقليم الأظافر ظهرت معارك الصراع على السطح مؤخرًا بالقرارات التنظيمية لحزب المؤتمر بعزل الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي من منصبه الحزبي كأمين عام للحزب، وتعيين القيادي الآخر عارف الزوكا بدلًا عنه، كذلك طالت قرارات العزل القيادي البارز في الحزب عبدالكريم الأرياني الذي تولى رئاسة الوزراء في بدايات نظام صالح. «معركة تقليم الأظافر بين صالح وهادي لم تتوقف» هكذا وصف المحلل السياسي والكاتب اليمني أحمد بن داوود ما يحدث في حزب المؤتمر وقال: حزب المؤتمر هو حزب شعبي اعتمد بشكل كبير على الحشد الجماهري، بينما بناؤه التنظيمي هش وضعيف؛ لذلك ظهرت الانقسامات داخل الحزب بين الفينة والآخرى ودليل ذلك وجود قيادات حزبية مؤتمرية تقاتل في صف جماعة الحوثي وقيادات أخرى تقاتل في صف الطرف الآخر. مشيرًا إلى أن محاولات هادي في تصحيح بعض الأخطاء داخل الحزب وقف ضدها صالح واعتبرها تجاوزاً لصلاحياته كرئيس للمؤتمر ورئيس حزبي لرئيس البلد نفسه. وكان مجلس الأمن الدولي قد أقر عقوبات على صالح واثنين من قيادات جماعة الحوثي تضمنت تجميد الأمول والمنع من السفر، وقد اتهم صالح الرئيس هادي بالوقوف وراء العقوبات ضده وهو ما استدعى قرارات الاستبعاد من الحزب الذي يرأسه صالح. عقب ذلك أعلن حزب المؤتمر رفضه المشاركة في حكومة خالد بحاح، لكن اثنين من قيادات حزب المؤتمر وهما «فريد أحمد مجور» و«معمر الأرياني» وجها لجناح صالح صفعة قوية بأدائها اليمين الدستوري أمام رئيس هادي ورئيس الحكومة الجديدة خالد بحاح. التصدع الذي يمر به المؤتمر قد يعصف بالكثير من الأجندة السياسية للحزب خلال الفترة الماضية، وانقسام الحزب بين هادي وصالح وصل بذلك التصدع إلى أعلى مستوياته داخل «اللجنة الدائمة» وبعض المحافظات اليمين، حيث اتهمت قيادات في المؤتمر وأعضاء في اللجنة الدائمة صالح بمحاولة إفشال «مسار العملية السياسية التي يقودها هادي». فيما وصف فرع حزب المؤتمر بمحافظة شبوة قرارات عزل هادي والأرياني من قيادة الحزب ب(العمل النرجسي من صالح). وأكدت قيادات حزبية في شبوة في بيان صدر عنها الحزب «وقوفها ودعمها لرئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي الأمين العام للمؤتمر الشعبي العام، معتبرة صالح خطرًا كبيرًا يهدد أمن واستقرار البلد وشعبه الأبي ويهدد النسيج الاجتماعي، ومعلنة عن تأييدها لما وصفتها بالقيادة الجماعية الرشيدة - قيادة التيار العقلاني المعتدل- في اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي بقيادة الرئيس عبدربه منصور هادي والدكتور عبدالكريم الأرياني وزملائهم من خيرة قادة وعقلاء المؤتمر على حد تعبير البيان. وعلق قيادي المؤتمري الشاب معمر الأرياني الذي عين وزيرًا للسياحة في حكومة بحاح على قرار انسحاب المؤتمر من الحكومة بأنه لا يعنيه، وقال في تصريحات إعلامية لوسائل إعلام يمنية: إن اليمن تمر بمنعطف خطير ،ومثل هذا القرار غير المسؤول يزيد من تفاقم وتعقيدات الوضع الراهن ويهدد أمن واستقرار اليمن وسلمه الاجتماعي ويجعل المؤتمر في خانة المعرقلين للتسوية والحكومة الجديدة. فك الارتباط وألمحت قيادات في حزب المؤتمر بمحافظات الجنوبية في أحاديث غير رسمية لمراسل اليوم في صنعاء عن مساعي يقودها بعض قيادات الحزب المحسوبة على الرئيس هادي بإعلان فروع الحزب بالمحافظات الجنوبية عن تشكيل قيادة مستقلة عن القيادة الموجودة في العاصمة صنعاء و«فك ارتباط حزب المؤتمر الجنوبي عن القيادة في صنعاء». أعضاء المؤتمر يقاتلون مع الحوثي إلى ذلك قال تنظيم القاعدة في اليمن: إنه عثر على بطاقات هوية وعضوية تثبت مشاركة مقاتلين أعضاء في حزب المؤتمر الذي يقوده الرئيس اليمني الأسبق علي عبدالله صالح إلى جانب مسلحي جماعة الحوثي في محافظة البيضاء وسط اليمن. وقال التنظيم في حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «توتير»: إنه عثر على بطائق انتساب لحزب المؤتمر في ثياب بعض القتلى كانوا يقاتلون في صفوف جماعة الحوثي في منطقة رداع التي تشهد مواجهات عنيفة منذ عدة أسابيع بين أنصار القاعدة والقبائل السنية المتحالفة معها ومسلحي جماعة الحوثي المسنودة ببعض الوحدات العسكرية.