بلغ متوسط الوفيات الناجمة عن الحوادث المرورية التي يستقبلها مستشفى الملك فهد بالهفوف ما يقارب 40 حالة شهريا، فيما يستقبل قسم الطوارئ بالمستشفى حوالي أربعة أضعاف عدد الوفيات من المصابين الذين يتم تصنيفهم حسب شدة الإصابة. وارجعت إدارة العلاقات العامة والإعلام بالمستشفى من خلال تقرير (حصلت "اليوم" على نسخة منه)، أن استقبال المستشفى لهذا العدد الكبير من الحوادث، يأتي نتيجة لموقع محافظة الأحساء التي تعتبر ملتقى طرق سريعة تربط المناطق والمدن الداخلية وبعض الدول المجاورة. وأورد التقرير بيانات وتوصيات إدارة الخدمات الطبية وقسم الطوارئ بالمستشفى، أن مستشفى الملك فهد يستقبل العدد الأكبر من الحوادث مباشرة عن طريق الهلال الأحمر السعودي، أو ما يتم احالتهم إلى المستشفى من المراكز الصحية الطرفية من خريص وحرض، أو المستشفيات الأخرى في سلوى والجفر والعيون. كما يتم تحويل بعض الحالات من مستشفى الأمير سعود بن جلوي والتي تكون بحاجة الى تخصصات نادرة مثل جراحة المخ والأعصاب وجراحة الصدر وجراحة الاوعية الدموية، كما يتم استقبال الحالات من المستشفيات الخاصة وبالتالي تكون هناك ضغوط شديدة على طوارئ مستشفى الملك فهد، على اعتبار أنه المستشفى المرجعي الوحيد لهذه الحالات المتعددة ضمن منظومة وزارة الصحة بالأحساء، مشيرا إلى أن متوسط حالات الحوادث التي تصل إلى المستشفى شهريا تصل إلى حوالي 250 حالة، ويتم تصنيف الحالات بحسب شدة الاصابة، إذ يتم وضع الشديدة منها في غرفة الانعاش بالطوارئ، وقد يحتاج المريض الى عملية تنبيب ووضعه على جهاز التنفس الصناعي. وأفاد التقرير بأن أغلب الحالات تكون في الرأس والصدر ونزيف البطن وكسور متعددة، ويوجد في غرفة الانعاش عدد من الممرضين وأطباء مقيمين وأخصائيين واستشاريين للجراحة وغيرها من التخصصات العامة والدقيقة عند الاحتياج، ويتم إجراء الفحوصات اللازمة للمريض على الفور من تحاليل وأشعة تلفزيونية وأشعة مقطعية، وذلك بحسب حالة المريض وبعد الانتهاء من الفحوصات تجرى للمريض الاسعافات الاولية من خياطة للجروح وجبائر للكسور وضماد للجروح وإعطاء المحاليل والأدوية المسكنة والمضادات الحيوية ونقل الدم عند الحاجة، إذ يوفر بنك الدم بالمستشفى الدم لحالات الاصابات والنزيف وفي بعض الاحيان يحتاج بعض المرضى الى تدخل جراحي فوري وعاجل، وفي هذه الحالة يتم نقل المريض من الطوارئ الى غرفة العمليات مباشرة، وأحيانا يكون وضعه مستقرا وحالته قد تستدعي تدخلا جراجيا، ولكن ليس بشكل عاجل مثل الكسور وغيرها وفي هذه الحالة يتم ارساله الى قسم العمليات من داخل أقسام التنويم. وبين التقرير ان مستشفى الملك فهد بالهفوف يستقبل ايضا حالات الوفاة الناجمة عن الحوادث المرورية، وأن متوسط هذه الحالات ما يقارب 40 حالة شهريا، ويتم وضع هذه الحالات في ثلاجة المستشفى، ويقوم أطباء الطوارئ كذلك بالكشف عليها وكتابة التقارير الطبية لها. وقال: "لوحظ زيادة أعداد الحوادث المرورية اثناء فترة الاجازات وكذلك بعض المواسم من العام، مثل ايام الحج والعمرة والتي تكون فيها اعمار المصابين في الحوادث من كافة الفئات، إلا أن الاغلبية تكون من سن الشباب، وفي بعض الاحيان يكون الحادث كبيرا ويتم ابلاغنا من قبل ادارة الطوارئ بوجود عدد كبير من المصابين، ويتم تأمين فرق طوارئ طبية لاسعافهم في موقع الحدث، بالاضافة الى الفرق الاخرى بالتعاون مع إدارة الطوارئ والأزمات بصحة الأحساء وهيئة الهلال الأحمر والجهات الأمنية المعنية حسب نوع الحدث، وفي هذه الحالة قد يتم تفعيل خطة الطوارئ من قبل الادارة الطبية والإدارات المعنية بالحالات الطارئة وحضور جميع الاطباء المناوبين من جميع التخصصات والتمريض والفنيين والاداريين الى قسم الطوارئ ويكونون مستعدين لاستقبال الحالات والتعامل معها بشكل منظم". واختتم التقرير برسالة من مدير المستشفى الدكتور محمد العبدالعالي ذكر فيها أن قسم الطوارئ بالمستشفى يقوم بعمل كبير وجاد مع باقي أقسام المستشفى لاستقبال الحالات بمختلف أنواعها وتخصصاتها على مدار الساعة. وبالرغم من زيادة عدد الحالات فيه إلا أن منسوبي المستشفى دوما يستشعرون قيمة (المريض أولا) ويسعون دوما لبلوغ ما ينشده مجتمعنا الكريم من تطلعات.