قامت سيدات الأحساء بزيارة لقرية الدالوة؛ لتقديم واجب العزاء في مصاب ضحايا الحادث الإرهابي، راسمات بذلك صورة للتآخي والألفة والترابط ولحمة الوطن، ناقلات عبر قلوبهن قبل ألسنتهن، أن الشهداء هم أبناؤهن، ولا فرق بين شيعي وسني، ومصاب الدالوة هو مصاب الأحساء والمملكة بكافة مناطقها، وتعدى ذلك ليصل مصابا للخليج العربي وكل الشعوب الإسلامية. وكان في استقبال المعزيات اللجان التنظيمية، التي كان لها دور كبير في تنظيم موقع العزاء، وخاصة القسم النسائي والذي تمثل برباطة الجأش والصبر على المصاب حيال الحادث الأليم الذي ألم بهن. وألقت سيدات الأحساء كلمات تعبيرية لأمهات الضحايا وعائلاتهن؛ لتخفيف مصابهن، حيث نوهت حنان الحسين بان هذا العزاء هو عزاء للأحساء جميعها، فلا فرق بين سني وشيعي، فالأحساء تعايشت مع بعضها البعض منذ سنوات، ولم نشعر بوجود فروق في ذلك، وأن هذا الحادث الأليم لا يراد منه إلا تفريق الشعب وزعزعة كيانه، وهذا ما لا يستطيع أحد فعله فكلنا واحد. أما ابتسام العفالق، فأشارت إلى أن هذا العزاء أثبت للجميع لحمة الوطن مهما جرى من أحداث، وأن مصاب الدالوة هو مصاب كل بيت أحسائي وكل مواطن غيور على وطنه، ولا بد ان يرتقي فكر المجتمع ويطرد منه التمييز في التعامل، فمهما اختلفت المذاهب نبقى شعبا واحدا، يجمعنا دين واحد، مشيرة الى أن حضورها للعزاء لاستشعارها بمصاب أهل الدالوة، واعتبارها أن ضحاياهم هم ضحايا الأحساء كافة. وتوالت سيدات الأحساء وسيدات الأعمال في إلقاء كلمات التعزية والمواساة لأهالي الدالوة، فعبرت رئيسة جمعية النهضة فوزية الراشد عن ألمها بالحدث، لكن هذا الألم عكس اتحاد المجتمع الأحسائي تحت كلمة واحدة، فلم توجد تفرقة منذ الصغر، فقد تربى الجميع على الألفة والمحبة والأخوة، ودخول اليد الغادرة لن يفرق هذه الألفة. أما رئيسة جمعية فتاة الأحساء الخيرية التنموية لطيفة العفالق، فنقلت العزاء للشيعة والسنة على السواء، فمنذ أقبلت على قرية الدالوة رأت تعاون الجميع، فلم يبق بيت لم يشارك بالعزاء، وهذا ليس بغريب فهذه الألفة موجودة منذ القدم، ولم تؤثر المذاهب على العلاقة بينهم، وهذه الاحداث زادت لحمتنا وهذا ما لم يعرفه الغادرون. وتأكدت لحمة هذا الوطن عندما تسارع أبناؤه من كل منطقة ومدينة؛ لتقديم الخدمات المختلفة للقيام بالعزاء ومواساة أسر الضحايا، وكان للجانب النسائي دور في ذلك، حيث بلغ عدد المتطوعات في العزاء أكثر من 300 متطوعة، ما بين لجنة تنظيم وضيافة واستقبال الوفود والتشريفات والتنظيمات، وهذا ما وضحته رئيسة لجنة الوفود هناء المهنا، مبينة انه بمجرد سماعهن بالمصاب تواصلن مع بعضهن البعض لجمع اكبر عدد من الفتيات؛ للقيام بالعزاء، وخلال يوم واحد توافدت الفتيات والسيدات من كل القرى وكل الأعمار للمشاركة وتقديم كل ما يستطعن تقديمه، حتى أنه كان من بينهن سيدة ستينية بادرت بالمساعدة، مبينة أنه إضافة للمتطوعات تواجدت 12ممرضة في مكان العزاء؛ للاهتمام بمن تحتاج للرعاية من أهالي الضحايا.