أطلق قسم العيون بالمركز الطبي الجامعي بمدينة الملك عبدالله بن عبدالعزيز الطبية التابعة لجامعة الخليج العربي أمس حملة توعية لقياس ضغط العين، بمناسبة إحياء منظمة الصحة العالمية وشركائها حول العالم اليوم العالمي للبصر، تحت شعار (لا مزيد من العمى الناتج عن المياه الزرقاء). ويهدف الاحتفال العالمي إلى القضاء على العمى الذي يمكن تجنبه بحلول عام 2020، إذ تشير تقديرات منظمة الصحة العالمية لعام 2012 إلى أن أكثر من 285 مليون شخص في العالم مصابون بضعف الإبصار، من بينهم 39 مليون شخص أصيبوا بالعمى، نتيجة عدم تمكنهم من الحصول على الرعاية الطبية للعيون وخدمات فحص العيون. وتشير الإحصاءات العالمية إلى أن التوزيع الجغرافي لانتشار الإعاقة البصرية في العالم غير متساو، حيث يعيش نسبة 90 بالمائة من المصابين بضعف البصر في بلدان منخفضة الدخل وأخرى متوسطة الدخل، ويقدر عدد المعاقين بصرياً بنحو 285 مليون شخص، منهم 39 مليوناً مصابون بالعمى، و246 مليوناً مصابون بضعف البصر. ويشكل إقليم شرق المتوسط الذي يضم دول الخليج، ومن بينها المملكة العربية السعودية 12.5 بالمائة من نسبة العمى في العالم، و80 بالمائة من حالات الإعاقة البصرية التي يمكن تفاديها ويمكن الوقاية منها أو علاجها. ويعاني ما يقارب 120 مليون شخص من ضعف البصر الناتج عن العيوب الانكسارية غير المصححة (قصر النظر، أو طول النظر، أو اللابؤرية)، ويمكن أن يستعيد كل هؤلاء الأشخاص تقريبًا بصرهم الطبيعي بواسطة النظارات، أو العدسات اللاصقة، أو بالتدخل الجراحي. وأوضحت الدكتورة ندى اليوسف استشارية أمراض وجراحة العيون بالمركز الطبي الجامعي أهمية تفادي مسببات العمى الممكن الوقاية منها كاعتلال الشبكية بسبب السكري ومرض الجلوكوما والساد أو الكاتاراكت وغيرها، مشددة على أهمية الفحوص الدورية لمرضى السكري والقياس الدوري لضغط العين لمن تجاوز سن الأربعين ولا سيما لمن لديهم تاريخ عائلي بالمرض. مشيرة إلى أن بعض مسببات العمى لا يمكن الوقاية منها كالعوامل الجينية والوراثية، مشيرة إلى أهمية الابتعاد عن الممارسات الخاطئة التي تؤدي إلى مشاكل في الإبصار كالإصابات التي تصيب العمال والتي يمكن تفاديها بلبس النظارات الواقية، موضحة أهمية اتباع التعليمات لمستخدمي العدسات اللاصقة، وعدم النوم بها لتفادي التهابات القرنية الجرثومية التي تؤدي إلى اضمحلال الإبصار، وفي الحالات الشديدة قد تتطلب زراعة قرنية. وتشير التقارير إلى أن كل خمس ثوان شخص واحد في العالم يذهب بصره ويولد طفل واحد مصاب بالعمى كل دقيقة. ويوجد نحو 1,4 مليون طفل من المصابين بالعمى، ومن الأسباب الرئيسة لإصابة الطفل بالعمى الكتراكت، واعتلال الشبكية الخداجي، ونقص فيتامين (أ). كذلك تشير الإحصاءات إلى أن ما يقارب نصف مليون طفل يفقدون أبصارهم كل عام معظمهم يتوفى قبل إكمالهم العام نتيجة أمراض مصاحبة للعمى غالبيتها وراثية. كما يقدر أن سبعة ملايين شخص يصابون بالعمى سنويًا، وما يقارب ثلثي فاقدي البصر عالميًا هم من الإناث بنسبة 60 بالمائة حيث تعيش الإناث عمرًا أطول من الرجال؛ ما يجعلهن أكثر عرضة للإصابة بالكتراكت وضعف البصر، كما يحصلن على فرص أقل للعلاج.