صدر ترتيب بلومبرج لكفاءة الأنظمة الصحية في العالم، وقد اعتمد هذا التقرير في قياسه لترتيب الدول على معلومات مصدرها البنك الدولي، صندوق النقد الدولي، منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة في هونج كونج كما هي في 25 أغسطس 2014، وقد تم حساب ترتيب كل دولة بناء على 3 مؤشرات رئيسية هي: مؤشر معدل متوسط حياة الفرد وتم تخصيص 60% من ترتيب كفاءة النظام الصحي اعتماداً على هذا المؤشر، أما المؤشر الثاني فهو: معدل الإنفاق الصحي النسبي على الفرد الواحد وتم تخصيص 30% من ترتيب كفاءة النظام الصحي اعتماداً على هذا المؤشر، والمؤشر الثالث هو: معدل الإنفاق الصحي الكلي على الفرد الواحد وتم تخصيص 10% من ترتيب كفاءة النظام الصحي اعتماداً على هذا المؤشر، ليصبح المجموع 100%، وقد تم تقسيم كل مؤشر من هذه المؤشرات الثلاثة إلى قسمي؛ الأول: 80% من الدرجة تم احتسابها من آخر تقييم تم عمله لهذا النظام الصحي، والثاني: 20% للتغيير (إذا كان هناك تغيير) خلال السنة الماضية. وقد تم حساب التكلفة الصحية النسبية كنسبة مئوية من ال GDP، أما التكلفة الكلية لإجمالي المصروفات الصحية فهي تشمل المصاريف الصحية الوقائية والعلاجية وتنظيم النسل وأنشطة التغذية والمساعدات الطارئة. وقبل أن أستعرض للقارئ الكريم نتائج ترتيب كفاءة الأنظمة الصحية حسب بلومبرج، أود أن أذكر بأن تقريراً صدر عن عن منظمة الصحة العالمية (WHO)في عام 2000م، وهذا التقرير خاص بترتيب الأنظمة الصحية في العالم ولقد حصلت فيه فرنسا على الترتيب الأول كأفضل نظام صحي في العالم، وحصلت دولة سيراليون على الترتيب 191 الأخير، وتسبب في موجة عدم تصديق وعدم رضا وعدم تقبل لنتائجه وتعرض لنقد لاذع منذ صدوره، فقد وضع التقرير أمريكا في الترتيب 37 وهي تصرف آلاف الدولارات على صحة الفرد سنويا، بينما حصلت كوبا على ترتيب 39 وهي تصرف 131 دولار على صحة الفرد سنويا. وحصلت بريطانيا العظمى على ترتيب 18 بهذا بينما البرتغال واليونان حصلا على ترتيب 12 و14 على التوالي وبريطانيا تستقبل المرضى من البلدان وتدرب أطباءهم ويتمتع مواطنو بريطانيا برعاية صحية ممتازة، بل كيف حصلت دولة فتية مثل عمان على الترتيب الثامن عالميا، بينما النمسا واليابان والنرويج وهم الرواد في الأبحاث والرعاية الطبية حصلوا على الترتيب 9، 10، 11 على التوالي. تقرير بلومبرج في نظري أدق وأقرب للواقع من تقرير منظمة الصحة العالمية لأن التقرير استبعد الدول التي ينقص تعداد سكانها عن 5 ملايين نسمة وكذلك تم استبعاد الدول التي ينقص GDP للفرد عن 5000 $ وتم أيضاً استبعاد الدول التي ينقص متوسط عمر الفرد فيها عن 70 عاما، وكل هذه النقاط مهمة عند حساب الترتيب ولم تؤخذ في الحسبان في تقرير منظمة الصحة العالمية السابق. تقرير بلومبرج لعام 2014 شمل 51 دولة فقط، بعد أن تم استبعاد الدول التي لم تحقق الشروط المطلوبة للانضمام للدراسة، ولقد بيّن التقرير بوضوح أن دولة سنغافوره قد قفزت إلى الموقع الأول بكل جدارة بعد أن كانت في عام 2013 الثانية بعد هونغ كونغ وبعد أن كانت في الموقع السادس في تقرير WHO2000، أما فرنسا التي كانت في الموقع الأول في ترتيب WHO2000 وكانت في الترتيب التاسع عشر في تقرير بلومبرج في عام 2013 فقد قفزت إلى الترتيب الثامن في تقرير بلومبرج 2014. الدول العربية التي استوفت شروط الدخول في هذه الدراسة هي 4 دول: دولة الإمارات العربية المتحدة التي كانت في المركز ال 27 في ترتيب WHO2000، قفزت إلى المركز ال 12 في بلومبرج 2013 ثم إلى المركز التاسع في بلومبرج 2014، المملكة العربية السعودية التي كانت في المركز 26 في WHO2000 ثم تأخرت إلى المركز 29 في بلومبرج 2013 ثم تقدمت إلى المركز ال16 في بلومبرج 2014، أما ليبيا والجزائر فقد حصلا على المركزين 25 و 48 على التوالي في بلومبرج 2014. الكيان الصهيوني – كما هي عادته في احتلال أراضي الغير – احتل المركز السابع في بلومبرج 2014 متقدماً على فرنسا بعد أن كان في المركز الرابع في بلومبرج 2013 و بعد أن كان في المركز ال28 في WHO2000. والمركز ال 51 وهو الأخير في بلومبرج 2014 فقد فازت به دولة روسيا بكل جدارة، أما أمريكا فلم تكن بعيدة عن روسيا فهي أيضاً في مؤخرة الركب وحصلت على المركز ال44 في ترتيب بلومبرج 2014. هذه التقارير يجب ألا تمر مرور الكرام على المحللين والمخططين في مجلس الخدمات الصحية ويجب أن تعمل وزارة الصحة السعودية جنباً إلى جنب مع شركائها في تقديم الرعاية الصحية للمواطنين والمقيمين لكي نحقق مركزاً أفضل في كفاءة نظامنا الصحي عالمياً. * استشاري كلى و متخصص في الإدارة الصحية