ضمن أنشطته الثقافية أقام النادي الأدبي بالرياض مساء الاحد الماضي أمسية بعنوان (مفاجآت في كتب التراث) للدكتور ناصر بن سعد الرشيد، أدارها محمد الهويمل بحضور عدد كبير من المثقفين والأدباء والإعلاميين. بدأ الدكتور الرشيد الامسية قائلاً: قابلت بعض مفاجآت التراث المخطوط، ويمكن تعديل عنوان المحاضرة ليكون «مفاجآت التراث»، وليس مفاجآت الكتب؛ لأنني لا أتحدث عن كتب التراث وإنما أتكلم عن التراث المخطوط، وهو الذي أقصده بالتراث في هذه الليلة، ثم تطرق لقصة العالم المشهور البيروني إذ دخل عليه أحد العلماء وهو في مرض موته وكان يحتضر ويلقنونه الشهادة، ولم يمنعه ذلك أن يقول لمن جاء يعوده: هل حللت تلك المسألة المستعصية؟ وكانا يحاولان معاً حلها قال: يا شيخ أفي مثل هذا الحال وأنت تسألني عن هذه المسالة المعقدة، قال: أخرج من هذه الدنيا عالماً خير من أن أخرج جاهلاً. بعد ذلك روى الرشيد قصة تحقيق كتاب تحقيق الآثار. بعدها تحدث عن محقق وصفه بأنه أكبر محقق عاصرناه ولم يذكر اسمه، كان يحقق قصيدة أبي ذؤيب الهذلي في رثاء أبنائه الستة الذين ماتوا بلبن ماتت فيه أفعى والأصح هي ليست (ماتت) بل (قاءت) والذي نبّه على الخطأ الشيخ حمد الجاسر رحمه الله، وكتب إلى ذلك المحقق. بعدها بدأت المداخلات من الحضور. تكريم الشيل من جهة أخرى أقامت لجنة النشاط المنبري بالنادي يوم الاثنين الماضي ندوة بعنوان (ماجد الشبل مذيعاً ومثقفاً)، شارك في الندوة الدكتور عائض الردّادي بورقة تناولت شخصية ماجد الشبل الثقافية، وصالح المرزوق بورقة تناولت شخصية ماجد الشبل الإنسانية، وأدار الندوه الإعلامي عبدالعزيز العيد بحضور عدد كبير من المثقفين والإعلاميين، يتقدمهم: عبدالله الشهيل وإبراهيم الصقعوب ود. سلطان القحطاني وعبدالعزيز المهنا ومفرّح زريقان ورئيس النادي د. عبدالله الحيدري، إضافة إلى ابنة ماجد (سمر ماجد الشبل) وحفيدي ماجد الشبل (منصور وماجد الجوهرجي). قبل بدء الندوة عُرضت قصائد شعرية بصوت ماجد الشبل، بعدها بدأت الندوة بكلمة للدكتور عائض الردادي وقد تحدث أنه كتب مقالاً في 2011 بعنوان «ماجد الشبل أعذب القوافي»، و «أعذب القوافي» اسم برنامج شعري كان يقدمه ماجد الشبل بعد منتصف الليل، وهو برنامج من عدة برامج مشابهة كانت تبث من إذاعة الرياض وقد تميز ماجد الشبل في تقديم البرامج الشعرية بتناغم جمال صوته مع جمال الشعر، وهو من مذيعين معدودين في العالم العربي تميزوا بإلقاء الشعر كحسن الكرمي وفاروق شوشة. وقال الردّادي: ماجد الشبل واحد من جيل إعلامي ثقّف نفسه قبل أن يصبح إعلامياً، ثم وصف ماجد بأن الثقافة هي صفته وقد ثقف نفسه ذاتياً بكثرة القراءة، وهذه صفة في جيله من الإعلاميين، فأكثرهم لم يحصل على شهادة عالية ولكنه اعتلى سلم الثقافة بالقراءة والاطلاع. وأضاف: بدأ ماجد الشبل عمله الإعلامي في إذاعة دمشق وبرز نجمه بين إعلاميين مميزين لما امتلكه من قدرة إذاعية وثقافية وانضم لإذاعة الرياض عام 1385ه/1965م في بداية إنشائها، ثم صار من أبرز مذيعيها ومذيعي التلفاز، وأوضح أن الشبل كان يفضل العمل الميداني البرامجي على الإعلامي الإداري وقال إن الشبل واحد من رواد العمل الإعلامي في الإذاعة والتلفزيون إعداداً وتقديماً وإدارة وتدريباً وكان مميزاً.بعدها تحدث صالح المرزوق مدير عام إذاعة الرياض سابقاً وقال: ماجد الشبل شخصية تتميز بالاعتزاز بالنفس وهو من الأوائل الذين أسهموا في تأسيس الإذاعة والتلفزيون وعمل على تخريج جيل من الشباب هم حالياً يقودون دفة العمل الإذاعي والتلفزيوني، وأوضح أن ماجد الشبل يعد علامة مميزة من علامات الإعلام السعودي وذلك لتميز صوته وسلامة لغته وهو لا يتردد في توجيه زملائه من وقت إلى آخر بحب وصدق وإنسانية، وأضاف المرزوق: هذا هو ماجد الشبل وهو الآن على السرير ما زال يتابع خطوات الإعلام وهو بحق أحد أبرز المفاخر للإعلام السعودي. وفي نهاية الندوة كرّم رئيس مجلس إدارة النادي الدكتور عبدالله الحيدري ماجد الشبل بدرع تذكارية مقدمة من مجلس إدارة النادي، وتسلمه حفيدا ماجد الشبل: منصور وماجد الجوهرجي.