فارق كبير ما بين عطاء وانجاز الجمعيات الخيرية خصوصا الاهتمام بالشأن الاعلامي والبروز وبين العمل الجاد الصادق والعمل بصمت ولشريحة أكبر وأكثر حاجة.. هذا ما رأيته واطلعت عليه بعد مقال الاسبوع الماضي عن الجمعيات المتعددة التي بعضها له مقاصد وأهداف و"برستيج" خاص. وناشدت معالي وزير الشؤون الاجتماعية تكليف من يراه للاطلاع والمتابعة والرقابة والتقييم، بدلا من الادارة المسؤولة التي لا تهتم الا بالتسجيل واكتمال الشروط والمسمى. كانت لي دعوة من رجل يعد من شباب الوطن الصادقين المخلصين، ومن محبي الخير هو الدكتور عبدالله الشاجري المدير العام التنفيذي للجمعية الخيرية الصحية لرعاية المرضى "عناية"، التي تعمل وتؤدي الواجب وتقوم بنشاط خيري كبير بصمت وببرامج متعددة وخطة واهتمام بفوق التصور. والهدف لعلاج المرضى الفقراء المحتاجين بالتعاون مع المحسنين ورجال الاعمال والشركات والمؤسسات، وقد وصلت الاحصائيات الى حوالي 1000 مريض واكثر من 1500 مراجع حتى هذا اليوم. رأيت خطة العمل ونوعية النشاط وبرامج الانجاز، واهمها العلاج الخيري الذي خدم ويخدم شرائح كبيرة من المجتمع ويستحق الدعم والاهتمام.. والمستودع الخيري.. ومشروع المركز الصحي في حي معكال بالرياض والتأهيل المنزلي لذوي الاعاقة والعيادات المتنقلة. عمل خيري يتم بصمت ونشاط كبير لرئيس مجلس الادارة والمتابعة معالي الدكتور عبدالرحمن السويلم، واعضاء مجلس الادارة في تفاعل ودعم وحضور وانجاز، وهم بدون ألقاب عبدالعزيز القباع ومعالي الشيخ عبدالله المطلق وفهد السلطان وطلعت وزنة وتوفيق خوجة وحسن القحطاني ومحمد أبونيان ومحمد الركبان وعثمان العمر وخالد العطاس وحجاج الثنيان وسعيد ابو علي. ودور "عناية" لا يتوقف على الحملات العلاجية او الرعاية الاعلامية، بل يتخطى ذلك الى ترسيخ مفاهيم العلاج الخيري ومبادئ ثقافة التطوع. ولها ادارة عليا يترأسها الشاجري وله اسهامات ولمسات عديدة وادارات مساندة للتمويل والمساندة والعلاقات والاعلام والادارة والمتابعة والاشراف. ومن واجبي الوطني والخيري كان لي لقاء في الجمعية، تم خلاله اعداد خطوات مستقبلية من اجل نجاح وتواصل هذا العمل والتكافل والتعاون الانساني الاجتماعي الخيري. وادعو رجال الاعمال واهل الخير والباحثين عن عمل خيري هادف لزيارة الجمعية، والاطلاع على هذا الانجاز المثمر والتعاون والدعم والمشاركة. وأعود لرئيس الجمعية معالي الدكتور عبدالرحمن السويلم الذي خصص كل يوم أحد، جلسة اجتماعية خيرية انسانية تجمع رجال الاعمال والمال والمسئولين واهل الخير. وكل جلسة هناك حديث عن الجمعيات منها "أواصر" ودورها في جمع شمل ابناء الوطن في الخارج، و«إطعام» وتوزيعه والمحافظة على النعمة وعدم الاسراف واصدقاء المرضى والزيارات والمساجد. حقا الدنيا بخير مع اهل الخير، وبلادنا ولله الحمد بهذه الاعمال والشرائح الطبية تعد جمعية كبرى شاملة في تكافل وترابط وتواصل صادق وحب للوطن. غياب للبنوك من الجمعيات للمرة الالف أكتب وغيري عن غياب البنوك المحلية والوطنية عن دورها الانساني والاجتماعي، والمساهمة في دعم اعمال الخير. ما تقوم به الآن مجرد مشاركات لا تذكر واضواء إعلامية خاصة وانتاج برامج تخدم شرائح لا تخدم مجتمعنا. ونتساءل اين البنوك ورسالتها الاجتماعية؟. أين دورها الانساني وخدمة الوطن؟ وهل إعلامها انتاج خاص لمن يعمل ويتعامل معه؟. انه غياب طويل رغم الارباح والنجاحات التي وراءها المواطن، والذي لم يحظ بشيء من الاهتمام، آمل بوضوح المعرفة والاطلاع والتوضيح. تغريدة العمل الخيري لا يقتصر على جمعيات أو مؤسسات، بل هناك افراد لهم عمل خيري وبشكل دائم، ويأتي الرجل الطيب المواطن المخلص الدكتور عثمان بن محمد العمر طبيب عيون واستشاري، والمدير الطبي في دار الحكماء للعيون بتخصيص عيادة مجانية علاج وكشف ومتابعة كل يوم سبت في منطقة سدير؛ تبرعا للاهالي وابناء بلدته والمحتاجين وهذه علامة مميزة للدكور العمر وانجاز رائع يستحق الشكر والتقدير. * صحفي ومستشار إعلامي