أردت الشرطة، مسلحا في البرلمان الكندي في أوتاوا خلال بحثها عن مسلحين، إثر إطلاق النار على جندي ومقتله وإصابة شرطي، في ثاني حادثة إرهابية تشهدها كندا خلال 48 ساعة، أغلقت على إثرهما القواعد العسكرية وطلب من العسكريين البقاء حيث هم وعدم التنقل بلباسهم العسكري. وفرضت الشرطة - صباح أمس - طوقا أمنيا محكما حول مقر البرلمان بعد ان قام مسلح ببندقية صيد - حسب شهود - باطلاق النار على جندي كان يقف أمام نصب الجندي المجهول الواقع الى جانب مقر البرلمان. وأفاد مراسلون بأن الجندي أصيب اصابة وقام رجال اسعاف بنقله بعد أن أجروا له تنفسا اصطناعيا لانقاذ حياته، إلا ان وزير العمل جيسون كيني أعلن - في تغريدة على تويتر - في وقت لاحق وفاته متأثرا بجروحه. كما أعلن ان عنصرا في الشرطة كان يحرس البرلمان أصيب بجروح في إ طلاق النار، وقال كيني وهو من أقوى الوزراء في حكومة رئيس الوزراء ستيفن هاربر : إن "كندا لن تذعن للإرهاب أو التخويف". وقد أغلق مقر البرلمان وغادر رئيس الوزراء المبنى سالما مع انتشار الشرطة في المنطقة، حيث وصل عشرات الجنود المسلحين الى وسط مدينة أوتاوا، وسجل إطلاق نار في ثلاثة امكنة مختلفة بينها نصب الجندي المجهول والبرلمان وجوار مركز تجاري، وأكدت الشرطة مقتل أحد المهاجمين الذين قالت: إن عددهم قد يصل الى ثلاثة. وحسب شهود، فإن المهاجم أو المهاجمين أطلقوا النار في البداية على أحد الجنود المتمركزين أمام نصب الجندي المجهول قبل ان يسيطروا على سيارة رسمية تحت التهديد للاقتراب من ابواب البرلمان. لأن الاجراءات الامنية تحول دون دخول السيارات غير الرسمية الى المكان. وتمكن المهاجمون بعدها من الدخول الى المبنى المركزي للبرلمان حيث قاعة الاجتماعات. وسمع بعد ذلك دوي انفجار قوي اتبع باطلاق نار غزير من عناصر الشرطة حسب ما جاء في شريط فيديو نقله صحفي يعمل في جريدة غلوب ان ميل، كان موجودا داخل البرلمان وصور الشريط بواسطة هاتفه المحمول. وقال الموظف في البرلمان مارك اندري فيو لفرانس برس: "دخل شخص البرلمان راكضا وكان عناصر من الشرطة يلاحقونه ويصرخون طالبين من الجميع الاحتماء"، مضيفا انه سمع "نحو عشرين طلقة رصاص" أطلقت داخل البرلمان. وقال متحدث باسم رئيس الحكومة ستيفن هاربر الذي يوجد مكتبه داخل المنطقة المطوقة امنيا: إن الاخير أجلي من المكان وهو بخير. كما نقل الزعيمان المعارضان اليساري توماس مولكير وجوستان ترودو من الحزب الليبرالي الى مكان آمن. وطلب من سكان وسط أوتاوا الابتعاد عن نوافذ منازلهم ومكاتبهم، لأن أحد المسلحين فر - على الأرجح - الى سطح البرلمان. وشوهد قناصة من الشرطة ينتشرون على أسطح الابنية المجاورة، وأفادت وسائل الإعلام بأن القواعد العسكرية أقفلت وطلب من العسكريين البقاء حيث هم وعدم التنقل بلباسهم العسكري. ورفعت السلطات الكندية الثلاثاء درجة الحذر من هجوم ارهابي من الدرجة السفلى الى الدرجة الوسطى للمرة الاولى منذ عام 2010. وقال عامل بناء في المكان لرويترز : إنه سمع إطلاق نار، ثم رأى رجلا يتشح بالسواد ويغطي وجهه بوشاح يجري باتجاه البرلمان وفي يده مسدس. وأضاف العامل سكوت والش أن المسلح أوقف سيارة سوداء تحت تهديد السلاح وخطفها. وأضاف أن سائق السيارة خرج منها بسلام ثم قادها المسلح إلى مبنى سنتر بلوك التابع للبرلمان، حيث تجرى أعمال بناء، وتابع العامل قائلا: إن المسلح مر أمام امرأة تجر طفلا في عربة، وأن المرأة فرت مذعورة لكن المسلح لم يهاجم المرأة ولا الطفل. وسنتر بلوك هو المبنى الرئيس بالبرلمان الكندي وهو عبارة عن مجمع واسع من المباني، ويضم المجمع مجلس العموم ومجلس الشيوخ، وكذلك مكاتب بعض أعضاء البرلمان ومجلس الشيوخ والإدارة العليا للمجلسين. وكتب مارك سترال وهو عضو في البرلمان الكندي تغريدة من داخل المبنى قال فيها : "الوضع في أوتاوا هذا الصباح متأزم للغاية. أمكن سماع طلقات عديدة خارج غرفة اجتماعاتنا. أنا في أمان .. أمر غير معقول". وجاءت هذه الحادثة بعد قيام مواطن كندي في الخامسة والعشرين من العمر، اعتنق الاسلام حديثا، بدهس اثنين من الجنود الكنديين في سان جان ريشيليوا قرب مونتريال في مقاطعة كيبيك يوم الثلاثاء ما أدى إلى مقتل أحدهما وقتلت الشرطة المهاجم بالرصاص يوم الثلاثاء. وأعلنت الحكومة الكندية أن الهجوم كان عملا ارهابيا، وهي المرة الاولى التي يقع في كندا اعتداء على علاقة بالتطرف الديني. وأفادت أجهزة الاستخبارات الكندية بأن الجاني يدعى مارتن رولو كوتور واعتقل في يوليو الماضي، بينما كان يستعد للسفر الى تركيا، وهو واحد من بين نحو 90 كنديا موجودين حاليا على الاراضي الكندية ويشتبه في انهم قد يعدون لارتكاب اعتداءات. ومن بين التسعين هناك 80 عادوا مؤخرا من مناطق حرب خاصة من العراق وسوريا حسبما قالت مطلع الشهر الحالي الحكومة الكندية.