ربما لم تختلف تشكيلة الإمارات كثيرًا عن تلك التي أحرزت لقب كأس الخليج في البحرين قبل نحو عامين، لكن فريق المدرب مهدي علي قد يجد صعوبات أكبر هذه المرة في تقديم كرة القدم السلسة التي تميز بها مؤخرًا. ومنذ أكمل تأهله السهل إلى نهائيات كأس آسيا في بداية هذا العام بعد التفوق على منافسين أقل شأنًا في التصفيات واجه المنتخب الأماراتي صعوبات في مبارياته الودية في الأشهر القليلة الماضية وفي لقاءاته السبعة الأخيرة انتصر مرة، وحيدة وهز لاعبوه الشباك خمس مرات فقط. واشتكى المدرب مهدي علي من ضعف مستوى الدوري المحلي ويعول على معسكر تدريبي بدأ الأسبوع الماضي في إعداد الفريق لرحلة الدفاع عن اللقب في الرياض. وقال مدرب الإمارات مؤخرًا: «مستوى الدوري لا يرقى لمستوى المنتخب الوطني. المستوى في المنتخب عالٍ، ولا يمكن في ثلاثة أيام أن تصل للمستوى الذي تريده ولا يمكن أن تضغط عى اللاعب بالأحمال التدريبية في ثلاثة أيام». وأضاف «لدينا أسبوعان قبل كأس الخليج وسيكون فيهما الإعداد الفعلي للفريق قبل كأس الخليج». وأهم شيء سيتعين على المدرب إصلاحه هو غياب لاعبيه عن التهديف. ففي آخر خمس مباريات ودية للإمارات منذ أغسطس/آب سجل أبطال الخليج هدفًا واحدًا، وانتهت ثلاثة لقاءات بالتعادل بدون أهداف مع النرويج وباراجواي وأستراليا قبل الخسارة الثقيلة 4-صفر أمام اوزبكستان الشهر الماضي بعد أداء باهت في أبوظبي. واتضحت مدى معاناة مهدي علي الهجومية بعدما وجه الدعوة على نحو مفاجئ للمهاجم المخضرم إسماعيل مطر (31 عامًا) للانضمام للتشكيلة المسافرة للسعودية رغم غيابه لفترة طويلة بسبب الإصابة وعدم مشاركته سوى في ثلاث مباريات مع ناديه الوحدة متصدر الدوري المحلي هذا الموسم. ورغم النتائج المخيبة للآمال مؤخرًا لا يبدو مهدي علي قلقًا على حظوظ فريقه في كأس الخليج. وقال بعد الهزيمة أمام اوزبكستان الشهر الماضي: «لست قلقًا. الحمد لله أن هذه الأخطاء حصلت في مباراة ودية. إنها مباراة تجريبية. أجرب لاعبين أعطيهم فرصة لأرى من الجاهز ليلعب بعد ذلك في مباريات رسمية. «الخسارة تعطيك دافعًا أكبر. إنك تبذل جهدًا أكبر في المستقبل». وستمثل كأس الخليج مجرد مرحلة جديدة في مسيرة المنتخب الإماراتي الواثقة سعيًا للتأهل لنهائيات كأس العالم 2018. وصنع مهدي علي فريقًا يستحق الثقة حقق نتائج رائعة منذ فوزه ببطولة آسيا تحت 19 عامًا في 2008. وتضمنت هذه المسيرة بلوغ دور الثمانية في كأس العالم تحت 20 عامًا في 2009، ونهائي دورة الألعاب الآسيوية في العام التالي، وتقديم عروض قوية في ألعاب لندن الاولمبية 2012 التي عين مهدي علي بعدها مدربًا للمنتخب الأول عقب خروج الإمارات من تصفيات كأس العالم 2014. ومهما يحدث في السعودية فإن هدف الأمارات سيكون أبعد من ذلك مع استعدادها لنهائيات كأس آسيا في استراليا بعد أقل من شهرين.